كلداري: التجميل أصبح متاحاً «لمن هبّ ودبّ»
دعا بروفيسور طب التجميل في جامعة الإمارات، الدكتور إبراهيم كلداري، إلى تنشيط الرقابة على مراكز التجميل والعيادات الصحية التي تجري عمليات التجميل بأنواعها المختلفة، بعد أن شهد هذا المجال وجود الكثير من الدخلاء عليه، وأصبح متاحاً «لكل من هبّ ودبّ»، على حد وصفه، مطالباً بتشديد الرقابة على الإعلانات والموضوعات التي تنشر في وسائل الإعلام المختلفة، وتروّج لأشخاص ومراكز تفتقد الخبرة والشهادات الأكاديمية التي تتيح لهم العمل في مجال التجميل. لافتاً إلى ان الكثير من الصور التي تنشر في هذه الإعلانات وتوضح الحالة قبل التجميل وبعده، خادعة ويتم تنفيذها بفضل تطور برامج الكمبيوتر المتخصصة في هذا المجال.
واعتبر كلداري خلال المحاضرة التي نظمها المركز الثقافي الإعلامي لسمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة، مساء أول من أمس، بعنوان «الجراحة التجميلية ما هو الخطأ؟ ما هو الصواب؟»، ان الأشخاص الذين يسعون إلى إجراء عمليات التجميل بهدف الحصول على ملامح تشبه بعض نجوم الفن؛ مرضى نفسيون، يجب على طبيب التجميل توجيههم للحصول على علاج نفسي لتقبل مظهرهم، لا ان ينساق وراء رغباتهم بهدف تحقيق الربح المادي.
مجتمعات طيبة
وصف كلداري المجتمعات العربية بالطيبة والخجولة في المطالبة بحقوقها إذا ما تعرضت للأذى، إذ يميل معظم ضحايا الأخطاء الطبية في عمليات التجميل بسبب عدم كفاءة القائمين على العملية، إلى عدم مقاضاة الطبيب المخطئ، والتنازل عن حقوقهم حتى لا يتعرضوا للتشهير واللوم من قبل مجتمع مازال لا يعترف كثيراً، بشكل علني، بأهمية عمليات التجميل للبعض.
وأكد الطبيب الإماراتي الذي يقدم برنامجاً أسبوعياً على قناة سما دبي؛ ان الجمال ليس مجرد مقاييس ثابتة وحدود هندسية، ولكن جمال الروح والأخلاق وما يتمتع به الشخص من قبول وجاذبية لدى الآخرين، كلها عوامل مهمة تتداخل مع المفهوم الشامل للجمال، مشيراً إلى الدور الكبير الذي لعبته القنوات الفضائية في تزايد الإقبال على عمليات التجميل بأنواعها، والذي بلغ إلى حد الهوس لدى البعض، كما انه لم يعد مقتصراً على النساء فقط، بعد ان أصبحت شريحة عريضة من الرجال تلجأ إلى عمليات التجميل وفي مقدمتها زراعة الشعر والحقن بالبوتكس.
جراحات
تطرق كلداري خلال المحاضرة إلى أنواع عمليات التجميل، التي تنقسم إلى جراحية وغير جراحية، موضحاً أن التدخل الجراحي أصبح محدوداً جداً، ويقتصر على عمليات قليلة مثل تجميل الأنف والأذنين وترهل العيون، بينما يمثل التجميل غير الجراحي المجال الأكبر، وهو يضم العديد من العلاجات والأنواع مثل التقشير والليزر وعلاجات الميزوسيربي، بالإضافة إلى حقن البوتكس والفيلرز، وتعني الحشوات، وتعتبر من أكثر علاجات التجميل نجاحاً وأسرعها نتيجة.
واعتبر المحاضر ان استخدام الخلايا الجزعية في عمليات التجميل أمر مازال يحتاج إلى المزيد من الوقت للحكم عليه، موضحاً ان هناك مناطق يصعب تجميلها والحصول على نتائج مرضية فيها مثل الرقبة التي يتم استخدام موجات الراديو للتخلص من الترهل الذي قد يصيبها، ولكنها أقل نجاحا من بقية مناطق الجسد مثل الوجه واليدين.