اكتشاف المرأة المبكر للمرض يجعل العلاج سهلاً. د.ب.أ

الوقاية المبكّرة من «سرطان الثدي».. في يديك

هل كان هناك دائماً موضع صلب بالثدي؟ وما هذا الطفح الذي يظهر على حلمة الثدي؟ عندما تكتشف المرأة تغيراً طرأ على ثديها، فعادة ما تصاب بذعر كبير، ولها العذر في ذلك؛ إذ إن سرطان الثدي قد يُفضي إلى الوفاة، فبحسب تقديرات هيئة الصحة بأبوظبي يتسبب سرطان الثدي في وفاة 88 امرأة في الإمارة سنوياً. وبفضل أحدث طرق الاكتشاف المبكر للسرطان يمكن إنقاذ حياة 40 امرأة منهن. ونظرياً يُعد ذلك أمراً ممكناً، أما إمكانية تطبيق ذلك عملياً، فتكون في يد النساء أنفسهن.

وهنا بالتحديد تبدأ المشكلة، ويتحدث جراح الثدي بمستشفى «سيتي هوسبيتال» بأبوظبي، ريتشارد رايس، عن خبراته في هذا الشأن «أعتقد أن كثيراً من المصابات يتجاهلن المشكلة، وبالتالي يذهبن إلى الطبيب في وقت متأخر أكثر من اللازم».

وتوضح الإحصاءات عواقب هذا السلوك؛ حيث إن 80٪ من النساء المصابات بسرطان الثدي في منطقة الشرق الأوسط وصلن إلى مرحلة متقدمة يكون فيها العلاج أصعب كثيراً وفرص الشفاء قليلة، وفقاً لما قاله مدير قسم تصوير الصدر في مؤسسة أفون لسرطان الثدي في جونز هوبكنز، الدكتور ناجي خوري، وذلك قبل مؤتمر سرطان الثدي الذي سيُعقد في إطار معرض ومؤتمر أمراض النساء والولادة في الفترة من الثالث إلى الخامس من أبريل المقبل بدبي.

محظور

ظل سرطان الثدي وتحسس المرأة لثديها من الموضوعات المحظورة في الشرق الأوسط لفترة طويلة.

وأوضحت الدكتورة رئيسة جمعية «أصدقاء مرضى السرطان» التي تهدف إلى زيادة الوعي حول موضوع السرطان، سوسن الماضي، أن الوضع تحسن، مستدركة «من واقع خبرتنا في الجمعية يتبين لنا أن أغلبية السيدات إما لا يعرفن شيئاً عن تحسس الثدي، أو لا يدركن مدى أهمية اتباع التكنيك السليم عند القيام بذلك».

أطلقت جمعية «أصدقاء مرضى السرطان» حملة «Pink Caravan»، وهي عبارة عن نزهة بالخيول لـ10 أيام تنطلق من الشارقة في الثاني من أبريل المقبل، وتتوقف في جميع الإمارات السبع، وتحط الرحال في أبوظبي. وستكون حملة التوعية هذه مصحوبة بالعديد من الفعاليات، مثل الأنشطة الترفيهية والمزادات.

وأوضح خوري أن هذه المشكلة لا تقتصر على الشرق الأوسط فقط، «فسيدات قليلات للغاية على مستوى العالم بالكامل هن فقط اللائي يفحصن أثداءهن». ويرى خوري أن السيدات اللائي يتحسسن أثداءهن بصفة منتظمة وعلى دراية بالكيفية التي يجب أن يبدو عليها ملمس أثدائهن في الحالة العادية، يحرصن بشكل أكبر على صحة أثدائهن ويذهبن لإجراء الفحوص المنتظمة في وقت مبكر. وعلى العكس من ذلك لا يقيم جراح الثدي رايس وزناً كبيراً لتحسس الثدي، معللاً ذلك بأن السيدات لا يمكنهن استشعار السرطان في مراحله المبكرة.

ويتفق جميع الخبراء في نقطة واحدة، ألا وهي أن تحسس الثدي لا يحل بأي حال من الأحوال محل الفحوص المنتظمة لدى الطبيب والتي تفحص بعناية أصغر التغيرات التي تطرأ على الثدي.

