هاني هراس: نبتكره من روائح عدة يختــارها المرء بنفسه
العطر الحصـــري يفوح بأحاسيس صاحــبه
يعد اختيار العطر المناسب، والمميز في الآن ذاته، من الأمور التي ترهق كثيرين، لذا تجتذب البعض، نساء ورجالا، فكرة العطور المخلطة، والتي يقوم بها مختصون في تركيب العطور العربية، كالصيدلي الدكتور هاني هراس، الذي دخل إلى عالم العطور من خلال تخصصه في التركيب الكيميائي، ويعمل على تقديم مفهوم جديد في العطور المركبة، مستوحى من أحاسيس المرء، وهو العطر الخاص أو الحصري الذي يعد من الخيارات المثالية لمن يبحث عن التميز.
ويبتكر المرء مع هراس العطر الخاص به، بالتحكم في اختيار المواد التي يحب وتحديد نسبها، واستبعاد كل ما لا يحبه، كما ذكر هراس الحاصل على دبلوم في فن العطور، ودبلوم في تحضير العطر الخاص، لـ«الإمارات اليوم»، لافتا الى ان هناك نحو 70 الف مادة كيميائية لها رائحة، وآلاف الزيوت العطرية، و«ابتكار عطر خاص كان امرا غير ممكن من خلال شم كل هذه الكمية من المواد، لهذا تم العمل على تقسيم الروائح الى 26 عائلة، وجمعت المتقاربة منها تحت عائلة واحدة، وبالتالي نمزج أنواعا متباينة من الورود مثلا، كأن نخلط أنواع الياسمين المتباينة تحت خانة واحدة».
جهاز تعتيق ذكر المتخصص في صناعة العطور الدكتور هاني هراس أن بعض أنواع الروائح تحتاج الى تعتيق يصل لستة اشهر، ما دفعه إلى العمل على ابتكار جهاز يعتق العطور في خلال 10 أيام، إذ إن تزويد الحرارة في التفاعلات الكيميائية، يزيد من سرعة التفاعل والتعتيق، مشيرا الى أن العطور عبارة عن مواد عضوية حساسة جدا لو تعرضت للحرارة في وجود الاوكسجين تتأكسد وتتحول الى رائحة سيئة. ولفت إلى أن الجهاز الذي ابتكره اعتمد على تسخين العطر بدرجة حرارة معينة لا تكسر الجزيئات العضوية، وكذلك لا تعرضها للأوكسجين. وأفاد بأنه ابتكر الجهاز في الإمارات بناء على القواعد الصيدلانية، وقام من خلاله بصناعة عطور مميزة، بنتيجة التعتيق الروتيني نفسها. |
وأشار الى أنه بعد اختيار الشخص للعائلات التي يحبها، يتم في ما بعد عرض ابرز الروائح التي تندرج تحت العائلة الواحدة ليختار منها مكونات عطره الحصري.
موسيقى
قال الدكتور المصري هاني هراس إن «العطر كالموسيقى يكون فيه تجانس بمكوناته، ويتكون من القاعدة والوسط وقمة الهرم، والرائحة الأولى التي نشمها في العطر تكون من المواد الموجودة في قمة الهرم العطري، ثم تتلاشى وتظهر رائحة قلب الهرم التي تبقى موجودة لأربع ساعات تقريبا، وبعدها قاعدة الهرم العطري، وهي تتميز بأن قوة رائحتها أضعف، لكنها ثابتة»، معتبرا أنه ليس من الضروري تقسيم ذلك الى نسب محددة، فهناك من ينصح بضرورة وضع 50٪ من العطر في القلب، و20٪ في القمة، و30٪ في القاعدة «إلا أنني ارى انه ليس ضروريا على الاطلاق، فالمزج يعتمد على الأحاسيس، واحتياجات المرء الشخصية».
