فاطمة الزرعوني: أحرص على تطوير مهاراتي دائماً. تصوير: مصطفى قاسمي

فاطمة الزرعوني.. «فني صوت» بخـبرة 21 عاماً

منذ 21 عاماً تقف المواطنة فاطمة الزرعوني خلف كواليس إذاعة وتلفزيون الشارقة فني صوت، تضبط نقاءه، وكل ما يتعلق به من أمور فنية، أدركت أساسيات المهنة وأتقنت مبادئها عن طريق التدريب المستمر، ما أهلها اليوم لأن تكون الأكثر خبرة بين صفوف زملائها الـ12 من الرجال فقط، داعية المرأة الإماراتية التي حققت نجاحات في ميادين الإعلام إلى الانخراط في مجال فنيات الصوتيات.

وقالت فاطمة إن «حبي الكبير لمجال الصوتيات، وكل ما يتصل به، دفعني إلى اقتحام كواليس الإذاعة والتلفزيون للعمل فني صوت، وآثرت تعلم أساسياته ومبادئه التقنية فيها، عن طريق التدريب المكثف على يد أصحاب الخبرة، فضلاً عن القراءة والاطلاع»، مضيفة لـ«الإمارات اليوم» «في البداية واجهتني صعوبة التعامل مع الأجهزة التي كانت تبدو لي معقدة بعض الشيء، خصوصاً أنها سريعة التغير والتطور، الأمر الذي يتطلب الإلمام الدائم بها عن طريق القراءة والاطلاع، إلى جانب التدريب والدورات المكثفة التي خضعت لها في الإذاعة والتلفزيون، ومع مرور الوقت أصبحت قديرة في عملي فني صوت، وصرت اليوم الأكثر خبرة بين صفوف زملائي الـ12 من الرجال فقط».

تشجيع أسري

لعبت أسرة فاطمة دوراً كبيراً في النجاح الذي وصلت إليه، إذ شجعتها على الالتحاق بالإعلام، والعمل فني صوت، في وقتٍ كان يندر فيه وجود مواطنات يعملن خلف الكواليس، واحترمت الأسرة قرار تغيير الابنة مسارها المهني بعد أن تخصصت في مجال التاريخ في المرحلة الجامعية، وفق فاطمة، التي أردفت «لم أكن أتوقع أن عملي فني صوت خلف الكواليس سيحقق أحلامي المهنية التي تمحورت حول وظيفة تتصل بميولي، وأستطيع من خلالها تحقيق النجاح الذي يشهد عليه زملائي والمسؤولون بعد أن أدركت أساسيات ومبادئ عمل فني الصوت، قمت بتدريب مجموعة كبيرة من الزملاء الجدد من الذين انضموا إلى إذاعة الشارقة، الأمر الذي منحني ثقة كبيرة بنفسي».

وأعربت فاطمة عن أمنياتها أن تنخرط المرأة الإماراتية في هذا المجال الذي يكاد يكون حكراً على الرجال، لاسيما أنها أثبتت ذاتها وإمكاناتها بجدارة في مجال الإعلام، مقدمةً صورة مميزة يحتذى بها، بشكل يرد على بعض الأقاويل التي تقلل من قدرتها فيه.

وحول طبيعة مهنتها، أوضحت فاطمة «يعمل فني الصوت تحت إشراف مخرج البرنامج، ويقوم بمجموعة منوعه من المهام، إذ يعد ويجهز مكبرات الصوت وتحديد مواقعها وتشغيلها كذلك، ويضبط أجهزة التسجيل، ويراقب تسجيل الصوت والموسيقى، ويعتمد في تأدية مهامه على التنسيق والتعاون مع المخرج وطاقمه»، كما يجهز فني الصوت أجهزة التسجيل ويشغلها، ويراقب عملية التسجيل، ويضبط سرعتها، ودرجة الصوت ونقاءه، وينسخ فني الصوت أشرطة التسجيل باستخدام أجهزة خاصة، ويدمج المؤثرات الصوتية للبرامج، ويمزج الصوت بالصورة فيها، كما يقوم بتسجيل القطوعات الموسيقية المختلفة الخاصة بكل برنامج.

مهارة خاصة

رأت فاطمة الزرعوني أن أبرز ما يميز عمل فني الصوت في الإذاعة أو التلفزيون تعامله مع باقة منوعة من البرامج في اليوم الواحد، داخل الاستديو وخارجه، ما يستدعي إعداد خطة عمل خاصة بكل منها، هذا إلى جانب اختلاف طاقم عمل هذه البرامج، الأمر الذي يثري من خبرة فني الصوت ويجعله على احتكاكٍ دائم بزملاء العمل.

وبخصوص البرامج التي تحبذ فاطمة العمل فيها، قالت «أفضل العمل في برامج شتى، وتحديداً تلك التي تتعامل مع طبقات صوتية مختلفة، كبرنامج (منشد الشارقة)، إذ يتطلب العمل فيها مهارة أكبر، على خلاف برنامج يقدمه مذيع واحد اعتدنا على طبقة صوته وطريقة التعامل معها، فلكل طبقة صوت طريقة تعامل خاصة تختلف عن نظيرتها»، لافتة إلى أن الحس الفني الذي يتمتع به فني الصوت يؤثر في طريقة تعامله مع الأصوات، التي تستدعي كل منها طريقة خاصة تختلف من حيث التطبيق في الجانب العملي عن طريق استخدام الأجهزة المتوافرة «وخبرة فني الصوت والتقنيات التي يستخدمها لا تغني البتة عن ضرورة توافر مقومات المذيع الناجح أو المنشد الناجح».

واختتم فاطمة بأن خططها المستقبلية تتمحور حول عملها فني صوت «فرغم خبرتي الكبيرة في هذا المجال والتي تبلغ 21 عاماً، فإنني أحرص على تطوير نفسي بشكلٍ دائم فيه، لاسيما أنه مجال متجدد باستمرار بتطور أجهزته وتقنياته».

الأكثر مشاركة