كل ما يمكن أن تسرح به المخيلة كان حاضراً خلال عرض جيكوبس. أ.ف.ب

تصامـــيم مستوحاة من خادمــــات فرنسيات

تتعدد ميزات عاصمة الموضة الفرنسية باريس، ويجد المصممون في مدينة النور كل ما يعين على استلهام الأفكار والتصاميم الخاصة بمجموعاتهم المتجددة في كل موسم، إلا أن مصمم الأزياء الأميركي مارك جيكوبس لم يجد في كل زوايا هذه المدينة سوى «الخادمات الفرنسيات»، ليستلهم منهن آخر مجموعات دار الأزياء الفرنسية «لويس فيتون» لخريف وشتاء 2011 ـ ،2012 خلال أسبوع باريس للموضة.

خادمات فرنسيات، وكل ما يمكن أن تسرح به المخيلة لما قد تحمله هذه الكلمة من أفكار، كان حاضرا خلال عرض جيكوبس، فبين المعاطف اللماعة التي ربطت جيدا كما لو كانت تخفي ما تحتها عن الأنظار، أو الفساتين الشفافة تماما ذات الخطوط الصارمة الأشبه بملابس العمل الموحدة، أو الخطوط الصارمة للقطع التي بدت أقرب للكئيبة الحادة، رغبة من المصمم في أن يعزز فكرة ملابس العمل الموحدة الصارمة، أضاف جيكوبس لمساته الماجنة من أقنعة، وأساور أشبه بالأصفاد الكريستالية، والكثير من السترات والمعاطف التي بدت حادة في خطوطها، قدمها وحيدة قصيرة لم تخف سيقان العارضات التي تزينت بجوارب طويلة تصل حد الركبة، وبكعوب عالية لماعة، أو ملابس داخلية ملونة أحياناً، ومخرمة أحياناً أخرى، بحسب التصميم، إضافة إلى الكثير من السراويل القصيرة، وفكرة القطعة الكاملة «أوفرهول» الشديد القصر، كل ذلك من دون تناس للخطوط المعتادة لملابس الخادمات الفرنسيات من ياقات بيضاء رقيقة، وأزرار كبيرة على الصدر، وجيوب صغيرة.

جمهور افتراضي

لم يكن عرض أزياء دار الأزياء الفرنسية لويس فيتون الأخير، خلال أسبوع باريس للموضة لخريف وشتاء 2011- 2012 للملابس الجاهزة، حصرياً للمدعوين من المهتمين بالموضة والإعلاميين أو كبار الشخصيات والمشاهير، بل كان مفتوحاً لجميع محبي العلامة التجارية، الذين كانوا على موعد مع العرض الذي نقل مباشرة عبر الإنترنت على صفحة الدار على موقع التواصل «فيس بوك»، إضافة إلى نقل للاستعدادات خلف الكواليس، وهو ما يتم للمرة الأولى في عالم الموضة.

مصاعد

لم يكتف جيكوبس بأن يستخدم المصاعد الحديدية الكلاسيكية المزخرفة في عرضه، والتي وقف عليها حراس يرتدون بزات موحدة رسمية، غالباً ما يرتديها حراس البنايات الراقية، بقبعاتهم المستديرة وملامحهم الصارمة، حيث يرتفع المصعد بكل عارضة إلى المنصة ويفتح الحراس لكل عارضة أبواب المصاعد، الأمر الذي بدا مكلفاً جداً، إلا أن المصمم قرر أن يزيد من تكاليف عرضه الباذخ مستخدماً كلاً من عارضتي الأزياء العالميتين البريطانيتين نعومي كامبل، وكيت موس التي اختتمت العرض بطقم من قميص من الجلد المخرم المزخرف ذي ياقة صغيرة وأزرار وسطية كبيرة، وأكمام منتفخة من الفرو، بينما حملت سيجارة مشتعلة نفثت دخانها بلا مبالاة شديدة، جعلتها تبدو كمن أنهت عملها بنجاح.

