ملابس الرجال تغزو الــموضة النسائية

أطلّت الممثلة الأميركية الشهيرة كاتي هولمز، على جمهورها قبل ثلاث سنوات تقريباً، وهي ترتدي جينزاً فضفاضاً لتكون بذلك أول من وضع أساس الاتجاه إلى سراويل الـ«بوي فريند». ومنذ ذلك الحين لا تخلو أي تشكيلة جينز نسائية من السراويل الفضفاضة. ولم يقتصر استلهام مصمّمي الموضة النسائية للموضة الرجالية على سراويل الجينز فحسب، بل امتد أيضاً ليشمل أنواعاً أخرى من الثياب كالجواكت والأفرول والقمصان البيضاء، وهو ما يتجسد في تشكيلات أيقونات الموضة العالمية لعام ،2011 من قبيل كوكو شانيل ومارلين ديتريش، والتي تجمع ما بين التصاميم الرجالية والنسائية.

غير أن الرغبة في مسايرة أحدث اتجاهات الموضة لا تعني أن تستولي المرأة على خزانة ثياب زوجها أو أن تذهب في جولة تسوق بالأقسام الرجالية في محال الملابس. وتعلل مستشارة التسوق بمدينة هامبورغ شمال ألمانيا، ماريا هانز، ذلك قائلة: «هناك تشكيلات مصممة خصيصاً بما يتناسب مع قوام المرأة»، وهذا يعني أن الموضة النسائية تستلهم القصات الرجالية الكلاسيكية فقط. وأشار خبير الموضة بمدينة فرانكفورت غرب ألمانيا، أندرياس روزه، إلى أن ارتداء مثل هذه الملابس مع القطع المفعمة بالأنوثة، كالأحذية ذات الكعب العالي، يضفي على المرأة طابع الإثارة. ويشرح روزه شكل الموضة الجديدة، قائلاً: «يقوم هذا الاستايل على المزج بين قصات وخامات مستمدة من الموضة الرجالية والموضة النسائية على حد سواء».

طلات خاصة

مستشارة المظهر ومصممة الأزياء بمدينة أوفنباخ غرب ألمانيا، زيلكه غيرلوف، ترى أن المفردات الرئيسة لهذه الطلة تتمثل في القمصان البيضاء والجواكت الأكبر من المقـاس، مشيرة إلى أن قطع الثياب هذه تتناغم مع بعضها بعضاً.

وينصح روزه أيضاً بارتداء القميص الأكبر من المقاس كفستان بحزام أو من دون، مثلما يتضح في كتالوج الاستايلات الخاص ببعض الماركات. وكإمكانية بديلة يمكن ارتداء القميص مع سراويل قصيرة شقية، مثلما يتضح في تشكيلة أخرى. ومن المهم اتباع قاعدة: هذه الطلة تتطلب قميصاً وليس بلوزة قصيرة.

وتقول غريلوف إن البليزر الأكبر من المقاس والذي يبرز الأكتاف اقتحم الموضة النسائية هو الآخر، مشيرة إلى أن هذا البليزر المستوحى من الجاكت الرجالي يكون مفعماً بالأنوثة، حينما يتم تنسيقه مع حزام نحيف للغاية؛ إذ إن هذا يبرز القصة التي يصل طولها للخصر بعض الشيء، ومن ثم يسلط الضوء على منحنيات قوام المرأة.

وامتد الغزو الرجالي ليشمل موضة الأحذية أيضاً. وينصح خبير الموضة الألماني، أندرياس روزه، بارتداء الحذاء التقليدي ذي الرباط، مشيراً إلى أن الموديلات المسطحة تطل بجلد شامواه أو بجلد الماشية الفاخر، وتتألق بنقشات الضفائر أو تزدان بالثقوب في الجزء الأمامي. وتتضمن الكثير من تشكيلات الأحذية الحديثة هذا الموديل، وفي كثير من الأحيان يوجد هذا الحذاء في الأقسام النسائية بمحال الأحذية، ولكن بموديل أكثر رقة. وبشكل تقليدي يرتدي الرجال هذا الحذاء مع البذلات. وإلى جانب هذا الحذاء تنصح مستشارة المظهر الألمانية، زيلكه غيرلوف، بارتداء الأحذية الرجالية من دون رباط سهلة اللبس، والتي تتناغم أيضاً مع الملابس التي يغلب عليها الطابع الكلاسيكي الرزين.

طابع ذكوري

مع كل قطعة ثياب تتربع على عرش الموضة هذا الموسم يمكن تنسيق صديري، والذي يرتديه الرجال في المناسبات الاحتفالية تحت الجواكت. ويضفي الصديري الملتصق بالجسم طابعاً ذكورياً على الموضة النسائية، وهو يتناغم مع السراويل الكاجوال، كما هي الحال في طلة ماركة Cinque المستوحاة من الموضة الرجالية التي تتكون مفرداتها من صديري وسروال شينو وبليزر وقبعة. كما أن هذا الصديري يبدو رائعاً تحت الجاكت والكارديجان التريكو ومعطف المطر.

وتستطيع المرأة الجريئة التي ترغب في مواكبة أحدث صيحات الموضة ارتداء الأفرول أيضاً، ويا حبذا لو كان الأفرول مصنوعاً من خامة خفيفة وانسيابية وذا ألوان زاهية. ويلفت روزه إلى أن الأفرول ذا فتحة الصدر العميقة والأرجل الواسعة يعكس أسلوب الحياة المتفرد.

ويُعد الجاكت السموكينغ أيضاً من قطع الثياب المناسبة للمرأة الجريئة التي ترغب في أن تكون محطاً للأنظار. ويصف روزه شكل هذا الجاكت، بانه ذو قصة يصل طولها إلى الوسط أكثر من الجاكت الرجالي وذو صف أو صفين من الأزرار، ويزدان بطبقة من الساتان على طية الصدر والجيوب. أما السروال فيكون في الغالب ذا قصة ضيقة، ويزدان بشريط حلية من الحرير بمواضع الحياكة الطرفية.