قصات كلاسيكية خلال « موضة ميلان » للخريف والشتاء
« بوتيغا فينيتا ».. حرائر شفافة ومعاطف ملونة
لا تخلو الأناقة الإيطالية من تلك اللمسة القوية، المحبة للحياة، وألوانها السعيدة، والتي تخفي تحتها الكثير من الشفافية والنعومة المناقضة لصخب إطارها الخارجي، وهذا تحديداً ما قدمته دار الأزياء الإيطالية الشهيرة «بوتيغا فينيتا»، خلال أسبوع ميلانو للموضة «مودا دونا» الأخير، لخريف وشتاء 2011-2012 للملابس الجاهزة المختتم أول الشهر الماضي.
قدم مصمم الدار الألماني توماس ماير، مجموعة كبيرة ومترفة من الفساتين الحريرية الخفيفة التي تكحلت بشفافية الدانتيل الرومانسي، بينما كان للمعاطف الملونة دورها الواضح في إضفاء الكثير من الأناقة الواضحة على المجموعة، بألوانها القوية، وقصاتها الهادئة، من دون أن يخفي المصمم ميله الواضح إلى الخطوط الستينية للقصات الكلاسيكية، التي أضافت عاملا آخر من الجذب على المجموعة، دون تناسي إضافة مجموعة من فساتين السهرة الطويلة، بتنانيرها المتموجة الحريرية، وقوالبها الضامة للجسد، وكثير من الأنوثة التي نضحت من قصات وأفكار التصاميم التي بدت نوعا ما قريبة من تصاميم «برادا»، أو ربما كان الأمر مجرد تقارب في الأفكار قد يولد خطاً واضحاً للخطوط الرئيسة التي سيكون عليها خريف وشتاء العام المقبل.
وعلى الرغم من المظهر العام الأنيق والواضح للمجموعة، إلا أن ذلك لم يمنع المصمم من أن يركز قدرته الابتكارية في المزيج المميز بين الخامات الناعمة، وتلك الطبقات غير المعتادة من الأقمشة التي تتحد ربما للمرة الأولى، ما أعطى جانبا خاما ومتطرفا للقصات الهادئة والرقيقة التي قدمها ماير، وإضافة إلى مزجه بين الخامات الحريرية ذات اللمعة اللؤلؤية المعتادة، الممتزجة مع قطع وأجزاء وحواش بقصات حادة من الشيفون، ورقع وتخريمات منتشرة من الدانتيل المخرم، بتخريمات مخربشة أو نباتية، مزج المصمم أيضا، بين الشيفون الشفاف الناعم وصوف التويد الشتوي الشهير، الأمر الذي قد يبدو جديدا نوعا ما، خصوصاً أنه استعان بالشيفون طبقة داخلية مبطنة أحيانا، أو طبقة شفافة خارجية تغطي بظلالها السوداء أطقم التنانير والقمصان، والفساتين الضيقة القصيرة والعارية، وهو ما تكرر مع الدانتيل أيضا في معظم التصاميم، حيث وفر هذا القماش المخرم المترف طبقة محتشمة تغطي الفساتين الصوفية العارية بأكمام طويلة ورقبة عالية، بينما تلاعبت الألوان الصاخبة المتباينة مع الظلال السوداء للشيفون أو الدانتيل، مع أعطى لمسة غامضة لتلك الأناقة الإيطالية.
أطقم
كان للأطقم حالة كلاسيكية خاصة في مجموعة بوتيغا فينيتا الأخيرة، مفعمة بالأنوثة، فبين تلك المتطابقة المصنوعة من صوف التويد الكريمي وإطاراته الغنية باللون، والمكونة من تنانير ضيقة تغطي الركبة وسترات قصيرة مربعة أو مستديرة، أو تلك المكونة من تنانير مطبعة ضيقة تتسع بقصات ست داخلية، وسترات ناعمة من الصوف الثقيل السادة بإطارات بذات الطبعات المكونة للتنانير، أو تلك التنانير المطابقة للمعاطف الصوفية الواسعة، مع قمصان شيفونية شفافة تتدلى منها مناديل أغمق، أو فساتين قصيرة مشابهة في لونها السادة ألوان المعاطف المكملة لها، كل ذلك اعتماداً على ألوان هادئة تارة وصاخبة تارة أخرى، اجتمعت كلها على الاختيار الذكي لدرجات راقية وأنيقة منها.
