«جيفنشي».. كلاسيكية فــرنسية بإثارة متعمّدة
عند الحديث عن دار أزياء مثل «جيفنشي» لا يمكن سوى تخيل حالة خاصة جداً من الكلاسيكية الشديدة، بلمسة لا تخطئ من الأناقة الفرنسية الحريرية المترفة، إلا أن الأمر لا يخلو من الابتكار الشديد، ولمسات إثارة تلمست طريقها بين أجزاء الخامات، ليقدم مصمم الدار ريكاردو تيسكي، مجموعة خريف وشتاء 2011-2012 للملابس الجاهزة خلال أسبوع باريس للموضة، بلمسة مبتكرة لم تخرج عن خطوط الدار الكلاسيكية.
بمجموعة من التنانير والفساتين والقمصان الحريرية، وبكثير من الطبعات والمخمل، قدم المصمم تيسكي مجموعته لدار جيفنشي الراقية، والتي تكونت من عدد من القطع المبتكرة، التي غالبا ما قدمها بطبقات مع بعضها بعضاً، متنوعة بين تنانير وكنزات وقمصان تحتية، أو سترات وتنانير متموجة، أو سراويل وقمصان حريرية، من دون أن يتغاضى عن الطبقات الشفافة التي زادت من طول التنانير والفساتين، من دون أن تخفي من السيقان شيئا، أو بين القمصان الشفافة التي أظهرت ما تحتها بوضوح شديد، ليزين كل ذلك بقبعات مستديرة شبيهة بقبعات الفروسية السوداء، مع إضافة أذنين صغيرتين أشبه بآذان القطط، للمزيد من الغواية والمتعة.
خامات
«أورغانزا شفافة» الفساتين القصيرة المتموجة، والتنانير الكلاسيكية الطويلة حتى نهاية الركبة، وذات الأذيال المتموجة، مخملية كانت أو حريرية، في مجموعة «جيفنشي» الجديدة اجتمعت كلها على فكرة وجود بطانة طويلة من الأورغانزا الشفافة تحتها، والتي انسدلت بلونها السادة غالباً، بينما تزينت بحاشية مطبعة ملونة، بينما تنوعت التنانير بين الصوفية، والجلدية، والمخملية، والحريرية، مع طبقات الأورغانزا في حاشيتها، وهي الخامات التي لم تخرج عنها المجموعة بشكل عام. |
على الرغم من سيادة الأسود بخاماته الحريرية تارة، والمخملية تارة أخرى، كان للطبعات النباتية، والنقوش والزخرفات الهندسية، المحيطة مزهرة، أو منقشة، مكانتها أيضا، من دون أن تخرج الطبعات عن الألوان العميقة مثل الذهبي والأخضر الداكن، ودرجات الأزرق الغنية وصولاً إلى الكحلي المخملي، علاوة على الأصفر الصارخ، والآخر الليموني، والقليل من البنفسجي، والقليل من الرسومات لأجساد عارية تزينها نباتات، فكان للطبعات ورسوماتها المنسابة على السترات والقمصان والفساتين الحريرية، ذلك الطابع من تسعينات القرن الماضي.
تنوعت قصات القمصان بين الكلاسيكية المعتادة بياقاتها المقلوبة، وأكمامها الواسعة الطويلة المنتهية برسغ ضيق، أو الكنزات الصوفية الطويلة العريضة، أو التي تضيق جزئيا عند الخصر، أو المشابهة، ولكن بخامات حريرية مطبعة، إضافة إلى تلك الأشبه بالسترات القصيرة، كما استخدم المصمم الجلد الخفيف الأسود لتنفيذ قمصان بقصات كلاسيكية الشكل، أو البلوزات الصوفية الوبرية طويلة الأكمام وشديدة القصر والتي تصل إلى فوق المعدة، فوق تنانير حريرية عالية الخصر تصل إلى تحت الصدر، لتكشف كلتا القطعتين عن جزء بسيط من أعلى البطن خلال الحركة، كما قدم المصمم مجموعة من البلوزات بأكمام حريرية طويلة ومطبعة، بينما تكونت بقية القطعة وتحديدا الجذع ابتداء من الرقبة، من الشيفون الشفاف تارة، أو الأورغانزا الشفافة السوداء تارة أخرى، إضافة إلى القمصان المشابهة لستراتها وتنانيرها في الطبعة.
سترات
لم يكن حال السترات مختلفة عن لصيقتها القمصان، والتي تنوعت قصاتها وأفكارها إلى أكثر قدر يمكن أن تستوعبه الخطوط الكلاسيكية العامة للمجموعة، رغم التمرد الضمني المؤطر بتلك الخطوط الهادئة، كما كانت حال السادة قريبة إلى شقيقه المطبع، إذ تزينت بعض الكنزات الصوفية الواسعة بالأحجار الناعمة المتجمعة، والمكونة لزهور بارزة انتشرت على القطعة بالكامل، وهي الفكرة التي لم تسلم منها بعض القمصان المطبعة أيضا، والتي تزينت هي الأخرى بتلك الأحجار المنتشرة على شكل ورود بارزة.
إضافة إلى ذلك، قدم ريكاردو تيسكي مجموعة من السترات المربعة ذات الخطوط الواضحة، وتلك غير الرسمية الجلدية، والقصيرة المكونة من الفرو فوق سترات أقرب لقصة السترات الجلدية لراكبي الدراجات النارية، علاوة على سترات اقرب إلى السترات الرياضية البسيطة، ذات الرسغ المطاطي، ولكن بخامة حريرية ناعمة، أو تلك المشابهة من الجلد الخفيف اللماع، أو التي جمعت بين المخمل والفرو، وحملت فكرة بسيطة مشابهة، ولكن بقصة أطول وأكثر هدوءاً، اجتمعت كلها على فكرة السحابات الرياضية الطويلة، أو الجلدية التي رسمت عليها خطوط خاصة بأماكن الأزرار، وأخرى خاصة بأماكن الجيوب بدرزات خياطة واضحة، إضافة إلى تلك التي بدت كالبدلة بياقاتها وأزرارها المركزية.