على الرغم مما قد يفهم ضمنياً للمسات الحسية التي أضافها جيكوبس على المجموعة، وعلى الرغم من وجود مجموعة كبيرة من القطع التجريدية التي قد يصعب ارتداؤها، خصوصاً لمجموعة يفترض بها أن تكون للملابس الجاهزة، إلا أنه استطاع أن يعيد توازن أفكاره المتطرفة أحياناً، بمجموعة من الفساتين الأنيقة التي قد بدت محتشمة أكثر من المتوقع ربما، بطولها الذي يغطي الركب، وأكمامها الطويلة، وياقاتها المستديرة، لتبدو أقرب إلى فساتين حازمة لمعلمات مدارس داخلية، أو تلك السوداء ذات الياقات البيضاء الصغيرة، شديدة البساطة والهدوء، إضافة إلى مجموعة من التنانير المبتكرة بواجهة ذات طبقات متعددة وكثيفة لماعة لخامة صناعية سميكة قصت على شكل معينات عدة.

معاطف

تنوعت القطع المقدمة، من قمصان شفافة، وتنانير تصل إلى حد الركبة، غلب عليها استخدام قماش الفرو الوبري الناعم وأخرى من البروكار السميك، إضافة إلى السراويل شديدة القصر، وتلك التي تصل إلى أسفل الركبة، التي بدت أقرب إلى سراويل ركوب الخيل المطورة قليلاً في قصتها، إضافة إلى المعاطف، تفاوت معظمها بين المزخرفة بالورد ذي القصة الضيقة والأكمام الطويلة وخطوط الجيوب والأزرار الجلدية الحادة، أو الصوفية بالأزرار الوسطية الكبيرة بقصات ضيقة عند الخصر، قدمها المصمم بدرجات رمادية شديدة البساطة وكئيبة نوعا ما، إضافة إلى تلك المنتفخة بالفرو الأقرب إلى فرو دببة الألعاب، التي قدمت بصدر أشبه بالصدرية المستديرة ذات الأزرار وياقات صغيرة من الجلد اللماع المشابه في اللون، إضافة إلى مشدات من الخامة نفسها ضيقة على الجذع لتكسر انتفاخ الفرو الشديد وتعزز حنايا الخصر، أو الجلدية اللماعة القصيرة الملتفة، أو الطويلة ذات الخطوط المحددة للجسم، أو تلك الأشبه بالعسكرية بأزرار مذهبة مزدوجة وطيات كتف مزررة.

قدم جيكوبس أيضاً مجموعة من الفساتين التي تفاوتت بين الطويلة الشفافة الشيفونية البيضاء بخطوط مستقيمة باللون الأسود، وأخرى تداخلت معها طبعات تحمل علامة لويس فيتون الشهيرة، وبين القصيرة البسيطة في قصاتها بدت أقرب إلى تلك الفساتين العملية لأربعينات القرن الماضي، بياقات صغيرة قريبة من الرقبة وقماش مطبع، تحمل طبعاته رسومات مشوشة وصغيرة لأقنعة وكعوب عالية، وأخرى من البروكار المطرز بالورد ضيق يصل إلى حد الركبة ويتزين بياقة صغيرة وحزام وجيوب صغيرة من الجلد الأسود اللماع، وفستان آخر مشابه في القصة والفكرة، من الجلد المخرم المزخرف الملتف.

مشدات

مع استخدامه مجموعة كبيرة من الخامات التي مالت أغلبيتها إلى السماكة والانتفاخ، حرص المصمم على اعتماد فكرة المشدات العريضة اللماعة، التي زين بها معاطفه وستراته، وفساتينه، إضافة إلى اعتماده فكرة أخرى من المشدات المشبكة، ذات الخطوط المتوازية الهندسية، بلونها الأسود الذي رسم انحناءات وخطوط ترسم انحناءات الخصر، كما اعتمد الفكرة الأخيرة في ابتكار سروال شديد القصر، وشديد الضيق، عالي الخصر يصل إلى أسفل الصدر فوق قميص أبيض كلاسيكي شيفوني.

تعددت باليتة ألوان شتاء جيكوبس بين البرغندي، والبني المحمر، إضافة إلى الأخضر الداكن، والبنفسجي العميق، والأسود الذي ساد المجموعة، والرمادي بدرجاته، من دون أن يتناسى مجموعة من الألوان الفاتحة مثل الوردي الفاتح، والسماوي، والبـــيج الفاتح المـــغبر، إضافة إلى الأزرق الداكن، التي قدمها مطبعة تارة، ومعرقة تارة أخرى، بينما فضل شكلها السادة في معظم الوقت.

الأكثر مشاركة