عوامل أسرية خلف اضطرابات نوم الأطفال
قد تؤدي مشكلات النوم لدى الأطفال والشباب إلى عواقب بالغة التأثير. وفي هذا السياق قالت اختصاصية علم النفس في مدينة فورتسبورغ الألمانية باربرا شفيرتله «يُعتقد أن 60٪ من اضطرابات النوم في مرحلة الطفولة تتحول إلى اضطرابات مزمنة في المستقبل»، مشيرة إلى أنه غالباً ما يترتب على ذلك الإصابة بأزمات نفسية. وأوضحت شفيرتله «الأشخاص الذين كانوا يعانون اضطرابات النوم في مرحلة الطفولة يكونون أكثر عُرضة للإصابة بالاكتئاب في الكبر».
وغالباً ما ترتبط اضطرابات النوم بعوامل أسرية، وتقول اختصاصية علم النفس الألمانية «قد يتأثر نوم الأطفال بكثرة المشاحنات الأسرية». وأضافت أن تضارب معاملة الآباء لأولادهم في ما يخص عملية الذهاب إلى الفراش يحول أيضاً دون خلود الأطفال إلى النوم أو الاستغراق فيه، كما أن بعض الأطفال يعانون النوم بمفردهم في الغرفة. وعن تأثير ذلك في نوم الأطفال تقول شفيرتله «غالباً ما تلعب المخاوف دوراً كبيراً في حياة الطفل، مثل الخوف من الأشباح أو الظلام أو البقاء وحيدا». وحذرت شفيرتله «هناك مخاوف تندثر في وقت ما عندما يكبر الطفل، ولكن هناك أيضاً بعض المخاوف التي لا تختفي مع مرور الزمن، ما يؤدي إلى ظهور اضطرابات النوم». وأشارت شفيرتله إلى أن الأعراض الدالة على صعوبات النوم يمكن أن تختلف بشدة في ما بينها. وأوضحت شفيرتله ذلك بقولها «الأطفال الذين يتسم سلوكهم بالعصبية المفرطة قد يكونون أطفالاً يعانون اضطرابات النوم». كما أن الأطفال الذين يُلاحظ عليهم أنهم أصبحوا على غير العادة يواجهون صعوبات في محيطهم الاجتماعي عبر فترة زمنية طويلة أو يتشاجرون كثيراً مع أقرانهم، ربما يعانون اضطرابات النوم. وتنصح شفيرتله الأسر التي لديها أطفال يعانون هذه الأعراض باستشارة أحد اختصاصيي علم نفس الطفولة.