أزيــاء ورديــة ورســائل أمــل
برسائل تشجيعية أكدت عجز مرض سرطان الثدي عن تحدّي العزيمة، وقتل القوة، ومجابهة الأمل في الحياة، انطلق مساء أول من أمس، عرض أزياء الناجيات من سرطان الثدي، في مركز برجمان، للعام السابع على التوالي، ضمن حملة التوعية الخاصة بالمرض التي ينظمها تحت شعار «بصحة وعافية».
شاركت في العرض، الذي طغى عليه التفاؤل والأمل في غدٍ أفضل، 10 ناجيات من مرض سرطان الثدي، سبع منهن يشاركن للمرة الأولى، إلى جانب ناجية اكتفت بالتقديم، بعد أن شاركت الجمهور تجربتها المريرة مع المرض، وحبست على إثرها الدموع التي زادت من حدّة تصفيق الجمهور الذي ملأ ساحة العرض المفتوحة، مقدمةً بذلك نماذج حية لنساء استطعن بقوةِ إيمان وعزيمة وإصرار، قهر المرض والتغلب عليه، حاملات على عاتقهن حالياً نشر رسائل توعية بين صفوف النساء حول أهمية الكشف المبكر عن سرطان الثدي، الذي من شأنه حمايتهن من الإصابة به.
تجارب
حول تجربتها مع المرض، قالت الناجية البريطانية، إيلين داوسون (44 عاماً)، التي لم تمحُ فرحة نجاتها من المرض تواريخ رحلتها معه، لـ«الإمارات اليوم»: «تلقيت خبر إصابتي بمرض سرطان الثدي في يوم ميلادي، في الثاني من يناير عام ،2007 بعد أن أثبتت نتائج الفحوص اللازمة التي خضعت لها، ذلك، ونصحتني اختصاصية جراحة سرطان الثدي، حورية كاظم، على الفور بتحديد موعد إجراء عملية استئصال الورم، والتي كانت في 15 من الشهر نفسه»، مشيرة إلى أنها بعد 14 يوماً من إجراء العملية، خضعت للعلاج الكيماوي، من خلال ست جلسات، اعتبرتها من أصعب مراحل علاج المرض، ففيها شعرت بعجزٍ كبير منعها من النهوض من السرير، وفقدت على إثرها شعر رأسها كاملاً.
لون التفاؤل
اكتسى العرض الوردي للناجيات من سرطان الثدي، الذي ضم مجموعة منوعة من التصاميم، التي توزعت ما بين الملابس العملية وملابس السهرة، اللون الوردي، الذي ظهر جلياً في ختام العرض، الذي حملت فيه العارضات الـ10 لوحات حملت مفرداتها رسائل أمل وتوعية للجمهور ومرضى سرطان الثدي والناجيات منه، ومنها قوة، دعم، صلاة، أمل، حب، وإيمان، هذا إلى جانب جملتين تدعوان إلى الحذر الدائم، وإجراء الفحص المبكر لسرطان الثدي.
|
وأضافت داوسون «بفضل الله ودعم من حولي، استطعت التغلب على هذا العجز وآلامه، كما استعدت مع مرور الوقت شعر رأسي، ولا يعتبر العلاج الكيماوي هو محطتي الأخيرة مع المرض، فمازالت أمامي أدوية خاصة يجب أن أحرص على تناولها في مواعيد محددة لخمس سنوات، وزيارة الطبيب كل ستة أشهر للمتابعة وإجراء الفحوص اللازمة».
وعن مشاركتها في عرض أزياء الناجيات من سرطان الثدي، بينت «تأتي مشاركتي الأولى في عرض الأزياء الخاص بالناجيات من سرطان الثدي، إيماناً بقدرتي وزميلاتي من الناجيات على التأثير في النساء وتشجيعهن على إجراء الكشف المبكر عن سرطان الثدي، الذي من شأنه حمايتهن من الإصابة به، وبث روح الأمل في الحياة لدى المصابات به، خصوصاً أن لكل واحدة منا تجربتها الخاصة معه»، لافتة إلى أنها تحرص على المشاركة في «الماراثون الوردي»، وهو سباق خيري يمتد لمسافة 3.6 كيلومترات، ويعد فعالية أساسية من حملة «بصحة وعافية» للتوعية بسرطان الثدي، إلى جانب عرض أزياء الناجيات من سرطان الثدي.
