تزيد مناعة الجسم بشرط عدم الإفراط في تناولها
المكسّرات.. فوائد صحّية مشــروطة
تحتوي المكسّرات على فوائد غذائية وصحية كثيرة، وعلى الرغم من احتوائها على دهون، إلا أنها تعد دهوناً غير مشبعة، تساعد بدورها على خفض نسبة الكولسترول في الدم، في حال استخدامها بديلاً عن الدهون المشبعة، التي تتساوى معها في السعرات الحرارية، لذا يجب الحرص في تناولها، ومنها زيت الزيتون، وزيت بذور اللفت (كانولا)، وفق مختصين نصحوا بضرورة توخي الحذر عند تناولها، إذ يكفي تناول كمية قبضة يد واحدة من المكسّرات في اليوم الواحد.
وأشارت دراسات حديثة حول التغذية، إلى أن أهمية المكسرات، تتعدى كونها عنصراً غذائياً، إلى عنصر شفائي، تسهم بما تحتويه من معادن، يفوق كل ما تحتويه أي فاكهة، مثل الفسفور المفيد لتغذية المخ والعظام، والكبريت والبوتاسيوم. فالبندق يعمل على تنشيط العمل الوظيفي للمخ والعظام في الجسم، ويسهم في شفاء الأطفال المصابين بفقر الدم الحاد، والجوز البرازيلي يساعد على تقوية جهاز المناعة ويقي من الإصابة بالسرطان، والكاجو يقي من الإصابة بمرض السكري، واللوز مفيد لعلاج السكري والسمنة. كما تحتوي بعض أصناف المكسرات على معادن مهمة، مثل الكالسيوم، المغنيسيوم، الزنك، الحديد، الفوسفور، إلى جانب مجموعة من الفيتامينات «ب، ب ،1 ب ،2 ب 6»، وجميع أنواعها لا تحتوي على نسب عالية من فيتامين «سي»، وتفتقر الى فيتامين «أ»، وفي المقابل غنية بفيتامين «ب»، خصوصاً الأحماض الدهنية المفيدة لتغذية الخلايا، فضلاً عن أنها تحتوي على البروتينات، والكربوهيدرات، ونسبة من الماء.
قيم غذائية
تمثل المكسرات قيمة صحية كبيرة للقلب، في حال تم تناولها بشكل معتدل، إذ أثبتت مجموعة متنوعة من الدراسات والأبحاث التي أجريت على المكسرات خلال السنوات الماضية، أن الأشخاص الذين يتناولونها بشكل معتدل (56 غراماً) في اليوم، وتكون غير مملحة، يكونون أقل عرضة للإصابة بأمراض القلب، من الرجال والنساء على حد سواء، وتعتبر صحية للرجال الذين يعانون السكتات القلبية. فإلى جانب الدهون المشبعة المفيدة لصحة القلب، تحتوي المكسرات على أوميغا ،3 الذي يعمل على حمايته من التوترات غير المنتظمة، ومنع تصلب الشرايين فيه والإصابة بالتجلطات، والأرجنين (حمض أميني)، يقلل من الذبحات الصدرية، وكذلك ضغط الدم ويعمل على حماية وظائف الأوعية الدموية، إلى جانب احتوائها على نسبة جيدة من البوتاسيوم، العنصر الذي يلعب دوراً مهماً في نشاط العضلات، خصوصاً عضلة القلب، إذ يقويها ويحميها. ويعتبر دوار الشمس، أكثر أنواع المكسرات احتواءً على البوتاسيوم، حيث تزيد نسبته على 900 ملليغرام، كما يحتوي اللوز على أكثر من 750 ملليغراماً منه.
وتحتوي المكسرات كذلك، على نسبة جيدة من الألياف الغذائية، التي تؤدي وظيفة فسيولوجية مهمة في المحافظة على صحة الجسم، وسلامة جهازه الهضمي، إذ تساعد على تسهيل حركة الطعام داخله، ما يقلل من الإصابة بالإمساك. كما تسهم في الوقاية من بعض الأمراض المزمنة، ومنها أمراض القلب بنسبة 40٪، وسرطان القولون والجهاز الهضمي، إلى جانب مجموعة كبيرة من الفوائد الصحية، ونقصها أو غيابها يترك آثاراً سلبية واضحة على الصحة. وتشير أبحاث علمية، إلى فائدة المكسرات في الحد من الشعور بالجوع، إلا أن اختصاصيين يوصون بضرورة توخي الحذر من الإفراط في تناولها كنوع من أنواع التسلية، إذ يعمل الجسم في العادة، على ميكانيكية معينة لها طاقة استيعابية معينة، فيأخذ القيمة الغذائية التي يحتاجها من الطعام، ويقوم بتخزين الفائض منه على شكل دهون في الجسم، الأمر الذي ينتج عنه أمراض عديدة، لذا يجب الاكتفاء بتناول كمية قبضة يد واحدة من المكسرات في اليوم الواحد.
حساسية
الفول السوداني كشف فريق بحث بريطاني أن الفول السوداني والزيت المستخلص منه قد يسببان أنواعاً من الحساسية لدى الأطفال المصابين بالأكزيما، ووجد علماء أن 90٪ من الأطفال المصابين بنوع من الحساسية التي يسببها الفول السوداني، كانوا يعانون سابقاً الأكزيما. وأظهر بحث علمي حديث أن تناول الأمهات الفول السوداني أثناء فترة الحمل، قد يعني ترجيح ولادة أطفال أكثر عرضة للإصابة بالحساسية من الفول السوداني. |
على الرغم من القيمة الغذائية والصحية الكبيرة للمكسرات، إلا أن اختصاصيي التغذية يوصون بضرورة قراءة المرفق الغذائي على عبواتها، تفادياً للآثار الجانبية لبعض مكوناتها في بعض الحالات المرضية، كالمرضى الذين يعانون حساسية الجلد، فعلى سبيل المثال، يعمل الأرجنين، الذي تحتويه بعض المكسرات، على زيادة الحساسية مؤدياً إلى الإصابة بطفح جلدي. وابتعاد مرضى ضغط الدم المرتفع، ومتبعو الحمية الغذائية، عن تناول المكسرات المملحة، التي تسهم في ارتفاع ضغط الدم، وحبس السوائل في الجسم، وتحتوي على الدهون التي تعمل على زيادة السعرات الحرارية في الجسم في حال الإفراط في تناولها.
وقال باحثون إن الحساسيات من الفول السوداني أصبحت أكثر شيوعاً بين الاطفال وتضاعفت خلال الأعوام الخمسة الماضية في الولايات المتحدة، وذكر باحثون كنديون أنهم يشهدون حالات حساسية، تفوق المتوقع، من الفول السوداني. وأشار تقريران في نشرة الحساسية والمناعة، إلى أن الحساسيات من المكسرات، والتي قد تكون قاتلة، ستظل شائعة.
وقالت الرئيسة التنفيذية ومؤسسة شبكة متابعة الحساسيات الغذائية، آن مونيوز فورلونج: «تصيب الحساسية من الفول السوداني نحو 1.5 مليون أميركي، ويموت نحو 200 سنوياً من التأثير الحاد للحساسية التي يسببها».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news