زرينة يوسف.. 58 زهرة ملونة فـــي باقة ملكية

لألوان الربيع تلك الصفات المرحة المفعمة بصخب الحياة ورونقها، وذلك التنوع في حدائق موسم الربيع الغناء، وزهوره وألوانه غير المتناهية، وهو تحديداً ما اعتمدت عليه مصممة الأزياء الإماراتية زرينة يوسف، خلال عرضها لآخر مجموعاتها لربيع وصيف ،2011 مقدمة مجموعة كبيرة من الفساتين والجلابيات ذات الألوان الربيعية المنتعشة، بحرائر زخرفت يدوياً بنقوش إسلامية هندسية متقنة، جمعت بين بساطة الغرب الأوروبية، وفخامة الشرق.

باستيل سماوي

تنوعت الخامات التي قدمتها المصممة الإماراتية، بين هادئة وأخرى بدرجة بسيطة أكثر ضخباً، إضافة إلى بعض الألوان الداكنة، معتمدة بشكل عام على الخامات ذات الدرجات الباستيلية الهادئة، التي مالت غالباً إلى أن تكون أقرب إلى هدوء الأبيض، كما لو كانت قد خلطت بسماوي، ووردي، وبطيخي، ومشمشي، وليموني، وفستقي، وليلكي، والأبيض الكريمي، ودرجات متعددة أخرى من الأبيض، مثل الأبيض المزرق، والمغبر الأقرب بلونه إلى الرمادي، كما كان للأخير درجات داكنة شديدة، بدت أقرب إلى الأسود، إضافة إلى الأسود الأنيق، والكحلي، والبني، والبيج، والزيتوني، إضافة إلى تلك الخامات ذات الدرجات الصارخة، مثل البرتقالي، والأحمر الناري، والفستقي الفاقع، إضافة إلى الأزرق الصارخ، والتركواز. كل ذلك، يضاف إليه تلك المشغولات اليدوية من نقوش إسلامية من الترتر الدقيق، الذي تفاوتت ألوانه بين الأسود، والفضي، والوردي، والألوان الفسفورية، من أصفر وفيروزي، إضافة إلى الذهبي، والكثير من الألوان الأخرى التي حرصت المصممة على أن تكون متباينة مع ألوان الخامات التي تزينها، من دون أن تتناسى تقديم مجموعة مميزة وبسيطة من الفساتين التي اعتمدت التطريزات الكثيفة من الخيوط الحريرية ذات اللمعة اللؤلؤية، التي تكثفت عند منطقة الجذع، وتنانير الفساتين.

على تلك البصمة الرومانسية لألوان الباستيل، تراوحت التصاميم الـ58 لزرينة، لتتدرج إلى أخرى تفوقها صخباً وتتداخل معها مع مرور التصاميم، بينما كان التميز الأكبر والأكثر وضوحاً هو المزج الذكي بين ألوان الخامات ودرجاتها المختلفة، والألوان المكونة للتطريزات، التي تباينت بطريقة ذكية ومبتكرة مع ما تحتها من ألوان، بينما كان لتنوع القصات الشديد، بين ذات اللمسة البسيطة شديدة الوضوح، أو أخرى تميل إلى التماهي والاختفاء تحت طبقات القماش المتموجة، القدرة على أن تتناسب وجميع الأذواق وقياسات الجسم.

بين أكمام وحيدة، وأكتاف مكشوفة، وأخرى تختفي تحت مناديل طويلة تظهر ما تبقى من الساعد، أو ذات الأكمام المتوسطة الواصلة إلى الساعد، أو التي تعتمد فكرة المنديل الجانبي، كان للقصات حكاية متداخلة الفصول بين تصميم وآخر، وهي الحال مع ما تبقى من الفساتين، فبينما كان تركيز القصات والتجمعات يعتمد منطقة الجذع دائماً، سواء بهدف تركيز التصميم هناك، أو وصله بين زينة الأكتاف وتنانير الفساتين، ركزت تصاميم أخرى على التنويع في قصات تنانير الفساتين، التي تفاوتت بين المنسدلة الضيقة، أو التي تعتمد الاتساع شديد التموج، إضافة إلى المزينة بطبقات متعددة، تتراقص فوق بعضها بعضاً، أو تلك الطبقات الداخلة المكونة لحواشٍ مستديرة أضفت المزيد من الرومانسية على القصات.

