عروض «السوق المركزي» في أبوظبي جمعت 3 دور أزيــاء
تصاميم بروح شبابيـة وألوان صيفية
روح الشباب، والتصاميم العصرية، والانفتاح على أفق أكثر اتساعاً؛ ملامح اشتركت فيها تشكيلات أزياء تضمنها عرض اقيم مساء الخميس الماضي، في السوق المركزي بأبوظبي ضمن البرنامج الأسبوعي الذي يقدمه السوق لرواده، وجمع بين ثلاثاً من دور الأزياء المختلفة: «داس» للعباءة، و«شوجرفينتاج»، و«كراميل»، رغم الاختلاف الكبير في تخصص كل واحدة من هذه الدور، والذي تنوع بين تصاميم العباءة التقليدية مع تصميمات الملابس الجاهزة والهوت كوتير.
«أعماق البحار» هو عنوان عرض «داس» للعباءة التقليدية والذي ضم 11 قطعة من مجموعة ربيع وصيف ،2011 واستمدت المصممتان ريم وهند بالجافلة تصميماتهما من عالم البحار، وما يزخر به من جمال وسحر، ومن وحي البحار استمدت المصممتان الألوان التي طعّمتا بها اللون الأسود التقليدي للعباءة، مثل الأزرق والتركواز، وهي ألوان تتناسب مع أجواء الصيف لتبدو مثل نسمة باردة تلطف حرارة الطقس. أيضاً لم يبتعد التطريز الذي زين المجموعة كثيرا عن عالم البحار، فجاءت الأحجار لتبدو مثل الاسماك.
وبعد النجاح الذي حققته الشقيقتان بالجافلة؛ تستعدان في المرحلة المقبلة لتقديم عروضهما خارج الإمارات. كما تستعدان حالياً لطرح مجموعة خاصة من تصاميم العباءة بالتزامن مع شهر رمضان وعيد الفطر الذي يمثل موسماً مهماً. وتتسم هذه المجموعة بالفخامة الواضحة في التصاميم والتفاصيل.
«تراثي»
العرض التالي في البرنامج جاء بمثابة مفاجأة غير متوقعة من حيث طبيعته او الأفكار التي حملتها التصاميم الـ28 التي قدمتها المصممة الإماراتية الشابة ليلى المرعشي لخريف وشتاء ،2011 وحملت عنوان «تراثي»، وهو العرض الأول للمصممة في ابوظبي والإمارات، إذ اتسمت التشكيلات بجرأة وتمرد واضح على الأفكار المعتادة.
ورغم أن اتجاه المزج بين الشرق والغرب أو التقليدي والحديث ليس غريبا على المصممين العرب والإماراتيين، ولكن الأسلوب الذي استخدمته المرعشي في تنفيذ هذه المزاوجة بين الشرق والغرب، بدا مختلفاً، وهو ما ظهر في تصميم البشت الذي قدمته في العرض، إذ تحول من زي رجالي إلى ما يشبه الجاكيت القصير ارتدته العارضات مع بنطلون ليتحول إلى زي نسائي يناسب السهرات والمناسبات المختلفة، ويجمع بين البساطة والأناقة.
هناك أيضا تصاميم الـ«تي شيرت» المزينة بوجوه نجمات الفن بلمسات خاصة اضافتها على الصور، مثل بيونسيه التي ارتدت على وجهها برقعا مرصعا بالكريستال، وسعاد حسني، وغريس كيلي، والموناليزا.
بينما زينت مجموعة أخرى من التصاميم برموز ،مثل زجاجات عطور عالمية شهيرة، كما تكرر استخدام الدلة وفنجان القهوة بأساليب وأشكال مختلفة، وهو اسلوب تميزت به المصممة التي اعتادت تضمين كل مجموعة تقدمها تصاميم تزينها بوجوه عدد من الشخصيات العامة والفنية، وأخرى تحمل صوراً لزجاجات عطور.
