عصام حجي خلال محاضرته في مقر غرفة تجارة وصناعة دبي. تصوير: مصطفى قاسمي

حجي: «ناسا» تــبحث عن المياه الجوفية الإماراتــية مايو المقبل

كشف عالم الفضاء المصري، في قسم محركات الدفع الصاروخي، في وكالة الفضاء الأميركية، (ناسا)، عصام حجي، أنه «سيتم تجربة إحدى منظومات التصوير بالرادار للكشف عن المياه الجوفية الموجودة في باطن أرض الصحراء الغربية في الإمارات في مايو المقبل، بالتعاون مع هيئة البيئة في أبوظبي، وذلك ضمن عمليات التعاون التي تحرص (ناسا) على عقدها مع دول عربية، في محاولة لإيجاد مصادر مائية بديلة تواجه خطر نقص الموارد المائية مستقبلاً». جاء ذلك خلال محاضره ألقاها أمس، حول أهمية اكتشاف الماء على المريخ، في غرفة تجارة وصناعة دبي، بتنظيم جامعة دبي، وحضور القنصل العام المصري في دبي مهاب نصر.

وقال حجي «تعتبر الدول العربية الأغنى في إنتاج النفط، إلا أنها الأفقر في الموارد المائية، وتحرص على الإنفاق من أجل البحث عن إيجاد موارد بديلة للنفط، إلا أنها الأخيرة في البحث عن موارد مائية بديلة، لأن بعضها لم يعانِ بعد من نقصه»، وأضاف «تعد (ناسا) المسؤولة عن البرنامج الفضائي للولايات المتحدة، التي تنفق 19 مليار دولار سنوياً، أكبر مستثمر في ذلك، حيث تبلغ ميزانية البحث منها ثلاثة مليارات دولار سنوياً»، وأوضح أن خسارة مخزون مياه الشفة، أحد أبرز العواقب الناجمة عن التغير المناخي على مر الأعوام، ويمكن اكتشاف مصادر المياه البديلة لمواجهة خطر نقص الموارد المائية مستقبلاً، من خلال استخدام تكنولوجيا التصوير بالرادار التي تقوم بالتصوير بالأقمار الاصطناعية، التي يمكنها أن تقوم بمسح شامل للكرة الأرضية على مساحات شاسعة، التي تشبه إلى حد كبير تكنولوجيا الهاتف المحمول الذي يعمل بالموجات الكهرومغناطيسية».

وأردف حجي الذي يترأس فريق البحث العلمي لأكبر معامل «ناسا»، وهو معمل محركات الدفع الصاروخي النفاث بتكنولوجيا التصوير بالرادار لاكتشاف المياه، «تستخدم تكنولوجيا التصوير بالرادار لاكتشاف أجسام المياه، والتعرف إلى كمياتها في الأرض والكواكب الشمسية كذلك، منذ 40 عاماً، وقد تم التصوير الأول فوق السودان من كوكب فينس، واكتشف أنه تحت كثبان الرمال كانت هناك وديان، الأمر الذي يعطي تفسيراً لسبب الصراع على دارفور الذي يرجع إلى المياه أصلاً، كما هي الحال في عدد من الدول العربية التي تعاني قلة الموارد المائية التي تأتيها من الخارج.

حجي في سطور

حصل عالم الفضاء المصري عصام حجي على شهادة البكالوريوس في علم الفلك من جامعة القاهرة، والماجستير في علم الفضاء في العام 1999 من جامعة باريس، والدكتوراه كذلك في العام .2002

يعمل حجي في قسم محركات الدفع الصاروخي في وكالة الفضاء الأميركية (ناسا)، ويشرف على العديد من المهام العلمية لاكتشاف مجموعة الكواكب وغيرها.

يترأس فريق البحث العلمي لأكبر معامل «ناسا»، وهو معمل محركات الدفع الصاروخي النفاث بتكنولوجيا التصوير بالرادار لاكتشاف المياه، الذي أسس في العام ،2003 كما أنه مسؤول عن مركبات الفضاء بالمعمل، إضافة إلى عمله أستاذاً للجيولوجيا وعلوم الفضاء في جامعة كاليفورنيا الأميركية، كما يقوم حجي بتدريب رواد الفضاء في «ناسا» التي يعمل فيها.