وعلى الرغم من المعاطف والسترات التي غطت القمصان، إلا أن تلك اللمسات المبتكرة التي أضافها المصمم على القمصان الشيفونية الشفافة، أضافت لمسة شديدة على الصورة العامة للأطقم، حيث تزينت معظم القمصان بتلك اللمسة الإضافية من طيات وتموجات لمناديل تدلت تحت السترات المفتوحة، التي كانت ذات ألوان داكنة بدرجات مقاربة للون الرئيس للقميص، التي بدت أقرب للأوشحة الشيفونية الناعمة المتهدلة، تدرجت تارة في ظلال وضوء، وانسدلت تارة أخرى بلون موحد لم يناقض أناقة الأطقم.
فساتين
قدمت الدار إضافة إلى مجموعتها الأنيقة من التنانير والفساتين المعاطف والأطقم المناسبة للخروج اليومي والعشاء، مجموعة من فساتين السهرة الطويلة ذات الأذيال التي سحبتها الفساتين خلفها، والتي اجتمعت على فكرة التنانير الحريرية الخالصة والواسعة، اعتمد فيها المصمم فكرة الطيات الطولية والتموجات التي لا يمكن أن تبدو أكثر وضوحا إلا على الحرير اللؤلؤي اللمعة، بينما ارتفع الحرير في بعض الفساتين ليتسلل فوق قوالب الجذع الضيقة، نافرا من أحد جوانبه كجزء من بتلات وردة متفتحة، أو كنبات متسلق يستريح على كتف واحد، فوق قوالب ومشدات ضامة وضيقة من الحرير الخام الشبيه بقماش الدينم الزيتي، أو الاقمشة الخاصة برسم اللوحات.
درجات غنية
على الرغم من التنوع الشديد في الألوان التي قدمها المصمم، بين تلك الهادئة الفاتحة، والداكنة العميقة، والصاخبة القوية، إلا أنها اجتمعت على الذكاء في اختيار درجاتها التي بدت راقية وأنيقة، حيث اعتمد المصمم ألواناً مثل البيج الغني، والأصفر الزعفراني، والأصفر الكموني، والأصفر الشاحب، والأحمر المرجاني، وآخر بدرجة داكنة، والأحمر العقيقي، والبرتقالي العميق، وذلك توبازي الدرجة، والفوشي الغامق، والأخضر الذي تفاوت بين الداكن، والزيتوني، وذلك القريب من لون حجر اليشب، دون تناسٍ للأبيض، والأسود الذي كان له دور كبير في التلاعب بالألوان الواضحة، وتوفير درجات مختلفة وإضافية للون الواحد.
أنوثة القصات
كان لأنوثة القصات وانسياقها الأعمى مع تحركات الجسد، قدرة ذكية على تمويه ماهية الخامات المستخدمة في المجموعة، وهو التأثير الذي تسبب فيه أيضا استخدام الدانتيل والشيفون للمواربة على سماكة الصوف المندس تحته، فلم يكن للخامات السميكة الصوفية ذات المنظر الثقيل والبليد، ذلك التأثير، حيث امتزجت مع تلك الخامات الصيفية الشفافة، متداخلة بين قصاصاتها المتعرجة، ما أعطى لمسة شديدة الانوثة على القطع الدافئة على الرغم من مظهرها الخفــيف. وقد استخدم المصمم بشكل عام كلاً من قماش الصوف السميك المحاك، وصوف التويد، والجلد المغسول، والنايلون الممتزج مع الحرير، والحرير الخالص، والصوف الوبري الناعم، إضافة إلى الدانتيل والشيفون، والتول.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news