ولادة نادرة لدولفين في «دولفيــنيريوم» دبي
في حادثة تعد الأولى من نوعها على مستوى الشرق الأوسط والجزيرة العربية، نجحت حديقة الخور في تغيير استراتيجية توالد واستكثار الدلافين، بعد أن شهدت أخيراً، ولادة دولفين لأنثى عمرها 23 سنة في الأسر، واستمرت عملية الولادة، في مركز الدلافين في الحديقة «دولفينيريوم»، لمدة دقيقتين، بدأ بعدهما الصغير السباحة بمساعدة الأم، التي ظلت تدفعه لأعلى على مدار ساعتين ليتمكن من التنفس.
مركز الدلافين
يمثل مركز الدلافين في حديقة الخور، الذي بلغت كلفته الإجمالية 33 مليون درهم، متنفساً لأفراد المجتمع، إذ يقدم العديد من البرامج الترفيهية والتعليمية والعلاجية، تتوزع ما بين عروض مائية، ومعالجة طبية بالدلافين، ورحلات سياحية للاطلاع على الدلافين، والمحاضرات والأبحاث العلمية. يضم مركز الدلافين عروضاً مميزة وعالية المستوى للدلافين وأسود البحر الراقصة، بالإضافة إلى مركز الثدييات البحري التعليمي، الذي يشرف عليه نخبة من علماء الثدييات البحرية وأخصائيو الدلافين. ويقدم هذا المركز العديد من المحاضرات والعروض التي يمكن من خلالها للأطفال والكبار الاطلاع على عالم وطبيعة مستوطنات الدلافين، وكيفية تقديم الدعم والمساعدة للحفاظ على العديد من أنواعها في المياه الخليجية. يقدم مركز الدلافين، برامج خاصة للمدارس والمؤسسات التعليمية الكبرى في الفترات الصباحية، تركز على التعليم بشكل ترفيهي، وتزويد الطلاب بمعلومات حول الدلافين وأسود البحر. ويحتوي على ثلاثة فصول دراسية مقسمة حسب المراحل السنية والدراسية، ويشمل مكتبة متخصصة في مجال الحياة البحرية. ويتيح فرصة التقاط صور جماعية مع الدلافين، إلى جانب إمكان التصوير بالفيديو، وذلك بوساطة قارب صغير يقطره أحد الدلافين. ويقدم مساعدات لمؤسسات ومراكز تقدم الأنشطة المساندة لذوي الإعاقة. ويوفر لزواره فرصة السباحة مع الدلافين، لمدة تراوح ما بين 10 و30 دقيقة، إما أفراداً أو مجموعات، وقطرهم من قبل أحد الدلافين، وإمكان التخاطب معهم، تحت إشراف متخصصين. |
وقال مسؤول الخدمات العامة في حديقة حيوان دبي، صالح النجار، لـ«الإمارات اليوم»: «بفضل الرعاية الصحية والغذائية الممتازة التي يقدمها خبراء متخصصون، نجحت حديقة الخور في مركز الدلافين التابع لها، في ولادة دولفين في الأسر، في حادثة تعد الأولى من نوعها على مستوى الشرق الأوسط والجزيرة العربية، إذ لا تستطيع أنثى الدولفين الولادة في الأسر»، وأضاف «تتمثل الرعاية الصحية للدلافين، بالفحوص الدورية التي يتم إجراؤها بشكل دوري للوقوف على حالتها الصحية، والتي تم التعرف عن طريقها إلى حمل الدولفين بتحليل الدم الذي يجرى لها كل شهر، أما ما يتعلق بالرعاية الصحية، فتشمل أربع وجبات تقدم يومياً للدلافين، تضم مجموعة من الأسماك وتحديداً السردين، وقشريات مثل الروبيان، وصغار الأخطبوط»، وحرصاً على تعويض أنثى الدولفين ما فقدته من فيتامينات بعد عملية الولادة، يتم تزويدها بمجموعة من الفيتامينات، إلى جانب الوجبات.
وذكر النجار «تسمى أنثى الدولفين البالغة من العمر 23 عاماً، بدولفين مياه البحر الأسود، إلا أنه يضل طريقه في بعض الأحيان فيدخل في بحر مرمرة، ومنطقة طرطوس في سورية، وذلك بسبب عامل بشري وآخر طبيعي»، وأضاف «يتمثل العامل البشري في كثرة الرادارات الموجودة في السفن البحرية الموجودة في المياه الإقليمية، أما الطبيعي فيتجسد في الموجات الكهرومغناطيسية التي تتشكل في عرض البحار، الأمر الذي يؤثر في ذاكرتها فتضل بذلك طريقها»، وأوضح النجار أن «هذه الدلافين تعيش في مياه البحر الأسود، ويصل عمرها الطبيعي إلى 55 عاماً، وتمتد فترة حملها 12 شهراً، تتبعها فترة الحضانة لمدة 18 شهراً، يعتمد بعدها صغير الدولفين على نفسه».
وقال النجار: «تعد الدلافين، نسبة إلى دراسات أجراها الباحثون عليها، من الثدييات البحرية فائقة الذكاء، تفوق بذلك قرد الشامبانزي الذي يصنف في المرتبة الثانية بعد الإنسان في الذكاء، لذا لجأت قوات بحرية في استخدامها لزرع الألغام تحت البواخر البحرية، فضلاً عن العروض الترفيهية التي يستطيع تقدمها والتي تتيح أحياناً فرصة تفاعل الجمهور معها، لذا لجأ إلى استخدامها في علاج أطفال التوحد».