غولتيير.. كلاسيكية باريسية بلـــمسة كوميدية
لا يخلو عالم المصمم الفرنسي العالمي ومخترع الصدرية المخروطية الشهيرة للمصممة الأميركية مادونا، جين بول غولتيير، من مشدات الجسم الفرنسية المغوية، ومن فتحات الفساتين التي تكشف أكثر مما تخفي، إلا أنه في مجموعته الأخيرة للملابس الجاهزة لخريف وشتاء 2011 ـ 2012 خلال «أسبوع باريس للموضة»، كسر قاعدته المعهودة، وقدم مجموعة باريسية كلاسيكية إلى أبعد الحدود، أهداها للمرأة الأنيقة أيما كان سنها.
«من دون مشدات، ومن دون عري، إنها مجموعة مناسبة لسيدة، لا أصدق ذلك!»، هذا تحديداً ما قاله غولتيير قبيل عرضه الذي قدمه أول الأسبوع، الذي افتتحته واختتمته الكوميدية الفرنسية ذات الـ46 عاماً فاليري لوميسير، مقدمة مجموعة من قطع المصمم التي خلعتها واحدة تلو الأخرى من دون أن تتعرى، وهي المجموعة التي وصفها بأنها المجموعة التي تعين على «أن تبدو المرأة شابة من دون بوتوكس»، مهدياً إياها للمرأة الكلاسيكية الأنيقة بعيداً عن الغواية المفرطة، مركزاً على القطع الواضحة، متعددة الطبقات، من سراويل وتنانير وسترات، ومعاطف قصيرة وطويلة، وأوشحة متعددة.
ألوان تنوعت الألوان التي قدمها المصمم بين تلك الشتوية العميقة من الأسود، والرمادي بدرجاته الداكنة والفاتحة، والتماعاته المعدنية أو اللؤلؤية، أو تلك المطفية، إضافة إلى البني بدرجاته المختلفة، بين تلك الرملية، أو الخشبية، أو المحمرة العميقة، إضافة إلى لمسات من الأصفر الفاقع، والتركواز المطبع، والبنفسجي، ودرجته الليلكية، والأخضر، والبرتقالي المطبع، والأحمر الماروني. |
مرح
قدمت العارضات مجموعة غولتيير الجديدة مرتديات جميعاً باروكات بتسريحات أنيقة مرفوعة ومرتبة من الشعر الشقر الرمادي، ومع وصول كل عارضة إلى نهاية المنصة بدأن برمي قطعة واحدة مما يحملنه أو يرتدينه، سواء كان ذلك وشاحاً، أو حقيبة، أو سترة، لتتراكم القطع بعشوائية على أرض المنصة حتى نهاية العرض، في حركة لا تتكرر، أراد بها المصمم أن يضيف حساً مرحاً ومبتكراً لا يمكنه التخلي عنه، وهو الموصوف بـ«الابن المتمرّد للموضة الفرنسية».
تنوّعت القطع التي ضمتها المجموعة، والتي اعتمد في جميعها المصمم القصات المستقيمة والكلاسيكية المعتادة، والتي تميل إلى العملية وتبدو أكثر قرباً للملابس المكتبية، والتي يمكن ارتداؤها من قِبل النساء المتقدمات في العمر، وتفاوتت بين السراويل الواسعة المستقيمة، والسترات الجلدية الواضحة، معاطف الـ«ترنش» أو تلك المعروفة بشكلها الكلاسيكي ذي الياقات والأزرار المزدوجة والحزام العريض، إضافة إلى أطقم السراويل والسترات المخططة، وسراويل ضيقة لمّاعة أضيف إليها معاطف مزيّنة بالفرو، في مجموعة بدت بسيطة وراقية.
قصات
على الرغم من أن المجموعة لم تخرج عن القصات المعتادة والكلاسيكية المتعارف عليها، من دون إدخال المصمم لجديد يذكر، إذ ظهرت مجموعة كبيرة من القطع المقدمة على منصات عروض سابقة، لمختلف المصممين، إلا أن ذلك لم يمنع غولتيير من أن يتميز بمزجه المبتكر للألوان التي تفاوتت بين قمصان حريرية فاقعة، وسراويل مطبّعة ذات قصة كلاسيكية واسعة، أو معاطف سوداء مبطّنة بحرير من لون فاقع، أو أطقم من سراويل وسترات مكتبية، أضيف إليها تنانير جلدية قصيرة، أو سراويل مكتبية عملية قصيرة تظهر من تحتها سراويل أخرى بالفكرة نفسها وبألوان مختلفة كحاشية.
كما اعتمد المصمم القمصان الحريرية المطبّعة بألوان زاهية تحت أطقم السراويل والسترات الصوفية البنية، أو التنانير الجلدية القصيرة مع سترات «الشمواه» سواء باللون الأسود أو البني.
إضافة إلى المظهر الكلاسيكي، قدم المصمم مجموعة من الأشكال التي بدت كلاسيكية القصة ولكن عبر مظهر مبتكر تراكمت فيه القطع بين قمصان حريرية مطبّعة وذات خطوط طولية وفيونكة عفوية عند الرقمة، وتنورة متشابهة في اللون بطبعات متناسقة ولكن مختلفة الأشكال، ارتدت تحتها العارضات السراويل الضيقة ذات الطبعات المشابهة، ليضيف إلى هذه الفكرة سترات صوفية مكتبية، ما أضاف لمسة مرحة على المجموعة، إضافة إلى تقديمه مجموعة من فساتين البروكار الضيقة السوداء ذات القصة المستقيمة الستينية، مع معاطف وسترات سوداء.
وقدم المصمم أيضاً التنانير الكاروهات الحمراء مع القمصان الشيفونية الشفافة والسترات السوداء، والتنانير الصوفية من قماش التويد الأنيق دائماً بفتحات واسعة تعلوها معاطف فرو قصيرة تلتف حول خصر العارضة بحزام متدلي من الفرو نفسه، وقميص شيفوني مطبّع وقلائد لؤلؤية راقية، كما قدم مجموعة من قطع الـ«أوفرهول» الضيقة اللمّاعة، والتي اختفت تحت معطف جلدي طويل، وآخر من الفرو القصير البني في محاولة لتعزيز عامل المفاجأة على العرض، إذ تبدأ العارضة بإلقاء القطع واحدة تلو الأخرى والإبقاء على القطعة الرئيسة، سواء كانت فستاناً، أو سروالاً وقميصاً ناعماً، أو تنورة ذات كسرات رسمية وقميصاً حريرياً مبتكراً.