ماء صحراء

قام حجي أخيراً باختبار كفاءة عمل أجهزة التصوير بالرادار في صحراء مصر الغربية للبحث عن المياه، وشكلت هذه التجربة بوابة عبور لاكتشاف الماء في المريخ، حيث توجد اليوم على سطح المريخ مركبتان فضائيتان هما «مارس إكسبريس» و«مارس ريكونيسانس أوربيتال»، تحملان أجهزة مطابقة للأجهزة التي تم اختبار كفاءتها في الصحراء الغربية، وقد حصلنا منهما على معلومات قيمة أدت لاكتشاف تشكيلات جيولوجية تحت الأقطاب الجليدية لكوكب المريخ (الشمالي والجنوبي)، على عمق نحو 3000 متر من السطح.

وقال حجي «قمنا برحلات عدة بمشاركة فرق البحث العلمية التابعة لـ«ناسا» الفضائية الأميركية إلى الصحراء الغربية المصرية، خلال السنوات الماضية لإجراء اختبارات كفاءة عمل أجهزة التصوير بالرادار وذلك في إطار برنامج لاكتشاف الحياة على كوكب المريخ، للشبه الكبير بينها وبين المنطقة في خواصها، حققت تجربة صحراء مصر الغربية نتائج مبشرة، فقد تمكنا من رصد وجود مياه في أعماق مختلفة فيها، وذلك من خلال إجراء التجارب، حيث اكتشفنا وجود مخزون استراتيجي للمياه، ولكن لم يتم تحديده بشكل دقيق، وتم مسح المناطق لمعرفته، وتعتبر الخرائط الموجودة حالياً بدائية وبحاجة للتطوير»، وأضاف «اكتشفنا حقل سقوط المذنبات في منطقة فيها، يبلغ عمره 80 مليون عام، حيث تقاس أعمار الأسطح بعدد المذنبات التي سقطت عليه، ويعتقد أن هذه المذنبات هي التي أسهمت في اختفاء الديناصورات».

ونوه حجي، الذي لم يكن يتوقع أن يرى نفسه يوماً رائد فضاء، «ذهلت من قيام مجلة «ساينس» العلمية الشهيرة، باختيار دراستي التي بدأت فيها في العام ،1998 حول اكتشاف المياه في المناطق الصحراوية باستخدام تكنولوجيا التصوير بالرادار، واحدةً من أبرز دراسات القرن ،21 وتم تطبيقها عملياً على أربع مركبات فضاء وصلت إلى المريخ والقمر، رغم أنني توقعت أن يكتب لها الفشل»، وأوضح أن «اكتشاف المياه في المناطق الصحراوية كان موضوع رسالة الدكتوراه التي حصلت عليها في العام 2002 بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف من علوم الفضاء، وقد كانت تدور حول اكتشاف المياه في المناطق الصحراوية باستخدام تكنولوجيا التصوير بالرادار، التي يمكنها أن تقوم بمسح شامل للكرة الأرضية على مساحات شاسعة».

ماء المريخ

وحول أهمية اكتشاف المياه في المريخ، الذي شكلت تجربة الصحراء الغربية المصرية بوابة عبور له، قال حجي «يعتبر البحث عن الماء في كوكب المريخ أمراً في غاية الأهمية، لذلك تم تنفيذ مشروع خاص به تبلغ ميزانيته ملياراً و400 مليون دولار، وترجع هذه الأهمية إلى أن فهم كوكب الأرض والتطور الذي يمر به، لا تمكن دراسته كحالة مفردة بمعزل عن الكواكب الأخرى، ويعد كوكب المريخ توأم كوكب الأرض، نظراً للشبه الكبير في ما بينهما»، وشرح «أعتقد أن المريخ كان يحتوي على مسطحات مائية كالأرض، اختفت المياه من على سطحه، وتحول إلى صحراء جرداء، وإذا استطعنا التوصل إلى السبب أو الأسباب المحيطة بذلك، فسنتمكن من معرفة كيف سيكون حال الأرض التي تحتوي على مسطحات مائية كبيرة مستقبلاً، ودراسة الظروف التي يمر بها مثل ذوبان الجليد في القطب الشمالي وارتفاع درجة الحرارة». والماء موجود على كوكب المريخ، نظراً لوجود عوامل شبيهة بكوكب الأرض، وغلاف جوي كذلك الذي يحيط به، وفقاً لحجي.

الأكثر مشاركة