عرض يزداد مع موسم العودة إلى المدارس
التبوّل اللاإرادي.. مرتبط بتوتّر الطفل
غالباً ما يكون التبوّل الليلي اللاإرادي لدى الأطفال إحدى المشكلات التي يواجهها الوالدان، والتي تختلف أسبابها وتتنوع وترتبط ارتباطاً وثيقاً بالحالة النفسية لدى الطفل، إذ تعتبر عيادة المسالك البولية للأطفال في مركز جون هوبكنز للأطفال واحداً من المراكز التي يتم التوجه إليها في هذه الحالات، إلا أن هذه الزيارات، وتحديدا في شهر سبتمبر، مع دخول عام جديد على السنة الدراسية، تأخذ شكلاً مكثفاً، بحسب طبيبة المسالك البولية لدى الأطفال مينغ سن وانغ.
وتقول وانغ: «تزيد فترة العودة إلى المدارس من التوتر الجسدي والنفسي لدى الطفل، مترافقاً مع التغير المفاجئ في عادات النوم والأنظمة الغذائية المتبعة والتي تكون خلال الإجازة السنوية قد تبدلت وتضررت وأصبحت غير صحية، إضافة إلى عادات أخرى غير صحية خلال فترة الصيف، التي تتحول من راحة من المدرسة إلى راحة من العادات الصحية أيضاً»، مشيرة إلى أهمية الالتزام بجدول ثابت ومنظم للتبول خلال اليوم لدى الأطفال الذين يواجهون تلك التغيرات الشديدة في العادات اليومية بعد العودة إلى المدارس.
وتقوم وانغ غالباً بإرسال مذكرة مع الوالدين إلى المدرسة، للتنويه عن مشكلة التبول التي يعانيها الطفل، مقترحة في مذكرتها أن يتم تذكير الطفل بالذهاب إلى دورة المياه كل ساعتين تقريباً، موضحة أن الدماغ هو المتحكم بعمل المثانة، ما يعني تنظيم ساعة وهمية للتبول خلال اليوم، يعتاد الجسم عليها، ما يعين على تطوير تواصل عام منتظم بين الدماغ والمثانة.
تحكّم
يعد التحكم بعمل المثانة والتبول أمراً يتطور تدريجياً لدى الأطفال عامة، ويعد التحكم بعمل المثانة ليلاً من آخر مراحل تطور تلك العملية لدى الأطفال، والتي غالبا ما تتحقق في عمر السادسة أو السابعة، إلا أن عدداً قليلاً من الصغار يستمرون في التبول ليلاً حتى عمر 10 سنوات أو أكثر من ذلك، وتعد العوامل المثيرة للتوتر النفسي والعاطفي والجسدي لدى الأطفال، من أكثر العوامل المساهمة في عدم التحكم في التبول لدى الأطفال في الليل أو النهار، بينما تعد مشكلات التبول اللاإرادي الأكثر انتشارا بين الأطفال تلك غير المتعلقة بمشكلات جسدية أو حيوية، بل تتعلق بمشكلات مثل الافتقار إلى وجود مواقيت منظمة للتبول، أو الافتقار إلى شرب السوائل بما يكفي، إضافة إلى الافتقار إلى النظام الغذائي الصحي.
وتضيف وانغ التي نادراً ما تصرف أدوية تعين الأطفال على حل المشكلة، أن «التغيرات في أسلوب الحياة يكون السبب لـ80٪ من هذه المشكلات المتعلقة بعدم التحكم بالتبول»، مشيرة إلى أن الأدوية يمكن أن يكون لها أضرار جانبية، أو تنبيهات على احتمال التبول ليلاً، ما يسبب تعطيلاً وخللاً في دورة النوم لدى الطفل أو عائلته.
ولفتت وانغ إلى ضرورة معرفة الظروف التي يمكن أن تسبب مشكلة التبول المضطرب، والتي يمكن أن تتضمن المعاناة من السكري، والتهاب المسالك البولية، وأمراض الكلى، إضافة إلى المشكلات الخلقية في طبيعة الجهاز البولي، والاضطرابات العصبية التي يمكن أن تؤثر سلباً في الإشارات المنتقلة من الدماغ إلى المثانة.
كما تشدد على أهمية تعريف الطفل بأن مشكلة التبول التي يعانيها ما هي إلا مشكلة وقتية ويمكن حلها مع تعزيز ذلك بالكثير من الدعم العاطفي، إضافة إلى تدعيم النظام الغذائي للطفل بالكثير من الألياف والفواكه والخضراوات الطازجة يوميا، وشرب الكثير من الماء ما يعين على تسهيل عملية التبول.
وذكرت وانغ أن «مفتاح البول الصحي هو من خلال لونه، لذا يجب الانتباه إلى لون بول الطفل، والذي غالباً ما يجب أن يكون بلون أصفر شاحب أو شـــفاف بلون الماء، مع أهمية إرسال قنينة ماء مع الطفل عند ذهابه إلى المدرسة، سواء كانــت مطعمة بنكهة ما لترغيب الطفل بشربها، أو كانت صافية من دون نكهات، كما يمـــكن تحليتها بالقليل من العسل أو عصير الليمون، والتي تعتبر أفضل من العصائر الغــنية بالسكريات».
جدول
أضافت وانغ أنه يجب إيقاف شرب السوائل قبل ثلاث ساعات من موعد النوم، ويجب التبول مباشرة قبل الذهاب إلى النوم، والحرص على إبقاء جدول لتسجيل أوقات ومرات التبول لدى الطفل قبل أيام من زيارة الطبيب، إضافة إلى تسجيل المرات التي يتبول فيها الطفل نهارا أو ليلاً، وعدد المرات التي يبلل فيها نفسه أثناء النوم، وعلى الرغم من أن التبول أثناء النوم يمكن أن ترتفع نسبته بين الأطفال عند قرب فترة العودة إلى المدارس، إلا أن وانغ توضح أن المشكلة غالباً ما تستمر طوال العام، فهناك ارتفاع في الحالات التي يتم تحويلها إلى المركز من قبل أطباء الأطفال.
وعلى الرغم من أن الأسباب الحقيقية لارتفاع هذه الحالة بشكل كبير وواضح بين الأطفال لاتزال قيد الدراسة والبحث من قبل الخبراء، ولايزال العمل على حصر العوامل المسببة لها أمراً قيد التنفيذ، إلا أن وانغ تعتقد بأن الوعي بالمشكلة والتعامل معها، إضافة إلى الحكمة في الاختيارات اليومية لأسلوب الحياة، هما أهم عاملين مساهمين في حلها، وتسهم التغذية السيئة، وعدم تعويد الجسم على العادات المنتظمة والصحية في ظهور هذه المشكلة، مضيفة أن الأطفال الذين غالباً ما يعانون الإمساك، يعانون التبول أثناء النوم أيضاً، لأن كلتا المشكلتين ترتبطان وتتداخلان في القدرة على التحكم بعضلات الحوض.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news