الآباء البدناء ينقلون «السكّري»إلى أبنائهم
من البديهي أن تلد الأم البدينة طفلاً سميناً، فالطفل يشارك أمه في غذائها على مدار أشهر الحمل التسعة قبل الولادة. ولكن ماذا عن الآباء البدناء الذين ينقلون العواقب الصحية لعاداتهم الغذائية السيئة إلى أبنائهم؟ هذا ما كشفت عنه دراسة أسترالية أجريت على الفئران، وأظهرت أن الآباء البدناء يمكن أن ينقلوا داء السكري إلى أبنائهم.
إذ تبين أن ذكور الفئران التي تغذت على أطعمة تحتوي على نسب عالية من الدهون، وتزاوجت مع إناث تتمتع بصحة جيدة، أنجبت صغارا تعاني مشكلات في نسبة السكر بالدم، رغم أن صغار الفئران كانت تتغذى على أطعمة تحوي نسباً قليلة من الدهون.
وقالت مارغريت موريس عن الدراسة التي أشرفت عليها في جامعة نيو ساوث ويلز الأسترالية: «أعتقد أن المثير في هذا العمل حقاً هو ما يتضمنه من اكتشافات جديدة». وأضافت «هذا هو أول تقرير عن الانتقال غير الجيني عبر الأجيال لعواقب تناول الوجبات التي تحتوي على نسب عالية من الدهون على عملية الأيض، من الآباء إلى الأبناء». كان ما دفع موريس إلى توجيه أنظارها الى الآباء هو التجاهل الشديد لدورهم. فالمفهوم التقليدي الشائع عنهم هو أن دورهم يتوقف بعد نقلهم الحامض النووي (دي.ان.ايه) إلى أطفالهم في خلايا حيواناتهم المنوية. وأرادت موريس اختبار ذلك، من منطلق اعتقادها بأن الأب والأم يلعبان دوراً في هذا الصدد.
وذكرت موريس «لا شك في أن دور الأرحام في نمو الطفل مهم، لكنني أعتقد أنه من المهم إدراك أن الأب يمكن أن يكون له تأثير غير جيني كذلك».
ورغم أن نتائج هذه الدراسة، التي نشرتها مجلة «نيتشر» الأميركية، تتعلق بالفئران، لكن من المرجح بشدة أن تنطبق على الإنسان أيضا. وأوضحت موريس «إذا كانت تنطبق على الإنسان، فإنها تؤكد حقا ضرورة سعي الأبوين إلى تحقيق الحمل وهما في أفضل حالة بدنية ممكنة». غير أن الجانب المهم من الدراسة، وهو الانتقال غير الجيني، لم يكن بمثابة مفاجأة كبيرة للرئيس التنفيذي لمنظمة «ديابيتيز أستراليا» المعنية بداء البول السكري جريج جونسون، الذي قال: «من المؤكد أن الجينات تلعب دوراً في انتقال المرض، غير أن دور العوامل البيئية لم يتم إدراكها جيدا حتى الآن»، مضيفا «هناك أشياء يمكن للناس القيام بها لمساعدتهم في تقليص خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، ومعظم تلك الأشياء القابلة للتعديل، التي يمكنهم القيام بها تتعلق بتناول وجبات صحية متوازنة وممارسة نشاط بدني مناسب وممارسة التمارين الرياضية، إلى جانب الحفاظ على وزن صحي للجسم. بالطبع جميعنا كان يعلم ذلك، لكن ما لم نكن نعلمه، ولانزال غير متأكدين منه، هو أن تناول الوجبات الصحية للحفاظ على لياقة الجسم ينعكس على من ينجبهم الرجل مثلما ينعكس على الرجل نفسه».