إنجي باريس.. حدائق إفـروديت ربيعية

ذلك الشغف القديم والمستمر بالموضة وسحرها الكامن بداخل كل امرأة، إضافة إلى القدرة الفذة على تحويل هذا الشغف إلى سلسلة شهيرة من المتاجر الراقية التي تجلب إلى الدولة أحدث ما تقدمه دور الأزياء العالمية، لتتحول تدريجياً منذ 1991 إلى أيقونة في عالم الموضة والأزياء في الدولة، لم يكن كافياً لصاحبة سلسلة متاجر «إتوال»، وأخيراً مصممة الأزياء لعلامتها الخاصة إنجلي شلهوب.

وعبر علامة الأزياء التي أطلقتها في نوفمبر من عام ،2009 تحت اسم «إنجي باريس» استطاعت شلهوب، أن تمزج بين تلك الخبرة الطويلة في عالم الموضة، وتنقلها المستمر بين العروض العالمية في مختلف عواصم العالم، وبين جلب كل تلك المجموعات العالمية الراقية، وحسها العالي والدقيق بما هو مناسب، وتلك العين التي لا تخطئ في تحديد الأنيق والمبتكر، وقدرتها الخاصة على تحويل كل ذلك إلى مزيج خاص جداً، جعلها قادرة على تكوين تصاميمها الخاصة، مازجة بين الأناقة الفرنسية الساحرة، واللمسات الشرق أوسطية الغنية، المعتمدة على القصات المتميزة، والمزج الدقيق بين الخامات وطبقاتها المكونة لظلال وألوان خاصة، وتركيز عال على التفاصيل اليدوية المعززة لقيمة التصاميم، وهذا تحديداً ما تضمنته آخر مجموعاتها لربيع وصيف ،2011 من دون أن تشتت أفكارها عن تلك الحدائق الإفروديتية، الغنية بالجمال والخصب.

سهرة

تنوعت التصاميم التي قدمتها المصممة، بين الطويلة والقصيرة، إلا أنها اجتمعت على أن تناسب جميعها السهرات الراقية، كما اجتمعت على الدقة الشديدة في اختيار وتكوين القصات المعززة لانحناءات وتفاصيل الجسد، بين تلك الواضحة بخطوطها الفاصلة، أو الأخرى الناعمة المخفية، المعززة لتموجات التنانير، أو انحناء الخصر، كما اجتمعت غالبية التصاميم المتكونة من 12 تصميماً راقياً، على اللمسات اليدوية التي تنوعت بين شذرات تنتشر مرصعة الفساتين على طولها، أو تلك اللمسات من الأقمشة المقطعة بقطع الليزر والمتناثرة كبتلات نافرة أو ربما فراشات صغيرة على طول الفستان، تزينها حبات الترتر والأحجار الناعمة، أو تلك المزينة بتموجات الحرير الضخمة الملتفة حول الفستان بدوامات صارخة الألوان، تتداخل تارة، وتتناظر تارة، وتتوازى تارة أخرى، فوق طبقات من الخامات المكونة للفستان، أو عبر خطوط من الترتر الأسود اللماع المكون لشرائط مائلة، وأوشحة متدلية، أو عبر لمسات بسيطة من الريش الملكي، والكثير الكثير من الطبقات.

ربيع

تنوعت الألوان التي اعتمدتها شلهوب في مجموعتها الأخيرة، إلا أنها لم تخرج عن الألوان الربيعية الجذابة، سواء الهادئة أو الصارخة منها، مبتعدة عن تلك الدرجات الكئيبة أو الشتوية، مراوحة بين الأزرق السماوي الصارخ، المشابه ليوم مشمس بسماء ناصعة الزرقة، وآخر بدرجة سماوية مكفهرة الغيوم، تداخلت فضية، إضافة إلى الوردي الفوشي، والوردي الفاتح السادة، أو ذلك الممتزج بالأسود بطبقات شفافة أضافت ظلالا داكنة على اللون، إضافة إلى الأحمر الناري المتدرج إلى الوردي، والكحلي، والبيج المقارب للبطيخي، والأزرق الصارخ الداخل مع طبقات من الدانتيل الأسود، معتمدة في غالب التصاميم على فكرة الطبقات المختلفة الألوان لتعزز من تأثيرات اللون في الفستان الواحد، كما ركزت على إضافة الطبقات الداكنة للأسود الشفاف، والفوشي، والأزرق على ما تحته من خامات لماعة، وأخرى فاتحة بألوانها السادة، والتلاعب الذكي بالطبقات الشفافة في التجميع، والزم، والتمويج، لإضافة المزيد من الظلال على بعض الزوايا، ما عزز من رسم ونحت انحناءات الجسد.

حرير

عادت شلهوب في مجموعتها إلى الفكرة الكلاسيكية التي سادت فترة التسعينات، من المزج المكثف بين الخامات السادة الصارخة أو الهادئة، وبين طبقات التول أو الدانتيل الأسود، أو فكرة الخامات الشفافة الداكنة فوق تلك السادة الفاتحة، معتمدة بالشكل الغالب على الحرائر اللماعة الناعمة، وأخرى ناعمة خفيفة، ولمسات من التول الفاتح الشفاف، والدانتيل المعرق باللمسات النباتية، والقليل من التعريقات اللماعة الفضية، والشيفون الحريري، والتافتا الفرنسي، والساتان الناعم، وقماش الدينم بنسخة ناعمة خفيفة وحريرية، إضافة إلى قماش الترتر الكامل الذي استخدم في تزيين أطراف طبقات تدلت فوق بعضها بعضاً مع خامات الحرير الشيفوني، إضافة إلى القماش المعدني الفضي الناعم، المكون من سلاسل دقيقة.

الأكثر مشاركة