جمع بين التحف والإكسسوارات والفنون في «تايمز سكوير»

معرض الحرف اليدويّة.. ابتكارات بأنامل هواة

الإكسسوارات والمشغولات اليدوية شغلت حيزاً كبيراً من المعرض. تصوير: أسامة أبوغانم

شكّلت الهواية قاسماً مشتركاً جمع المشاركين في معرض الفن والحرف اليدوية، الذي أقيم، أول من أمس، في «تايمز سكوير سنتر» بدبي، إذ جمع المعرض كثيرين من أصحاب الهوايات الذين يعملون في منازلهم، وفي أوقات فراغهم، على ابتكار الاكسسوارات، والحقائب، والدمى المحاكة من الصوف، أو ما يصلح لتزيين المنزل، بدءاً من التحف، ووصولاً الى اللوحات المرسومة بالألوان الزيتية، أو حتى على الزجاج. ويعد المعرض الذي يقام سنوياً، فرصة لإحياء صناعات يدوية وحرف كلاسيكية تحمل لمسات عصرية، إضافة إلى إمكانية شراء البضائع بأسعار معقولة.

ولم يشكل المعرض فرصة للتعرف إلى البضائع المعروضة، والشراء فحسب، بل أيضا كان بمثابة ورشة عمل مصغرة، خصوصاً أن معظم المشاركين حرصوا على القيام بالتصميم، أو حتى تلبية طلبات المتسوقين في قطع على الطلب، ما أتاح رؤية كيفية تنفيذ الابتكارات.

وتميز المعرض بكثرة الإكسسوارات، لاسيما التي تستخدم فيها الأحجار نصف الثمينة، الى جانب التحف المنزلية، وكذلك الرسوم على الزجاج والحرير، الى جانب الاطعمة، ومنها حلويات الاطفال والأطعمة.

كريستال

قالت القبرصية غارسيا وينتر التي عرضت إكسسوارات منزلية، منها التي توضع للمناديل الخاصة بالطعام، أو للسيارات والشبابيك: «استخدم الاحجار نصف الثمينة واللؤلؤ، لتقديم الكثير من التصاميم التي تكون غريبة، وأركز على الكريستال الذي يضيف لمعاناً إلى القطع»، مضيفة لـ«الإمارات اليوم» انها تقوم بابتكارات جديدة في كل سنة، فتحاول تغيير نمط أعمالها على الرغم من أنها هواية، وتحرص على ان تكون تصميماتها مواكبة لما هو موجود في الاسواق. واعتبرت وينتر أن الهواية التي تقوم بها، تشغل أوقات فراغها، ولذا تحرص على عدم استخدام المواد المرتفعة الثمن، لأنها تشارك في معارض ويجب أن تكون اسعار التصاميم معقولة.

بينما ذكر البريطاني كولين روبرتس، الذي يزين بعض المشغولات الخشبية بنقود معدنية، أنه يريد الحفاظ على النقود واستخدامها بطريقة مميزة، وبالتالي يضيفها الى الخشب، لاستخدامها في العصا التي يستخدمها كبار السن، أو حتى علاقات الملابس، «ما يدل على ان النقود يمكن ان تستخدم للتزيين أيضاً، وليست فقط وسيلة شراء». ورأى روبرتس أن المعارض مهمة، لأنها تتيح للناس رؤية الابتكارات التي يمكن ان تنتج من افكار بسيطة، وفي أوقات الفراغ.

وقالت مصممة التحف التي ترسم على الزجاج والخشب، القبرصية هيلين انتياديس، إن «العمل على الخشب ليس صعباً، إذ إنه لا يستغرق الكثير من الوقت»، موضحة طبيعة ابتكاراتها، بالقول: «أعمل على تقطيع الخشب لمجسمات، وبعدها أقوم بتلوينه، فيما يعد الرسم على الزجاج الأصعب، ويستغرق وقتاً طويلاً». ولفتت الى انها تكثر من القطع الصغيرة، لان الناس في المعارض لا تحب شراء الاشياء المرتفعة الثمن، وتفضل القطع الصغيرة المعقولة السعر.

