«غليسي 185» تتوافر عليه مقوّمات حياة
علماء: أخيراً وجـدنا كوكباً مشابهاً للأرض
![](https://www.emaratalyoum.com/polopoly_fs/1.308283.1462827958!/image/image.jpg)
حجم «غليسي» أكبر من الأرض بـ3 إلى 4 مرات. غيتي
أخيراً، وبعد أكثر من 51 عاماً من الجهود والمحاولات العلمية، قال علماء الفلك إنهم عثروا على كوكب شديد الشبه بالأرض.
«غليسي 185» الكوكب العادي الذي لا يميزه عن غيره شيء، ينتمي إلى الكواكب المعروفة بالأقزام الحمراء، والمنتشرة بكثرة في مجرة طريق الحليب، أو درب التبانة، ويزن نحو ثلث كتلة الشمس.
وحجم كتلة الكوكب الجديد أكبر بثلاث أو أربع مرات من حجم كتلة الأرض، ويبعد عنها 20 سنة ضوئية، ويقع في اتجاه برج الميزان، ويعتبره العلماء قريباً نسبياً، ولكن ليس إلى حد يمكننا من جمع ما يكفي من المعلومات والبيانات عنه بسهولة، فهو واحد من 117 نجماً تعتبر الأقرب الى الأرض، ولكن مشاهدته غير ممكنة بغير التليسكوب، إضافة إلى أنه غير مشع، لأنه ينتمي إلى مجموعة من الكواكب غير المضيئة، ومن هنا فلا عجب إذا كان اسمه عادياً يفتقر إلى نفحة من الغموض، أو مسحة من الجمال أو الرومانسية.
اهتمام
لمّا كان «غليسي» لا تميزه علامة فارقة أو سمة خاصة، فقد كان ذلك كفيلاً باجتذاب اهتمام العلماء وانكبابهم عليه بالدراسة والتركيز والبحث والتحليل، ومن خلال جهودهم العلمية في السنوات الأخيرة نجح العلماء في تحديد وتعريف أكثر من 400 كوكب تدور في أفلاك نجوم كبيرة وراء الشمس، لكن «غليسي 185» الأكثر إثارة للفضول العلمي.
وأعلن فريق من العلماء، أخيراً، عن العثور على كوكبين جديدين يحيطان بذلك النجم، ما يرفع عدد ما يحيط به الى ستة، وان اكتشاف أحدها واسمه «غليسي185 -غ » قد ينطوي على أهيمة تاريخية كبيرة وغير مسبوقة، ولأن حجم كتلة «غيلسي» يزيد ثلاث مرات على حجم كتلة كوكبنا، فذلك يعني أنه قد يكون له سطح صلب مثل سطح الأرض، ويتخذ موقعا في وسط منطقة قابلة للسكن والحياة وسط الفضاء، وعلى مسافة من أقرب النجوم إليه، إذ تسمح ببقاء الماء فيه في حال سيولة، وبكميات كبيرة وكافية، وليس في حال غليان أو تجمد؛ ما يعني توافر الحد الأدنى من مقومات الحياة.
ومنذ آلاف السنين والعلماء والفلاسفة يتساءلون عما إذا كان هناك وجود لكواكب أخرى تشبه الأرض في نظامنا الكوني، وفي عام 1995 اكتشف العلماء كوكبا قليل الشبه بكوكبنا خارج نظام المجموعة الشمسية، لكنهم لم يتوصلوا إلى دليل قاطع يساعدهم على تقرير ما إذا كانت هناك إمكانية للحياة على سطحه أم لا.
اكتشاف
يقول ستيف فوغت من جامعة كاليفورنيا في سانتا كروز أحد أعضاء الفريق العلمي صاحب الاكتشاف الجديد «نحن مبتهجون حقاً باكتشاف (غليسي 185)، ويجب أن يكون هذا هو شعور كل عالم بعد أكثر من 51 عاماً من الدراسات والبحوث».
من جانبه، يؤيد جيمس كاستينغ من جامعة بن ستيت، ما قاله فوغت، ويقول «أعتقد أن العلماء الذين اكتشفوا قد حصدوا ما زرعه التليسكوب (كيبلر بيبول)، الذي تم إطلاقه العام الماضي في مهمة لدراسة ومسح الكواكب التي تشبه الأرض وتحديد أوجه التشابه». ويضيف فوغت أنه من بين 117 كوكبا هي الأقرب إلى كوكبنا، هناك اثنان متشابهان بالنسبة لإمكانية الحياة هما الأرض و(غليسي 185 -غ)، وقد يكون هناك ثالث هو (غليسي 185- د)، الذي اكتشفه فريق من العلماء السويسريين عام ،2007 الذي ساد اعتقاد في حينها أنه يقع خارج المنطقة الفضائية ذات القابلية للحياة البشرية».
وثمة مشكلة، وهي أن «غليسي 185- د»، قد يكون كبيراً وضخماً للغاية حيث لا يشبه الأرض، وربما كان الجليد الجزء الأكبر من مكوناته، كما الحال مع كوكبي نبتون وأورانوس اللذين تقل أوجه الشبه بينهما وبين الأرض.
ويقر فوغت وزميله باول باتلر من معهد كارنيغي في واشنطن بأن اكتشاف الكوكب الجديد لم يكن سهلا، بل كان شبه مستحيل ومحفوفاً بالمشكلات، ومنها صغر حجمه مقارنة بالكواكب الأخرى، ومسألة عدم الحساسية الكافية للقاطرات الجاذبية التي قد تكون السبيل الوحيد للاستدلال على وجود الكون بأكمله، إضافة إلى الإرهاق الجسدي والذهني الناجم عن عمليات الرصد والمشاهدة عبر التليسكوب بمعدل 200 ليلية في العام، على مدى أكثر من 11 عاماً، إلى جانب عمليات رصد ومتابعة مماثلة كانت تقوم بها مجموعة من العلماء في جنيف، ويختتم فوغت بالقول إن «أيا من الأدوات والمعدات التي استخدمها مع فريقه لم تقدم الدليل القاطع على وجود الماء على سطح الكوكب الجديد، ولكن الأمر كان مجرد تخمين منا على أساس التشابه بين سطح (غليسي 185-غ) وسطح الأرض، فالماء موجود على سطح الأرض والقمر والمريخ والقمر يوروبا التابع للمشتري، والقمر أنسيلادوس التابع لزحل، وليس صعباً أن تتخيل، فقد يكون هناك محيط ضخم على سطح هذا الكوكب الجديد، وليس هناك ما يوجب استبعاد فكرة أنه يعج بإمكانات الحياة».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news