صغار ينجزون لوحة لمصلحة أعمال خيرية

فن تلقائي بأنامل طفولية

نديم كرم وأطفال أمام اللوحة التي أنجزوها خلال الورشة. تصوير: أشوك فيرما

نجحت مجموعة من الأطفال من جنسيات مختلفة في إنجاز لوحة تشكيلية، يخصص ريعها لأعمال خيرية، بعد مشاركة الأطفال، أخيراً، على مدار يومين، في ورشة عمل فنية نظمتها دار لويس فيتون في «مول الإمارات» في دبي.

اللوحة التشكيلية لتي أنجزها الصغار مقسمة الى 12 جزءاً، ويتوسط الأجزاء المركبة رسم لفيل ملون بالأصفر، وخلفيته زرقاء. ولم يكن العمل مجرد رسم، بل احتوى على الكثير من الزخرفة. وساعدت ورشة العمل الاطفال على فهم معنى الألوان، وإدراك العالم الفني، وإخراج المشاعر بداخلهم. كما أبرزت اللوحة رؤية الأطفال للفن، وكيفية تعاطيهم مع المساحة اللونية، وسيلة تعبيرية عن المشاعر والطاقات، والمساهمة في خدمة المجتمع، إذ سيتم بيع اللوحة وتقديم ريعها إلى فرع جمعية ستارت في الإمارات.

توناس ديزارتي.

ريع خيري

قالت مديرة جمعية ستارت الخيرية توناس ديزارتي، إن «الجمعية تستخدم الفن لمساعدة الأطفال، ومشروع (لويس فيتون) الذي قدم كان مميزاً كونه يتيح استخدام الفن علاجاً للأطفال، ويظهر مدى قدرته على مخاطبة الناس»، مشيرة إلى ان الجمعية تحرص على تبني المشروعات المشابهة، والاستفادة من ريعها لمساعدة الأطفال على التعليم في عدد من الدول.

واعتبرت أن المشروع يسهم في تعزيز فكرة تركيب العمل الفني من جنسيات متباينة «والطريقة التي قدم فيها العمل تظهر مدى نجاح الاطفال في تقديم عمل متباين الخلفيات الثقافية، وهذا ينمي الحس الاجتماعي لديهم»، لافتة إلى أن الفن يعد لغة عالمية لا تعرف الحدود، وله طرقه الخاصة في التعبير.

دوميان فيرنيه.

وقال التشكيلي اللبناني الذي أشرف على ورشة العمل، نديم كرم، إن «المشروع مهم، كونه يدفع الأطفال إلى الاهتمام بتقديم شيء جديد، وأعتقد أن الأطفال عملهم تلقائي في الرسم، والتلقائية هي التي نحاول في الكبر العودة إليها، ولا يمكننا ذلك بسبب المنطق الذي نتعلمه ونحمله معنا من الأيام، كما أن الأطفال يتميزون بالسرعة في التعاطي مع العمل الفني»، مشيراً الى أن التحدي الذي واجه الأطفال هو أن عليهم العمل على انجاز اللوحة في فترة وجيزة، وقد عملوا على مرحلتين.

وذكر أن الأطفال تراوحت أعمارهم بين ثماني سنوات و12 سنة، ومن كانت أعمارهم أصغر لم يتمكنوا من التقنيات التي قدمت لهم بسرعة، بينما الأكبر سنا فكروا في تقديم ما هو صحيح، لافتاً إلى أن المهم في هذه المشروعات هو التلقائية.

تقسيم

أفاد التشكيلي اللبناني كرم بأنه تم تقسيم اللوحة الى 12 قسماً، وكانت المساحة المخصصة لكل واحد منهم 40 سنتيمتراً مربعاً، مشيراً إلى أنه تم رسم الفيل على اللوحة كاملة، وبالتالي كان على البعض أن يعمل على الفيل، وآخرون على الخلفية فقط، من دون ان يكون هناك أي جزء من الفيل على المساحة الخاصة بهم، لافتاً الى أن تقسيم اللوحة، جعل الصغار يعملون على فن تشكيلي، ورسم بحت، وبالتالي دخلوا في عمق اللون، إذ اعتمدوا خلق أشكال جديدة من اللون، بينما في اليوم الثاني كان على كل طفل أن يبتكر «الأنا» الخاصة به في اللوحة.

ومن خلال خبرته أكد كرم أن التلقائية هي أجمل ما في ورش العمل مع الأطفال «وهي من السمات التي أتمنى كفنان العودة اليها، فالأطفال يرسمون بعفوية، ونحن نعطي التوجيهات وبالتالي ننمي العفوية فيهم»، مضيفاً ان بعض الأمهات اكتشفن من خلال الورشة ميول أطفالهن الى فن الرسم، وبالتالي فكرن كيف يمكنهن دعم أطفالهن. وشدد كرم على أهمية وجود رسالة من خلال الفن، فالعمل الخيري، وعودة ريع الفن إلى المجتمع كان من أهم أهداف الورشة، واعتبر أن الطفل يمكنه أن يعطي الكثير إن أتيحت له الفرصة ليقدم، لأنه يملك وجهاً خلاقاً في رؤية الموضوعات.

موضة

من جهته، قال مدير «لويس فيتون في الشرق الاوسط والهند» دوميان فيرنيه، إن «الترابط بين الموضة وفن الرسم ليس جديداً على هذه العلامة، التي تحاول أن تقدم الفن لكل الناس، فالموضة والابتكار فن أيضاً، ولكن من نوع مختلف»، مشيراً إلى أن الورشة تعد إحدى فعاليات مشروع غرفة العائلة الذي ابتكرته الدار، والغرفة تبرز أن الاطفال جزء من العالم، ولابد من الالتفات إليهم في مراكز التسوق، وإلى الذي يسعدهم».

واعتبر فيرنيه أن العمل الذي نفذه الأطفال خلال الورشة سيتم بيعه بالتعاون مع المعارض الفنية، اذ يجب ان يعرض لفترة في غرفة العائلة، وبعد ذلك يباع لمعرض ما، معتبراً ان البدء بهذا المشروع من دبي يعد من الأمور المهمة، كون الإمارة باتت من المراكز المهمة عالميا تجاريا وفنيا «ففرع الدار في دبي يعتبر الأكبر، ومساحته تعادل ضعف مساحة الفروع المنتشرة حول العالم».

واعتبر أن الشراكة التي تمت مع نديم كرم كانت مميزة ورائعة، وشارك فيها ثماني جنسيات مختلفة، ولكن العمل لم يكن سهلاً، فهو مشروع تعليمي، مضيفاً «العمل في الموضة وتقديم التصاميم الفنية لا يعني أبداً نسيان المجتمع، فمن الضروري أن تكون هناك التفاتة للعمل الخيري من قِبَل كل من يعمل في مجال الموضة أو القطع الفاخرة».

تويتر