انتهاك مناطق عيش القرش سبب رئيس في الحوادث. غيتي

القرش والإنسان علاقة مستحيلة

تغيرت حياة بول دي جيلدر كثيرا، بعد أن فقد يده وساقه بهجوم لإحدى أسماك القرش في ميناء سيدني الأسترالي العام الماضي. فقد اضطر دي جيلدر إلى ترك عمله غواصا لدى سلاح البحرية الأسترالي، ليبدأ في ممارسة عمل آخر، وهو التدريب على الغوص، عاقدا العزم على عدم الانفصال عن المحيط. يقول دي جيلدر (33 عاما)، إنني أحب الوجود بالماء، لن أسمح بأن يبعدني هجوم القرش عن الماء. ولعل الطريقة التي ينظر بها دي جيلدر إلى الأمر تشير إلى أن فرص تعرضه للافتراس من أسماك القرش مجددا ضئيلة للغاية. ثمة عدد يقل عن 70 شخصا يتعرضون للافتراس من أسماك القرش كل عام. والقناعات تكبر بأن العلاقة بين القرش والإنسان مستحيلة. وحتى في أستراليا، حيث يعد ركوب الأمواج هواية شائعة، يلقى شخص واحد حتفه كل عام في المتوسط جراء هجمات القروش. وبعد خضوعه للكثير من العمليات وأشهر عدة من إعادة التأهيل، يعاود دي جيلدر ممارسة ركوب الأمواج. ويقول «لا أكترث لما إذا كنت سأسقط وأتعرض للتهشيم، فأنا أحب الوجود في الماء فحسب». لكن بعيدا عما يكنه في صدره من كراهية لأسماك القرش، يشن دي جيلدر حملات ضد صائدي القروش في العالم. فثمة ما يقدر بنحو 70 مليون سمكة قرش يتم اصطيادها كل عام، ومعظمها من أجل زعانفها التي تعد مكونا رئيسا في إعداد حساء زعانف القرش، وهي وجبة ثمينة للغاية على موائد الطعام الآسيوية. وأضاف دي جيلدر «نقتل أسماك القرش فقط من أجل إعداد طبق من الحساء». وتخضع بعض أنواع القرش للحماية في أستراليا، ولكن بعد كل هجوم تشنه تلك الأسماك، تصدر دائما دعوات تنادي بصيد هذه «السمكة المارقة» وقتلها. وفي بعض الأحيان، ترسل السلطات «كتيبة إعدام» لقتل تلك الأسماك.

الأكثر مشاركة