اتجاه
المصممة ليلى المرعشي أوضحت لـ«الإمارات اليوم» ان تصاميمها تتوجه إلى المرأة الخليجية التي تبحث عما هو جديد وغريب، ولديها الثقة بالنفس التي تمكنها من ارتداء هذه الأزياء، لافتة إلى ان هذه الفئة بدأت تتسع، فلم تعد تقتصر على الخليجيات، بعد ان اجتذبت معجبات من جنسيات مختلفة، مثل اليابانيات والفرنسيات، وهو ما لمسته بوضوح خلال عرض مجموعتها الأخيرة ضمن اسبوع الموضة في باريس خلال مارس الماضي.
واعتبرت ليلى ان تحديد الفئة المستهدفة من اهم الأسس التي يجب ان يقوم عليها أي مشروع، وان الدقة في تحديد الجمهور المستهدف واحتياجاته، بالإضافة إلى الحرص على تقديم عمل متميز وغير معتاد ولا يتشابه مع المطروح في السوق، كلها عوامل محورية في نجاح العمل.
وعن اتجاهها للملابس الجاهزة، أشارت إلى ان هذا المجال غير مطروق من قبل المصممين الإماراتيين الذين يتجهون غالبا إلى العباءة أو أزياء السهرة «الهوت كوتير»، مشيرة إلى انها ترفض الاتجاه لتصميم العباءة حاليا، لأن مثل هذه الخطوة ستبدو بمثابة تشتيت لجهودها في المجال الذي اختارته منذ البداية بناء على دراسة مستفيضة للسوق، استعانت فيها بدراستها لإدارة الأعمال.
على خلاف كثيرات غيرها؛ لا تستعجل ليلى خطواتها، إذ تؤمن بأن النجاح الحقيقي لابد ان يأتي بالتدريج «اريد أن أكبر بطريقة طبيعية مثل النبات، كما ان الدعم المادي ليس هو العامل الأساسي الوحيد للنجاح، لذلك رفضت الاعتماد على القروض في بداية مشواري، وفضلت ان اقوم بخطوات صغيرة، لكن مدروسة، كما رفضت ان أكون مجرد مصممة أزياء تمتلك غاليري لعرض تصميماتها، فعلينا ان نفكر باسلوب أكثر انفتاحا على الخارج، ولذا اتجهت لتوزيع تصميماتي في محال متعددة في دول مختلفة، وهو ما يحقق لي الانتشار الذي اسعى إليه».
وأكدت ان النجاح والخروج للعالم ليس مستحيلا، ولكنه ليس سهلاً أيضا، فهو لا يعتمد فقط على مهارة المصمم، ولكن لابد ان يمتلك ايضا القدرة على التواصل مع الآخرين، واقامة شبكة واسعة من علاقات العمل، وان يعتمد في عمله على دراسة جدوى منذ البداية ويسير وفق خطوات محسوبة جيداً.
ودعت إلى انشاء مجلس للموضة في الإمارات، يتولى تنظيم العمل في هذا المجال، والاشراف على العروض التي تقام وتسجيل المشاركين فيها، خصوصا ان الإمارات تعد ثاني سوق على مستوى العالم بعد المملكة المتحدة في هذا المجال، حسب ليلى.
كراميل
العرض الثالث حمل عنوان «كراميل»، وتضمن 15 قطعة من تصميمات السهرة، قدمه المصمم حسام علي الذي اعتمد على البساطة واللعب بالتطريز والشك بالأحجار، لإضفاء لمسة الأناقة والتميز على ابتكاراته، بينما حملت الألوان الطابع الصيفي.
وذكر المصمم الذي يعرض للمرة الاولى في أبوظبي انه سبق ان قدم عروضاً في عدد من الدول العربية، من بينها لبنان وتونس وقطر، لافتا إلى ان التصاميم التي حرص على تقديمها في عرضه الجديد تتناسب مع ذوق وعادات المرأة الإماراتية، ولذلك جاءت أغلبيتها طويلة، مع امكانية اضفاء لمسات خاصة على التصميم ليتناسب مع متطلبات المرأة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news