دور الآباء مهم في اختيار ما يتناوله أطفالهم من وجبات. غيتي

وجبات الأطفـال الخفيفـة ضرورية ولكن..

تعد وجبات الأطفال الخفيفة التي تتوسط الأكلات الرئيسة على مدى ساعات اليوم، واحدة من أهم عناصر الحمية الغذائية المعتمدة لهم، إذ تساعد على الزيادة والتنويع في سلة وجبات الأطفال لليوم الواحد، ما يعين على حصولهم على الكمية الكافية من حصصهم من الفواكه ومنتجات الحليب، وعلى تفادي الأكل المفرط خلال الوجبات الرئيسة، بينما يعتمد عدد المرات التي يتناول فيها الطفل الوجبات الخفيفة، على كمية وحجم الوجبات الرئيسة المقدمة إليه.

ويلعب التسويق والترويج دوراً لجذب المستهلك لشراء سلعته من الوجبات الخفيفة المخصصة للأطفال بعلبها الملونة، وتركيزها على جمل جذابة، وشخصيات كرتونية محببة، إلا أن الأمر يجب ألا يكون بهذه السهولة على الوالدين، لذا ينبغي تجاهل كل ما توفره الجهة الأمامية من علب الأطعمة هذه، والتركيز على المعلومات المتوافرة على الجهة الخلفية من العلبة، فغالباً ما تكون المنتجات التي تروج وتتزين بالكثير من الألوان والشخصيات الكرتونية، فقيرة إلى المواد الغذائية المفيدة.

وتتفاوت قدرات الأطفال على التعامل مع الوجبات الخفيفة وتقبلها، فالبعض يمكنه أن يتناول وجبة خفيفة بين الإفطار والغداء، وأخرى بين الغداء والعشاء، وثالثة قبل موعد النوم، إلا أنه وفي الوقت ذاته، يجب الحرص على أن يبقى الطفل جائعاً عند حلول موعد الوجبات الرئيسة، فيجب على الأطفال عدم تناول الوجبات الخفيفة عندما لا يكونون جائعين.

دور

تعتبر العادات السلبية في تناول الوجبات الخفيفة ونوعيتها، واحدة من أكثر الأسباب المرتبطة ببدانة الأطفال، وارتفاع مستوياتها، ووفق المنظمة الأميركية للبدانة، فإن النسبة السريرية للأطفال والمراهقين البدناء قد ارتفعت أكثر من الضعف منذ عام ،1980 ما يعود إلى الكثير من الأسباب، ومنها كميات الوجبة الواحدة، والعناصر الغامضة غير معروفة المصدر التي تقبع مختفية في تلك الأطعمة، والحملات والأفكار التسويقية الذكية والجذابة لأطعمة منخفضة الجودة. ويأتي دور الآباء المهمش في الاهتمام بنوعية ما يتناوله أطفالهم من وجبات، فما يبتاعه الآباء، وما يحتويه المنزل من أطعمة يؤثران تأثيراً كبيراً في ما يتناوله الأطفال من وجبات خفيفة، إذ تبدأ الخطوة الأولى الحقيقية في تغيير عادات طعام الآباء، وتنظيف أرفف المنزل من الوجبات غير الصحية، وهي النصيحة التي قدمتها المتحدثة الرسمية للمنظمة الأميركية للحميات الغذائية أندريا جيانوكولي، وصاحبة المدونة الصحية الجديدة على موقع «هيلث لاين.كوم» تحت عنوان «شوكة العائلة.. طعامك وطعام العائلة»، مشيرة إلى أنه «لتأسيس عادات غذائية صحية، يجب على الوالدين أن يكونا القدوة الأولى، فإن تجاهل الأب أو الأم تعزيز أجسامهم بالأطعمة الصحية، وفضلا تناول لوح من الشوكولاتة كوجبة خفيفة بدلاً من نوع من الفاكهة، فإن الطفل سيعتقد أن الأمر مسموح وغير مضر أيضاً وشيء طبيعي».

وأضافت أن مدى صحة الوجبات الخفيفة تعتمد على مدى غناها بالعناصر الغذائية المفيدة، وانخفاض سعراتها الحرارية والشحوم، ما يعني تفادي الأطعمة المعالجة والمعلبة، أو تلك التي تقدم في علبة، ولكن في حال الرغبة في الحصول على وجبات سهلة التحضير، فهذا يعني أهمية قراءة المعلومات حول العناصر الغذائية التي يحتويها المنتج، والبحث على منتجات تحتوي على عناصر متكاملة، أو حبوب كاملة 100٪.

قائمة المكونات

بدائل تبدو صحية

لا يقتصر الجهل بمدى صحة الوجبات الخفيفة على الأطفال فقط، بل هناك العديد من الوجبات الخفيفة للكبار والصغار أيضاً، التي تبدو صحية للوهلة الأولى، ولكنها في الوقت ذاته قد تحتوي على كميات عالية من العناصر غير المفيدة.

الحليب ومشتقاته: هناك بعض أنواع مشروبات الألبان التي تحتوي على سكريات تفوق تلك التي يحتويها لوح شوكولاتة، فاحرص على البحث عن البدائل الصحية قليلة الدسم، والعالية في الكالسيوم وفيتامين «د»، احرص على قراءة المعلومات جيداً والحذر من تلك المحتوية على شراب الذرة عالي الفركتوز.

