«المنتدى» شدّد على التوعية للسيطرة على المرض

«قادة علاج السكّري»: المرضى يزيدون 94٪ خلال 20 سنة

المنتدى أكد أهمية الإعلام في التوعية. تصوير: دينيس مالاري

شدد منتدى قادة علاج «السكري» في الشرق الاوسط وشمال افريقيا، الذي اقيم في فندق انتركونتننتال في دبي، أول من أمس، برعاية وزارة الصحة، والمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة في مجلس التعاون الخليجي، على أن تكون الجهود مركزة باتجاه الحد من تفاقم أعداد المصابين بالسكري، وكذلك السيطرة على هذا المرض. وركز الأطباء في الندوات التي عقدت على مدى يومين على أهمية دور الاعلام في نشر التوعية حول المرض الذي يزداد عدد المصابين به عالميا، فبحسب الاتحاد الدولي للسكري، ان منطقة الشرق الاوسط تضم 9.3٪ من البالغين المصابين بداء السكري، وان هذا العدد مهدد بالارتفاع بنسبة 94٪ خلال 20 عاماً.

تحدّيات

أكد الرئيس التنفيذي للسياسات الصحية، ورئيس مجلس إدارة اللجنة الوطنية للسكري في وزارة الصحة في الامارات، الدكتور محمود فكري، أنه قد حان الوقت للحد من زيادة أرقام المصابين بالسكري. ونوه في المؤتمر الصحافي الذي عقد ضمن جدول اعمال المنتدى في يومه الاول، بأن «معدل أعمار المصابين بالسكري يتناقص، فبدلاً من 40 و50 عاماً، بدأنا نجد أنه بدأ يصيب الشباب بعمر 30 سنة، وهذا يعتبر منبهاً وعلينا أن نتحرك». وشدد على أن الأهمية الاساسية من المنتدى تكمن في الاستفادة من الجهود المبذولة في الدول الاخرى، وبالتالي مواجهة التحديات، لاسيما أن الامارات فيها نسبة عالية من المصابين بالسكري. ولفت فكري الى ان التوعية الصحية حول الحياة السليمة هي الاهم، إذ يجب ان تكون كل فئات المجتمع اكثر تخطيطا في التعاطي مع المشكلة.

نقص توعية

جاءت نتائج مسح التوعية حول «السكري» في منطقة الشرق الاوسط وشمال إفريقيا، لافتة، إذ أوضحت الحاجة الى زيادة الوعي وتثقيف الناس حول المرض. وبينت النتائج أن هناك واحدا من اثنين من الذين خضعوا للمسح يعتقدون أن السكري مرض خطر أو خطر جداً. كما أن 31٪ من الجزائريين يرون ان السكري مرض معد، بينما لم يدرك 53٪ من المصريين الذين استجابوا للمسح بأن السكري قد يسبب فقدان البصر، و70٪ منهم لا يوافقون على انه لا ينصح مريض السكري بالصيام في رمضان. ومن بين البلدان الـ22 التي أجري فيها المسح، هناك خمسة بلدان لم تنشر فيها اي دراسة عن السكري، بينما يتوقع الاتحاد الدولي للسكري، أن تزداد مصاريف الرعاية الصحية العالمية لإدارة السكري، لتتخطى 490.1 مليار دولار اميركي في عام .2030

من جهته، رأى مدير عام المجلس التنفيذي في مجلس وزراء الصحة في دول مجلس التعاون، البروفسور توفيق خوجه، بأنه يمكن حتى نسبة 20٪ منع حدوث السكري عند الراشدين، ولهذا لابد من التركيز على الوقاية من المرض. وشدد على وجوب اهتمام الحامل بصحتها ونظامها الغذائي، لتمنح المولود حياة سليمة. واكد ان «أعمار الناس اليوم ترتفع بفضل التقنيات الحديثة والثورة العلمية التي تساعد الانسان على عيش حياة أطول، فمن معدل 60 سنة في الفترات السابقة، وصلنا اليوم الى معدل 75 سنة». مشددا في الختام على ان المهم نوعية الحياة التي يعيشها المرء، مشيرا الى أنه لابد من الاهتمام بالنوعية وليس العمر فحسب. وتحدث في المؤتمر، الدكتور أنيل كابور، والدكتورة اكيكو مايدا، الذين شددوا على وجوب الاهتمام بالتوعية حول التغذية السليمة، لاسيما ان السكري لا يصيب الطبقات الغنية فقط، بل اصبح يصيب كل الطبقات.

الحمل

يعتبر مرض السكري من الأمراض المزمنة غير المعدية، ولا يوجد له علاج في الوقت الحالي. وإذا لم تتم معالجته بشكل صحيح، يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطرة، بما في ذلك بتر الأطراف والعمى والفشل الكلوي والسكتات الدماغية وأمراض القلب. وقد شددت الدراسات التي عرضت في المنتدى على أن احد العوامل التي تؤثر في هذا النمو السريع للمرض هو تدني مستوى صحة الأمهات، إذ إن الأجنة التي تعاني سوء التغذية، سواء لجهة الإفراط أو نقص التغذية، معرضة للإصابة بمرض السكري وغيرها من الأمراض غير المعدية في وقت لاحق في الحياة. وأفادوا بأن الأمهات اللواتي يصبن بداء السكري خلال الحمل معرضات بشكل جدي لتطور داء السكري من النوع 2 بعد حملهن. وإن لمرض سكري الحمل آثارا بعيدة المدى يصعب السيطرة عليها، حيث تكون الأمهات وأطفالهن عرضة لخطر متزايد بالإصابة بالسكري من النوع 2 في وقت لاحق في حياتهم.

وإن مرض السكري في أثناء الحمل في انتشار متزايد، إذ تبلغ الإصابة حالياً 20٪ تقريباً، من حالات الحمل في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وفقاً للاتحاد العالمي للسكري، وتراوح بين 5 و8٪ في إيران و4 و5٪ في الجزائر، وأكثر من 12 - 14٪ في البحرين والمملكة العربية السعودية، و20٪ في الإمارات. ولوحظ أن انتشار المرض في الإمارات متشابه عبر المجموعات العرقية والثقافية مع انتشار 20 حتى 22٪ بين عرب شرق إفريقيا ومواطني شبه القارة الهندية والمواطنين الإماراتيين والعرب من بلاد الشام، ولكن كانت النسبة أقل نوعاً ما، بين العرب من شمال إفريقيا والعرب من آسيا بنسبة بلغت 13 - 16٪.

وبحسب الدراسات هناك مشكلة رئيسة تخص النساء في المجتمعات ذات الدخل المنخفض، إذ لا يمكنهن الحصول على المعلومات والاختبارات الروتينية لمرض السكري في أثناء الحمل، علماً بأن التدخل في أثناء الحمل وفي مرحلة بداية حياة الجنين يمكن أن يغير دفة الأمور.

 

 

 

تويتر