معرض جمع أكثر من 200 دمية تــقليدية بأزيائها الوطنية في دبي

الدمى تلخـــص العالم

الدمى تشبه البشر وتتحدث عنهم. تصوير:تشاندرا بالان

لم تكتف الدمى الموجودة في معرض «الدمى هي نحن»، بمداعبة أحلام الطفولة البريئة، أو حتى إمدادنا بشعور أنه على الأقل هناك دمية واحدة من الدمى الموجودة في المعرض تشبهنا، بل اختصرت حضارات متباينة من أنحاء العالم. الدمى الصامتة، لم تبق صامتة في المعرض، فقد تحدثت عن الكثير من الثقافات، من خلال أزيائها الوطنية، وكذلك الطرق التقليدية التي تصنع بها، وأكدت أن حرفة إسعاد الأطفال لا تموت. اجتمعت الدمى من أنحاء العالم لتخاطب في نفوس الحضور مشاعر الطفولة، من خلال موادها التي تدرجت من السيراميك إلى الطين والأقمشة وخيطان الصوف.

وتباينت الدمى الموجودة في المعرض الذي افتتح أول من أمس، في «كورب اكزيكتيف» للشقق الفندقية، بين التي تبرز ثقافة البلدان لجهة الشكل أو الأزياء، أو حتى الشخصية التي تحملها. كما تباينت المواد المصنوعة بها، والطرق الحرفية، فكانت هناك أنواع مختلفة من الدمى، ومنها الباروكي، والروكو، وكذلك الفلاحة الرومانية، أو التركية أو حتى التي تجسد الفلكلور البرازيلي، والتقليد الصيني، فشكلت ملتقى ثقافات وحضارات مميزاً.

دمى عربية

جمع المعرض الذي يستمر حتى 31 مارس، العديد من الدمى من مختلف أنحاء العالم، من اليابان وفرنسا وبريطانيا وبرتغاليا، وكذلك من الهند والصين، وغيرها الكثير من البلدان، فيما اقتصرت المشاركة العربية على بعض الدمى والوجوه التي كانت تبرز الثقافة الخليجية من خلال البرقع وكذلك الغطرة، الى جانب مجموعة من الشخصيات الكرتونية التي عرفت في الإمارات، ومنها على سبيل المثال «أم خماس».

أقمشة

قالت صانعة الدمى البريطانية ماغي توت: «أصنع الدمى من الملابس، وأعمل على تلوين الأقمشة، وتتميز الدمى التي أصنعها، بكون كل واحدة مختلفة ومميزة، فأحاول التنويع من خلال الملابس، والشخصيات». واعتبرت أنها بدأت تنسج الدمى منذ ثلاث سنوات، وتلونها، وتركب عليها ازياءها، مستوحية من ثقافات العالم، ومنها مثلا الدمية الخاصة بالكرنفال، وهي معروفة في البرازيل، أو حتى الدمية على شكل الزهرة المعروفة في بريطانيا. ولفتت توت الى ان تصنيع الدمى ليس فيه صعوبات، فالمواد من السهل الحصول عليها، كما أن الدمية الواحدة لا تستغرق أكثر من ثلاث ساعات. ونوهت بأن الشخصيات المطروحة في الدمى، غالباً ما تجلب السعادة للناس، وكذلك لابد أن تشبههم بشيء ما، مشيرة إلى وجود الكثير من الشبه في ألعابها لأنها مصنوعة بالطريقة نفسها، ولهذا تحرص على التغيير في مفهوم كل دمية من خلال الماكياج الذي تضعه للدمية، والشعر والملابس والإكسسوارات.

خصوصية

لفتت صانعة الدمى البلغارية تيودورا فارادينوفا، الى أن الدمى التي تصنعها من الصوف هي تقليدية في بلغاريا، ويتم صنعها في شهر مارس من كل سنة، لأنها تمثل الحظ الجيد للسنة كاملة، وكذلك للربيع. وأشارات الى أن هذه الدمى تصنع من خيوط الصوف فقط، ونضيف لها بعض الاكسسوارات، وهي مصنوعة من الاحمر والابيض فقط. وأكدت أن الدمى هذه تعد من الحرف التي لم تعد منتشرة بشكل كبير لدى الجيل الجديد، ولكننا في بلغاريا اعتدنا تقديمها هدية تعبر عن مدى حبنا للأطفال، لأننا نصنعها يدوياً ولا نشتريها جاهزة. واعتبرت أنه من الضروري الحفاظ على هذه الدمى كونها تعبر عن فرحة الأطفال الحقيقية، مشيرة الى أن الجيل الجديد قد غرق في عالم الكمبيوتر وألعاب الفيديو، وابتعد عن الألعاب التي تحمل قيماً انسانية. ولفتت الى أن الحفاظ على الحرف اليدوية التقليدية، يعد من الأمور الاساسية لأنها جزء من تاريخ البلد وثقافته في التعاطي مع الطفولة، مشيرة إلى أن المشاركة في المعرض تخدم هذا الهدف بالدرجة الاولى. وقالت المسؤولة عن «سكارابي بوتيك للدمي» يوليا كوداي، إن «الدمى الموجودة في المعرض مصنوعة من السيراميك، وهي تمثل الأزياء الفرنسية، وقد بدأ تصنيعها في ستينات القرن الماضي، وهي تحمل ملامح واحدة تقريباً مع التعديل في كيفية جلوس الدمى، ومظهرها العام». وشددت على أن تصميم الدمى يحتاج الى دراسة حول تاريخ الازياء، وكذلك كيفية تقديمها بأسلوب يقدم الفن الفرنسي، ولهذا تحتاج الى جهد في البحث يوازي جهد التصميم والتصنيع.

هوية

مركز الثقافة الياباني في دبي عرض مجموعة من الدمى اليابانية. ولفتت العضو في المركز الثقافي الياباني، كاورو مكلوف، الى ان «الدمى اليابانية تقليدية ومعروفة في كونها تمثل العروس والزواج التقليدي لدى الارستقراطيين». وشددت على أن هذه الدمى تصنع يدوياً، وتتميز بتصاميمها المتشابهة وأزيائها المتكلفة والتي تشبه تصاميم الفساتين الحقيقية. واعتبرت ان المشاركة في المعرض كانت بهدف إبراز هوية اليابان في تصنيع الدمى، وكذلك لهدف خيري كون الأموال التي ستجمع من بيع الدمى ستعود الى ضحايا الزلزال والتسونامي اللذين ضربا اليابان أخيراً، الى جانب العديد من النشاطات التي يقوم بها المركز لهذا الهدف.

وعرضت جامعة الدمى الفلبينية ليفيا بينغوي، أكثر من 80 دمية، التي قالت عنها «بدأت هواية جمع الدمى منذ أكثر من 15 سنة، حين كان يطلب منها الأصدقاء طلب أي شيء من سفرهم، وغالبا ما كنت أطلب احضار دمية تمثل البلد، وبات لدي اليوم اكثر من 100 دمية». ولفتت إلى أنها تجمع الدمى من مختلف أنحاء العالم، معتبرة أن كل فتاة تحب الدمى، ولكن التعلق بها يختلف بين فتاة وأخرى. وشددت على أن الدمى تعلم الأطفال، فالدمى تعرفنا على ثقافة البلاد وكذلك الملابس فيها، وهذا يجعلها تعليمية وليس فقط ترفيهية. ونوهت بأن كل دمية لابد أن تملك قصصاً خلفها، وكذلك قيمة خاصة جداً، فكل أغراضنا أحياناً تكون عزيزة علينا فقط لما تحمله من ذكريات.

تويتر