ويستوود.. فوضى وكثير من الذهب

منذ ستينات القرن الماضي، ارتبط اسم مصممة الأزياء البريطانية الأشهر فيفيان ويستوود، بمرادفات التمرد، والتطرف، والقوة، والضوضاء، إلى جانب الجاذبية الشديدة والقدرة الواثقة على سرقة الأضواء، إلا أن كل ذلك لم يكن كافيا بالنسبة للمصممة التي قررت أن تضيف إلى ذلك زخماً من الفوضى العارمة، والكثير من الذهب.

في حدائق توليريز الباريسية الغناء، وعلى منصة فرشت بالكامل بطبقة ذهبية ساطعة، مزينة بزينة ذهبية مزركشة، قدمت ويستوود عرضها لخريف وشتاء 2011- 2012 للملابس الجاهزة النسائية، خلال أسبوع باريس للموضة الذي اختتم قبل أيام، مقدمة مجموعة من القطع التي قد يبدو من الجنون ارتداؤها ومزجها مع بعضها بعضاً بالشكل الذي اختارته المصممة، إلا أن العشوائية المتطرفة التي تميل إليها، ليست بالأمر المفاجئ، دون أن تتجاهل تلك اللمسة الفاخرة التي تظهر بين فينة وأخرى على القطع التي قد تبدو كلاسيكية الخطوط، فخمة في تنفيذها وخاماتها، ولكن ماجنة في قصاتها، تمتزج بأجزاء ولمسات كلاسيكية راقية.

قطع

بمجموعة من القطع التي تفاوتت بين القمصان الكلاسيكية، وذات فتحات الرقبة الواسعة المتدلية، والأكمام الطويلة بأكتافها المنتفخة النافرة، وأخرى من الشيفون برقبة عالية وفتحة صدر مستديرة تتزين بكشكشات متعددة تتدلى على الصدر، والسترات متعددة القصات شديدة الإتقان، والمعاطف، والسراويل طويلة وشديدة القصر. كما قدمت المصممة نسخة عفوية من السراويل الواسعة من الأعلى، تتدلى بطريقة لا يمكن تقبلها سوى من ويستوود، إضافة إلى الأوشحة، والفساتين الطويلة والقصيرة، وتلك المتفاوتة الأطوال، والواسعة الأقرب إلى القمصان الطويلة، والضيقة المعززة بمشدات ضيقة تحدد ملامح الحضر، وتتزين بطبقات متعددة من التول، وذات التنانير المستديرة المنتفخة الشبيهة بالبالون، وأخرى أشبه بالبلوزات الطويلة العالية الرقبة والطويلة الأكمام، إضافة إلى تنانير واسعة طويلة وأخرى قصيرة متموجة، والقطع القصيرة الأشبه بملابس السباحة المزينة بمعاطف وأوشحة واسعة مفتوحة.

خامات

لم توفر ويستوود أي نوع من أنواع الخامات لتنفيذ مجموعتها، حيث نوعت بشكل كبير في المزج بين الخامات في القطعة الواحدة، إضافة إلى المزج بين القطع المختلفة المتعددة الخامات، حيث استخدمت مجموعة كبيرة من الكريب الحريري، والشيفون، والبروكار، إلى جانب الصوف السميك المحاك المزين برقع مذهبة من البروكار، والصوف الخفيف الناعم الذي استخدم في صنع مجموعة من البلوزات والفساتين القصيرة الضيقة، وركزت على قماش التول في تنفيذ فساتين ضيقة، عارية الكتف بطبقات وتجمعات متعددة على الصدر ومناديل وطبقات متفاوتة للتنانير مع مشدات وقوالب نحيلة عند منطقة الجذع، وأخرى من التول المطاطي الخفيف الناعم، الذي استخدمته في تنفيذ بلوزات شفافة مزينة بمجموعة من التطريزات النباتية المزينة بالترتر المذهب، الذي يزداد كثافة مع انحداره إلى الأسفل.

استخدمت المصممة أيضاً مجموعة من الأقمشة العملية من القطن المطاطي، والقطن السميك المعتاد، وفساتين ذات قصات مميزة من قماش التافتا، وأخرى من الصوف السميك الخاص بصنع المعاطف السميكة، كما اعتمدت على قماش الترتر الكامل، والقماش المحاك اللماع، وأضافت لمسات بسيطة من الجلد الأسود اللماع، كما قدمت سراويل جرسيه مطاطية لماعة ضيقة، تحت سراويل قصيرة جدا وبلوزات صوفية.

طبعات

لم يكن الحال مختلفا في «باليتة» ألوان ويستوود، مقدمة مجموعة شديدة التنوع من الألوان والدرجات، بين الهادئة الباستيلية الناعمة، والصارخة القوية بدرجاتها النارية، ودرجات البرتقالي الصارخة، والنحاسية، وتلك الأقرب إلى الذهبية، كما قدمت درجات اللون الرمادي، والبيج، والكريمي الفخم، والأسود، والأخضر الزيتي، والبني، والبطيخي المتورد، والكثير من اللمسات الذهبية التي قدمتها المصممة بنسختها السادة اللماعة، أو من خلال تطفلها في تعرقات مع الأسود في قماش البروكار المترف، والماروني، والفضي، وهي الألوان التي قدمتها المصممة بشكلها السادة، وبالشكل المطبع أيضاً، وهي الطبعات التي تنوعت بين النباتية، وأخرى تجريدية ملطخة، والقليل من الطبعات الإثنية البسيطة، دون أن تتجاهل تقديم طبعة «الكاروهات» المعتادة، والخامات المقلمة المكتبية، وأخرى مقلمة بخطوط حمراء عشوائية، وأخرى مزينة بدوائر كبيرة ذهبية معرقة.