ورود

لم تستلهم المصممة من الورود ألواناً لمجموعتها الربيعية فقط، بل كانت الورود حاضرة بشدة في مجموعة كبيرة من التصاميم، التي تزينت بالزهور البارزة المتفتحة المصنوعة يدوياً من الأقمشة ذاتها مزينة بكرات قماشية في مركزها، وتتربع على الكتف ونزولاً إلى جانب الصدر ووصولا إلى الأرداف أحياناً، كما لو كانت زهوراً تتسلق مكانها، أو المزينة لمنطقة الكتف والصدر، أو الكتف والرقبة، أو التي تناثرت بين الكتف، والأرداف وزوايا محددة من الفساتين، معتمدة في تنفيذها قصة الليزر، ومكونة الزهور من طبقات قماشية متعددة تبرز وتتحرك بتلاتها بخفة، وتتمركز فيها تلك الكرات الصغيرة الناعمة، المكونة لطلعها، من دون مبالغة في تزيين الفساتين بها، مفضلة أن تستعين بالزهور بطريقة هادئة وجانبية تعتمد جهات وزوايا محددة دون غيرها.

نقوش إسلامية

كانت النقوش الإسلامية التي زينت فساتين وجلابيات العارضات، واحدة من أكثر التصاميم جاذبية خلال المجموعة، خصوصاً التي اعتمدت النقوش السوداء، إضافة إلى التي اعتمدت الألوان الفسفورية الفاقعة بدرجة غير لماعة، تباينت بقوة لونها والخامات التي تحتضنها، إذ تزينت الخامات بنقوش إسلامية هندسية تكونت كالخطوط أو الشرائط المتوازية المستقيمة، التي اعتمدتها المصممة في غالبية المجموعة، بين المزينة للتنانير الفساتين، أو التي تبدأ من الصدر لتنسدل متداخلة بين الخامات المتموجة، أو التي تتربع على أكتاف العباءات والقفطانات الشيفونية، معتمدة في تنفيذها نوعا شديد الدقة والصغر من الترتر اللماع، والمطفي من مختلف الألوان، وتحديداً الأسود بلمعته الدقيقة، التي نفذت يدوياً، وأخذت في تنفيذها وإضافتها على شكل تلك النقوش الإسلامية فوق الشيفونات ما يفوق على 400 ساعة، بحسب المصممة، إذ تناثرت تلك الشذرات الدقيقة من الترتر مكونة نقوشاً ورسومات إسلامية تكثفت تارة في بداية تنانير الفساتين أو حواشيها، بينما خرجت منها تارة أخرى خطوط هندسية توزعت على طول القصات المقسمة للتنانير، بألوان ولمعات مختلفة ومتنوعة، تزينت جميعها بتلك الفكرة المبتكرة للترتر.

قد تكون هذه إحدى المرات النادرة جداً التي تبتعد فيها المصممة زرينة عن تزيين ابتكاراتها بالمجوهرات الفضية المزخرفة والمنقوشة بتلك التصاميم الإثنية الشديدة التميز، التي تعد واحدة من بصمات المصممة، مفضلة البحث عن طريقة أكثر بساطة ورومانسية للتعبير عن حالتها الإبداعية، التي تميز منها فستان شديد البساطة ذو ياقة كلاسيكية أشبه بياقات القمصان، ذات الكم المتوسط الواصل فوق الكوع، والمزين بوردة بارزة وحيدة على جانب الصدر، وحزام ناعم رفيع يحدد نحول الخصر، لتتموج تنورة الفستان متسعة بخفة وهدوء.

كما تميز تصميم فستان ضيق من الأسفل، بجذع شيفوني أشبه بقميص واسع ومفتوح بالكامل تحت حزام ضيق، ينسدل ويتهدل عند الأكتاف، بينما تبرز من تحته طبقة كبيرة من الترتر المكونة لما بدا بلوزة داخلية من الترتر اللماع، مزاوجة بين لون الفستان البني الداكن، والزينة الترتر ذات الدرجة الداكنة المحمرة، في تصميم شديد الأناقة.

الأكثر مشاركة