المكسرات: قد تبدو رقائق زبدة الفول السوداني لذيذة وسهلة الأكل، إلا أن أغلب هذه الوجبات البسيطة تحتوي على كميات عالية من المنكهات والملونات الصناعية، والمواد الحافظة، والدهون المشبعة، وكبديل صحي، قدم لطفلك نصف شطيرة من زبدة الفول السوداني مع الموز في خبزة من القمح الكامل، وهو البديل المعزز بالدهون المفيدة، والبوتاسيوم، والألياف.

العصائر: احرص على قراءة المعلومات على المنتج للتأكد من أن ما تشتريه عصير حقيقي، ولكن وعلى الرغم من احتواء بعض أنواع العصير على 100٪ من عصير الفواكه الطبيعي، فإنها تحتوي على كميات عالية جداً من السكر، ويفضل مزج نصف الكمية مع الماء لتخفيف من محتواها من السكر.

البسكويت المملح والجبن: غالباً ما تبدو رقائق البسكويت المعززة بنكهة الجبن أو الزبدة طبيعية وصحية، إلا أنها غالبا ما تكون مشبعة بالزيوت المهدرجة والدهون المشبعة، ويفضل تقديم وجبات خفيفة للطفل من شطائر خبز قمح كامل مع القليل من الجبنة.

خضراوات: على الرغم من أن الخضراوات تكون غنية ومعززة بالفيتامينات والعناصر الغذائية المفيدة، فإنه يجب الحرص على أن تكون الصلصات المقدمة معها صحية أيضاً وغير معبأة بالدهون، ويمكن تفادي ذلك من خلال تقديم الصلصات قليلة الدسم، أو الغنية بالألياف والبروتين مثل الحمص بالطحينة.

يجب الاهتمام بقراءة قائمة محتويات الوجبة، ومصطلحات مثل «زيوت مهدرجة» أو «شراب الذرة عالي الفركتوز» أو «معزز»، فغالباً ما تعني وجبة تحتوي على سعرات حرارية عالية ودهون مضرة بالصحة، وفقيرة إلى المواد الغذائية، وإن كانت العناصر الداخلة في الوجبة يصعب قراءتها وتحتوي على أسماء غير معروفة أو مفهومة، فهي وجبات تقع أيضاً ضمن قائمة ما يجب تفاديه.

وتبين جيانوكولي أنه في حال توافر الوجبة الخفيفة على 25٪ من السعرات الحرارية المخصصة في اليوم الواحد، فيجب ألا تزيد محتويات كل وجبة خفيفة على 600 ملليلغرام من الصوديوم، وبين 10 إلى 15 غراماً من الدهون في الوجبة الواحدة، إلا أن الأمر ليس بهذه السهولة مع السكر، إذ غالبا ما تتفادى الشركات الغذائية الفصل بين السكر الطبيعي والسكر المضاف على جدول المعلومات المتوافر على العلبة، وبالتالي فمن المهم تفادي الوجبات التي تذكر احتواءها على «شراب الذرة عالي الفركتوز».

ارتفاع مستوى الألياف

يفضل اعتماد الوجبات الغذائية العالية في مستويات الألياف، إذ تؤكد جيانكولي أن «الأطفال لا يحصلون على الكمية الكافية من الألياف، فنحن معتادون كثيراً على تناول المنتجات المعتمدة على الكربوهيدرات المكررة، والتي تعد وجبات انتزعت منها جميع العناصر الغذائية الرئيسة»، ناصحة بأهمية البحث عن الأطعمة التي تحتوي على عبارة «حبوب كاملة»، إضافة إلى أهمية اعتماد معكرونة القمح الكامل، بدلاً من المعكرونة المعتادة، «وإذا انزعج الأطفال من هذا التغيير فيمكن المزج بين المعكرونة المعتادة ومعكرونة القمح الكامل، وهو تحويل صحي هادئ وأخف وقعاً عليهم».

الحصة الواحدة

يجب الحرص على تفادي الوجبات الخفيفة التي تحمل عبارات «كمية مضاعفة» أو «حجم كبير»، حيث تحتوي العلبة الواحدة من هذا النوع على نحو ثلاث إلى خمس حصص في كيس أو معلب واحد، مثل أكياس «الشيبس»، ما يعني أهمية اقتناء الوجبات التي المعتادة ذات الحصة الواحدة فقط، والتي تحتوي بين 100 إلى 200 سعرة حرارية، ما يعين على متابعة كمية السعرات لليوم الواحدة.

بدائل

ينبغي الحرص دائماً على توفير بدائل صحية للأطفال وتشجيعهم عليها، مع أهمية عدم اليأس من رفض الأطفال لها، وتوضح جيانوكولي أنه قد يحتاج الأمر إلى بين 10 إلى 15 محاولة للطفل ليتقبل فكرة تجربة أطعمة صحية معينة، ولكن في حال اليأس والاستسلام لرفض الطفل، فإنه سينفر من الطعام، ولن يتناوله بتاتاً، أو على الأقل ليس قبل بلوغهم سن الرشد.

الأكثر مشاركة