توعية
الناجية البرازيلية روبيرتا ريس (45 عاماً)، التي بدا التفاؤل واضحاً عليها بشكلٍ كبير أثناء العرض الذي تشارك فيه للمرة الأولى، قالت: «على الرغم من أنني قمت بإجراء أشعة (الماموغرام)، المعروفة بدقتها العالية، في عام ،2007 إلا أنها لم تتعرف الى إصابتي بمرض سرطان الثدي، وفي يناير 2008 تم تشخيص إصابتي بالمرض، بعد إجراء خزعة السحب بالإبرة، والتصوير بالرنين المغناطيسي لمعرفة حجم الورم السرطاني الذي أعانيه».
وتابعت «قبل إجراء العملية الجراحية ارتأت الاختصاصية المشرفة على حالتي، إخضاعي للعلاج الكيماوي الذي شمل أربع جلسات، ومن ثم خضعت لعملية استئصال الورم، تلتها جلستان علاج كيماوي، ورغم صعوبات العلاج الكيماوي، إلا أنني أعتبره علاجاً رائعاً أسهم في بقائي على قيد الحياة، لأشارك اليوم في هذا الحدث الذي يسهم في نشر التوعية حول أهمية الكشف المبكر عن المرض لتفادي الإصابة به، وأشكر الدكتورة اختصاصية جراحة سرطان الثدي، حورية كاظم، التي كانت سبب اكتشاف المرض ونجاتي منه وناجيات مشاركات».
البريطانية جين نورثكوت (48 عاماً)، التي تشارك للسنة الثالثة على التوالي في العرض، خصوصاً أنها تسخّر جلّ وقتها للمشاركة في فريق يعنى بدعم مرضى سرطان الثدي، والشد من أزرهم، قالت: «أسهمت والدتي بشكلٍ كبير في اكتشاف إصابتي بمرض سرطان الثدي منذ سنتين، إذ نبّهتني إلى ضرورة القيام بإجراء الفحص الذاتي، بعد إصابة قريبة لي بالمرض، ومن المعروف أن العامل الوراثي وتاريخ المرض في الأسرة، يعد عاملاً رئيساً يزيد من احتمالات الإصابة بسرطان الثدي».
مشيرة إلى أنها ما ان أجرت الفحص الذاتي، حتى تبين لها أن هناك مشكلة ما، فأعلمت صديقة لها تعمل ممرضة، فنصحتها بضرورة مراجعة الطبيب لإجراء الفحوص اللازمة، التي أظهرت أنها مصابة بالمرض.
وأردفت نورثكوت «شكّل خبر إصابتي بالمرض صدمة كبيرة لي، خصوصاً أنني أتمتع بصحة جيدة، وأحرص على ممارسة الرياضة، ولا أقوم بالتدخين، ويتقدم كل ذلك، أنني أم، ولديّ عائلة أحرص على حمايتها والاعتناء بها، ومع ذلك لم أستسلم للمرض، وتسلّحت بالإرادة والعزيمة والأمل في الحياة، لمحاربته ومجابهته في رحلة العلاج التي يجب أن أخوضها، وأسهم أفراد أسرتي وأقاربي وأصدقائي، إلى جانب الطاقم الطبي الذي أشرف على حالتي، بشكل كبير في نجاحي في ذلك».
أما ابنة جين نورثكوت، ناتاشا نورثكوت (16 عاماً)، التي تعتبرها جين داعمها الأول، فأكدت «لم أسمح للصدمة التي شكّلها خبر إصابة والدتي بمرض سرطان الثدي، أن تتغلب عليها، فقد حرصت على دعمها وتشجيعها لتخطّيه، خصوصاً أنني ابنتها الكبرى».