«الكالسيوم».. حماية للجسم يكملهـا فيتامين «د»

يُعدّ الكالسيوم من العناصر المهمة التي تسهم في الحفاظ على صحة الإنسان، وتنجم عن قلته الإصابة بأمراض مختلفة، يؤدي بعضها إلى الوفاة، ولعل من أبرز تلك الأمراض «هشاشة العظام» الذي يجعل المرء عرضة للكسور.

قالت رئيسة قسم التغذية في مستشفى القاسمي، لطيفة راشد، إن «لعنصر الكالسيوم دوراً مهماً في وقاية الإنسان من الأمراض، وذلك في حال وجود فيتامين (د) الذي يساعد على امتصاص كمية كافيـة مـن الكالسيوم لسلامـة صحـة العظام والأسنان، ولا تتم الاستفادة من الكالسيوم في حال تم تناول كميـة كافية من الغذاء الغني به، دون الحصول على فيتامين (د)».

وأشارت إلى أن «فيتامين (د) يساعد على امتصاص الكالسيوم، فهو المنظم الأساسي لتوازنه في الجسم، فيزود العظام بالمعادن الأساسيـة ويبنـي الهيكل العظمي، ويساعد على تشكيل خلايا الدم المناعية وتمييز الخلايا، الأمـر الذي يقلل من أخطار السرطان».

وأضافت لـ«الإمارات اليوم» أن «الكالسيوم عنصر مهم لبناء العظام والأسنان، وافتقاره يتسبب بنخر الأسنان، وتقوس العظام، والكساح، وانحطاط في قوة العضلات وتشنجها، وآلام عصبية، وغير ذلك من الأمراض التي قد تصيب الصغار والكبار على حد سواء».

يشار إلى أن من أكثر الأغذية الغنية بعنصر الكالسيوم: الأسماك، الخضراوات الفواكه، والمواد الغنية بالألياف.

مادة ضرورية

نوّهت لطيفة إلى أن «وجود الكالسيوم في الدم ضروري لعملية التخثر في حالة النزف، لأن الكالسيوم ينشط خميرة التخثر، إضافة إلى ضرورة الكلس لخلايا الجسم لمساعدته على أداء وظائفه على الوجه الأكمل، خصوصاً الجهازين الهضمي والدوري، وتأثيره واضـح في انقباض عضلات القلب»، موضحـة أن «الكالسيوم مهم لسلامة وصحـة عظام الأم خلال المرحلة الثالثة من الحمل، إذ يحتاج الجنين إلى كميات كبيرة منه لبناء وتقوية العظام الجنين، وإذا لم تغطي الأم احتياجاتها الكافية منه خلال الغذاء أو المقويات سيتم سحب الكالسيوم الموجود في جسمها لبناء جسم الجنين، ما سيزيد من خطورة حدوث هشاشة العظام لدى الأم، الذي قد يؤدي في بعض الأحيان إلى الوفاة لاحقاً والكساح لدى الجنين».

وعدم أخذ الجسم الكمية الكافية التي يحتاج إليها من الكالسيوم من خلال الطعام، يعد من أسباب الإصابة بهشاشة العظام المتعددة، وتقدم العمر، إذ تصبح معه العظام أكثر رقه، لذلك تنصح الدكتورة لطيفة راشد بالحرص على بناء أكبر كمية ممكنة من العظام منذ الصغر، وذلك من خلال تناول الأغذية الغنية بالكالسيوم والمعادن والفيتامينات، «هذا إلى جانب تغير في الهرمونات، وعـدم التعرض للشمس بشكلٍ كافٍ، الأمر الذي يؤدي إلى عدم تثبيت الكالسيوم في العظام، إذ تعمل الشمس على صناعة فيتامين (د) المسؤول عن تثبيت الكالسيوم في العظام، بالإضافة إلى قلة الحركة، فالكالسيوم يحتاج إلى الحركة بشكل كبير حتى يثبت في العظام، لذلك فالأشخاص الذين يجلسون ساعات طويلة في المكاتب، وكذلك المرضى الذين لا يقوون على الحركة وينامون لفترات طويلة على السرير، غالباً ما يصابون بهشاشـة العظام».

هشاشة العظام

تُعدّ حالة مرضية سببها انحلال الكالسيوم من العظام، من دون تغير في شكله، إذ يصبح أكثر هشاشة، الأمر الذي يؤدي إلى حدوث آلام في العظام، خصوصا في منطقة الظهر والحوض أعلى الفخذ، وتؤدي الهشاشة بعد تفاقمها إلى كسور مختلفة في الجسم ببذل جهود بسيطة، تؤدي مضاعفاتها في بعض الأحيان إلى الوفاة.

ولتفادي الإصابة بها، قال العضو المنتدب لشركة «فونتيرا براندس» لمنتجات الحليب في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا ورابطة الدول المستقلة، عمرو فرغل: «يجب اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن، يتضمن الأطعمة الغنية بالكالسيوم، مثل الحليب الذي يحتوي على نسبة كالسيوم، وفيتامين (د) الذي يوجد في سمك السلمون والروبيان والحليب والبيض، والماغنسيوم الموجود في السبانخ وبذور اليقطين، والزنك الموجود في الفطر وبذور السمسم، وممارسة التمارين الرياضية بصورة منتظمة وتجنب التدخين، الذي يزيد من فقدان الكالسيوم الموجود في العظام، وشرب الكحوليات، إذ تقل كثافة العظام عند الأفراد الذين يتعاطون المشروبات الكحولية بصورة كبيرة».