وبدءاً من سن الـ20 ينبغي الذهاب إلى طبيب أمراض النساء أو جراح الثدي مرة واحدة في العام. وفي المراحل السنية المتقدمة ينبغي إجراء تصوير للثدي، وينصح ريتشارد رايس بإجراء تصوير للثدي سنوياً بدءاً من سن الـ.40

ويقول خوري: «في الدول الغربية يحدث أقل من 5٪ من حالات الإصابة بسرطان الثدي لدى السيدات الأقل من 40 عاماً»، مشيراً إلى أن الإصابة بالمرض يمكن أن تحدث لدى النساء في سن الـ20 أيضاً، لذا فإنه من المهم أن تحرص الفتيات أيضاً على إجراء فحوص شاملة منتظمة، ومعرفة كيف يبدو ملمس الثدي السليم.

وإضافة إلى ذلك لاحظ رايس أن سن المريضات في الإمارات يبدو صغيراً نسبياً، وقال: «متوسط سن اللائي يجئن إلّي هنا يبلغ 40.5 سنة، بينما يبلغ متوسط السن في المملكة المتحدة 60 سنة تقريباً».

وصفة

تنصح الدكتورة سوسن الماضي السيدات بتحسس أثدائهن مرة واحدة في الشهر، موضحة كيفية إجراء ذلك «في البداية تضع المرأة يديها في خصرها وتقف أمام المرآة وتفحص مظهر الثدي من حيث الحجم والشكل والمعالم. ويُعد لون الجلد والملمس وحلمات الثدي من الأمور المهمة أيضاً». وتتابع «ارفعي أولاً الذراعين فوق الرأس وانظري ما إذا كان ثدياك يتحركان في الاتجاه نفسه أَم لا. وبعد ذلك انحني ويداك في خصرك وانظري ما إذا كان ثدياك يتدليان بشكل متساوٍ أَم لا».

وفي الخطوة التالية يتعلق الأمر بالإحساس، وتقول سوسن: «ارفعي ذراعك الأيسر فوق رأسك واضغطي بأصابع يدك اليمنى على ثديك الأيسر برفق. وفي تلك الأثناء تتحرك الأصابع بحركات دائرية من الجوانب الخارجية للثدي بما في ذلك الإبط وصولاً إلى حلمة الثدي. وبعد ذلك اضغطي بإصبعي السبابة والوسطى على حلمة الثدي ثم اجذبيها إلى الأمام. وفي ما بعد يتم تكرار هذه الخطوات بالذراع اليمنى والثدي الأيسر واليد اليسرى».

وتنصح الخبيرة بتكرار عملية التحسس أثناء الاستحمام أو في وضع الاستلقاء.

ويمكن أن تطلب السيدات من الطبيب المعالج أن يبين لهن التكنيك السليم. وإذا شعرت المرأة بوجود عقدة، فيتوجب عليها الذهاب إلى الطبيب على الفور.

بينما يقول رايس الذي يدير أيضاً بوابة إنترنت متخصصة في المرض: «إذا ساورت المرأة أية شكوك حول ثديها، فينبغي عليها استشارة جراح الثدي».

وإلى جانب العقدة هناك أيضاً مؤشرات أخرى على احتمال الإصابة بسرطان الثدي. يحددها رايس بأنها «تشوه شكل الثدي أو نزيف الحلمات أو بكل بساطة الإحساس بأن شيئاً ما ليس على ما يرام».

وتلتقط سوسن الماضي طرف الحديث وتحدد بعض المؤشرات الدالة على الإصابة بسرطان الثدي، والتي تتمثل في التورمات والشعور بالسخونة والمواضع الحمراء أو الداكنة غير المألوفة بالثدي، والتغيرات التي تطرأ على حلمة الثدي، مثل الطفح، وكذلك آلام الثدي غير المرتبطة بالدورة الشهرية. وتحذر «إذا تم اكتشاف سرطان الثدي مبكراً، يمكن أن تصل فرص الشفاء إلى 98٪، وأن هذا المعدل ينخفض مع وصول المرض الى مراحل متقدمة».

الأكثر مشاركة