إماراتيات يحافظن على الأشغال اليدوية القديمة
الحِرف التراثية.. أسلوب حياة بـعبق الماضي
مازالت كثيرات من النساء الإماراتيات محافظات على حرف يدوية متوارثة، ومن أبرزها السدو. إذ تبرز هذه الحرفة التي تقوم بها النساء جانباً من التراث الإماراتي، وكذلك أسلوب الحياة الذي يستمد من الصحراء والنخيل كل احتياجاته. وبينما تعد حياكة السدو أو السعف من الحرف المتداولة لدى نساء في مختلف الإمارات، إلا أنه توجد أخرى غير مشهورة ولا متداولة كالعلاجات الطبيعية او حياكة البرقع والجلابيب مثلاً.
«الإمارات اليوم» التقت على هامش فعالية القوافل التراثية التي أقيمت أخيرا في الفجيرة، مجموعة من النساء اللواتي يعملن في حرف يدوية، ويمارسن هذه الحرف تحت مظلة مركز التنمية الاجتماعية في دبا الفجيرة.
علاج ترى (أم محمد)، إحدى المشاركات في فعالية الحرف اليدوية، أن العادات والعلاجات الطبيعية القديمة، مهمة بالنسبة للكثير من النساء وأساسية، وتتوافر في منازل كثيرة، ومن أبرزها السدر لمعالجة الكسور، مشيرة الى انها تستخدم هذه الطريقة التقليدية القديمة في العلاجات الطبيعية، معتبرة انها افضل من بعض العلاجات الجديدة في المستشفيات. ونوهت بأن هذه العلاجات التقليدية مازالت تستخدم عند بعض النساء، ولاسيما المسنات. |
مديرة المركز، عليا الكعبي، قالت إن «المركز يُعنى بالنشاطات التقليدية، إذ يضم قسم التراث 13 عضواً، كل واحدة منهن لها مهنة معينة، ومن بين المهن (الداية)، والطب الشعبي، والسعفيات، والتلي، ومنها يتفرع الكثير من الأشغال اليدوية التي توجد في قسم التراث»، مشيرة الى أن هذه الأشغال تسوّق عن طريق وزارة الشؤون الاجتماعية لإدارة الأسر المنتجة، ويروج لها في المعارض المختلفة، وأضافت عليا «نحرص على إقامة بعض الدورات التي تعلم هذه الحرف القديمة، كما ان الفعاليات في منطقة الفجيرة تكون مستمرة طوال العام، وأرى أن الدورات والفعاليات من الأمور الأساسية لتعريف الفتيات بها، إذ نقيم الكثير من الدورات في المدارس»، لافتة إلى أن مشاركة الحرف في الفعاليات تبرز التراث المحلي، معتبرة أن الضوء مسلط بشكل أكبر على هذه الحرف في المنطقة الشرقية أكثر من المناطق الأخرى «فكل ما تصنعه النساء يستخدم في المنزل في الحياة اليومية».
سعف
قالت مريم عبيد علي، احدى المشاركات في فعالية الحرف اليدوية «من خلال الخوص نصنع الكثير من الأغراض التي تستخدم في حياتنا اليومية، ومنها مثلاً (الشلبدان)، الذي يستخدم لوضع المكحلة بداخله»، مشيرة إلى أن اوراق السعف التي تصبغ بألوان متباينة ترتبط بالتراث الإماراتي.
وحول عملية صبغ الخوص أضافت «نضع الصباغ في قدر من الماء، وتوضع فيه اوراق السعف، ويترك في الماء نصف ساعة تقريباً، فيما يتم تجفيفه بعد الصبغ مباشرة، ويتم تلوينه أحياناً بأكثر من لون، وتعد اكثر الألوان المستخدمة، الأحمر والأخضر والأزرق والأصفر». أما طريقة الحياكة فتكون بوضع كميات من السعف، وبالتالي تحاك كالضفائر، وتستخدم كميات كثيرة من السعف المقطع رفيعاً، وتتم اضافة الخيوط عندما تنتهي طولياً، وتستخدم عرضياً مع القطع المستديرة والكبيرة، حسب مريم التي ذكرت ان القطع الصغيرة لا تستغرق الكثير من الوقت، بينما يمكن للمرأة ان تنهي قطعتين في اليوم، أما القطع الكبيرة فتحتاج إلى فترة أطول.
ولفتت الى انها تقوم بحياكة الأغراض التي تستخدم في الحياة اليومية ومنها العلب الخاصة بالتمر او حتى الكحل والحلي والمروحة وغيرها الكثير من الأغراض التي تستخدم في الحياة اليومية، مشيرة إلى ان «هناك اهتماماً بهذه الحرفة اليوم، بغرض احياء التراث، الذي لوحظ تراجع الاهتمام به عند أبناء الجيل الجديد، فيما النساء اكثر تعلقاً به وبحرفه الجميلة». ونوهت بأن هذه الأشغال التي تنفذ يمكن ان تستمر جيدة لفترة طويلة «فإن حافظنا عليها بعيداً عن الشمس والمطر ستبقى على حالها لفترة طويلة، بينما تركها في الشمس يؤدي الى فك الحياكة».
«كنادر»
(ام خالد) التي تصنع الجلابيات، والمكحلة التي تزين بالتلة، ذكرت انها تستخدم الأشغال اليدوية، لتقدم جلابيات اطفال، وكذلك حياكة العاب صغيرة لهم للأطفال، مشيرة إلى انه توجد ألوان بعينها تكون اكثر شيوعا من غيرها في الملابس الإماراتية، ومنها الأثواب المجزعة، وتكون حمراء وخضراء، وبعض الجلابيات تحاك خصيصاً لليلة النصف من شعبان، المعروفة بـ«حق الليلة»، كما توجد انواع متعددة من الأقمشة التي تستخدم فيها وهي «ابوتيلة» و«الزارات» و«سادية».
أما آمنة علي سليمان المتخصصة في صنع البرقع، فأفادت بأنها تقوم بصناعة البرقع الذهبي الذي يصنع من خلال القماش مع الخيوط الذهبية على الأطراف لربطه من الخلف، مشيرة الى ان البرقع التراثي يكون باللون الذهبي فقط، بينما هناك برقع من لون آخر وهو الأخضر او الأحمر ولكنه لا يستخدم كثيراً. ولفتت إلى ان البرقع يحتاج الى وقت طويل في الصنع، فقد يستغرق يوماً كاملاً كي ينجز لأنه يتطلب الدقة في الحياكة، فأطرافه تزين بالخيوط الذهبية الرفيعة، والعمل يكون يدوياً وهذا ليس سهلاً، واختتمت آمنة بأنها تحرص على الوجود في الفعاليات كونها تقدم مهنة او حرفة لا يجيدها كثيرون من أبناء الجيل الجديد، ولذا يهمها الوجود في الأحداث والفعاليات.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news