بينما لفتت مصممة التحف المنزلية والمصنوعة من الأحجار والسيراميك، النيوزلندية، ماريا بيرسون، إلى انها تعمل على استخدام عجينة خاصة، ثم تضع يدها على العجينة وتعمل بتلقائية، من دون ان يكون لديها توقعات مسبقة كيف سينتهي التصميم، مشيرة الى أن العجينة يتم إدخالها الى الفرن، وأحياناً تضع لها الألوان، أو تكون مدخنة، فيصبح لونها رملياً مائلاً الى الاسود، وغالبا ما تستخدم اللون الاخير في التصاميم التراثية كدلّة القهوة والفناجين. وتستغرق التحف، بحسب بيرسون، الكثير من الوقت، إذ تستغرق القطعة الواحدة من ستة الى ثمانية اسابيع.

حلوى

الى جانب التحف الفنية والابتكارات عرضت بعض الحلويات الخاصة بالأطفال، وقدمتها الجنوب إفريقية، جاكي فراي، التي قالت «استخدم البسكويت الى جانب الحلويات المصنوعة من السكر، لصنع التصاميم الجميلة للأطفال كالطائرات والسفن والجمال، وهي حرفة معروفة في افريقيا، وتقدم للأطفال في أعياد الميلاد والمناسبات». ولفتت الى أنها تحاول دائماً انتاج مجموعات جديدة، ومنها الجمل الذي يعتبر محلياً لإرضاء الذوق المحلي.

ثقافة

على الرغم من أن المعرض مخصص للحرف اليدوية، إلا أنه اشتمل على جانب ثقافي، برز من خلال الكتب المستعملة القديمة التي بيعت بأقل من اسعارها الحقيقية، بالاضافة الى وجود الكثير من الفنانين المشاركين الذين عرضوا لوحات تنوعت بين الرسم الكلاسيكي للمناظر الطبيعية والوجوه او حتى التجريد.

وقالت الفنانة الهندية المشاركة، شيفاني ماتور، عن لوحاتها: «تتميز أعمالي بكونها تجريدية، وأركز على جمال الطبيعة، إذ إنني أحب استخدام عناصرها لأظهر جمال الألوان»، مشيرة إلى ان المشاركة في المعرض مهمة بالنسبة لها للتعرف عن كثب الى ما يحبه الناس في الفن التشكيلي.

وأكدت التركية سلطانة سيمسك، التي عرضت الاكل التركي التراثي، أن «تحضير الطعام فن بحد ذاته، إذ يحتاج الى تزيين، وكذلك يجب ان ينفذ بمتعة، تماماً كما لو كانت المرأة تقوم بعمل أي فن آخر».

وقالت مصممة الأقمشة البريطانية جوسلين بيمين: «أعمل على وضع تصميمات للأقمشة، لتكون مختلفة، وبالتالي تكون طبعات الاقمشة خاصة بي. والحقائب التي أصممها مختلفة، وغير موجودة في السوق»، مشيرة الى أنها تعمل على ابتكار نقوش من ألوان موجودة في الموضة، ولهذا غالباً ما تنتظر عروض الأزياء لتقدم ما يناسبها.

مصممة التحف تيدا أرس، التي تقدم ابتكارات منزلية على شكل أشجار، قالت: «أعتمد على زهور الصحراء التي تتشكل بعد شدة التبخر والترسبات التي تحصل في الرمل، كقاعدة للشجرة التي ابتكرها، إضافة الى احجار من البحار، ثم أضع عليها المعادن على شكل غصون الاشجار، بينما أرصع بالاحجار الكريمة الاغصان لتلمع وتشكل الثمار»، لافتة الى أن الصحراء في الإمارات، وكذلك عمان، غنية بالزهور الجميلة التي يمكن استخدامها في التصاميم التي تنتج منها أعمال رائعة. واشارت أرس إلى أنها لا تفوّت فرصة شراء أحجار جميلة من أي بلد تزوره، «لأنها تشكل قاعدة العمل المميزة».

تويتر