أما الانطلاقة بالتحضير لعطر حصري، فتبدأ من امور عدة، أوضحها هراس بالقول «هناك منطقة للشم، عند نهاية الأنف، تحتوي على 50 مليون خلية عصبية متخصصة بالشم، كل واحدة منها متخصصة بشم رائحة محددة، وبالتالي تصل اشارات معينة للمخ، فيترجمها ويأخذها الى قسمين، الاول تاريخي، والثاني للمنظومة الفيسيولوجية، ويتحدان مع بعضهم بعضا ويحددان ما نحب من روائح، وبناء على ذلك يتم اختيار ما نحب»، لافتا الى وجود تركيزات للعطور، اذ تتباين نسبة العطر والكحول من نوع لآخر، وتتراوح النسب من 5٪ من تركيز زيت العطر الى 25٪، والنسبة المتبقة هي من الكحول.
أما لجهة اختيار أنواع كثيرة من الزيوت، فأضاف هراس «ليس هناك حدود، إذ إنني آخذ من كل قسم مادة هي الأساس، اجعلها مزينة بمواد اضافية، لأن وضع نسب متقاربة من الزيوت يجعل العطر مسطحا، ورائحته غير واضحة، وتركيب العطر يعتمد على المخيلة، وبناء على الأحاسيس الخاصة بالمركب، فيما العطر الخاص يناسب احاسيس الشخص، ويعطيه ميزة خاصة»، مشيرا الى انه يجلس مع المرء، ويعرف الأهواء والميول الخاصة به، ثم يبتكر ما يناسبه. وذكر هراس أنه يوجد كثيرون في منطقة الخليج يهوون تركيب العطور، وهو شيء مختلف عن العطر الحصري، لافتا الى ان المعامل الخاصة بتركيب العطور الخاصة والموجودة في العالم هي ثلاثة فقط، والمعمل الخاص به هو الرابع عالميا والاول في العالم العربي، مشيرا ألى ان افتتاحه في دبي سيكون قريبا مع حصوله على موافقة البلدية.
مكوّنات
معظم الذين يطلبون العطور الخاصة، حسب هراس، هم من الإعلاميين وعارضات الأزياء والممثلين، الباحثين عن التميز، مؤكدا انه قام بتحضير ما يزيد على 120 عطرا حصريا في دبي لشخصيات كهذه، معظمهم من السيدات، وهو شخصيا ابتكر الكثير من العطور، مضيفا ان «التركيب في العطور مرغوب فيه بالامارات، فأهل الخليج يحبون المزج بين الروائح، وأكثر مكونات العطور المطلوبة هي العود والبهارات، وكذلك الياسمين والورود والخشب»، مشيرا الى انه لا يتدخل في اختيار العطر ، ولكنه احيانا يعمد قراءة الشخصية من خلال ما تختاره المرأة. وحول التركيبة الخاصة والحصرية أفاد بأنه يعمد تسجيل التركيبة الخاصة بكل شخص مع المكونات، وبالتالي يمكن ان يعيد تركيب العطر في أي وقت.
أما بالنسبة لاختيار العطر بالنسبة للجلد، فشدد هراس على انه لابد من وضع العطر على الملابس، وليس على الجلد، لتجنب ادخال المواد الكيميائية الى الجسم، علما بأنها لا تشكل ضررا ولكن يفضل تجنبها، معتبرا أن وضع البعض العطر على مناطق النبض الواضحة، حيث يكون ضغط الدم مرتفعا، وبالتالي يتبخر العطر في مناطق تدفق الدم ويفوح باستمرار، غير ضروري «وأفضل شخصيا وضع العطر على الملابس كي يفوح في المنطقة المحيطة بي، كما انه يجنبني الخسارة من العطر من الكميات التي تدخل الجلد، وتوجد نظرية علمية حول اتحاد العطر مع ما يفرز مع التعرق من مادة الفورمون، وهو الهرمون الذي يفرز والمسؤول عن الجذب بين الرجل والمرأة، واتحاد العطر مع الفورمون يختلف من جسم الى آخر، كما ان كمية افرازه قليلة جدا.
أما لجهة وضع العطر على الشعر، فأشار الى ان أي مركب يحتوي على نسبة من الكحول، ما قد يؤدي الى جفاف الشعر، وبالتالي يفضل عدم وضعه على الشعر أيضا.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news