٪40 من النساء في الإمارات يخجلن من زيـارة الطبيب
الأمراض النسائـية.. حَرَج في البيت والعيـادة
لايزال كثير من السيدات يخجل من الأمراض النسائية، ولا يقدم على زيارة الطبيب أو حتى الكشف المبكر، وبالتالي، غالبا ما نجد بعض النساء ينتظرن حتى تتطور حالاتهن ليقصدن الطبيب النسائي. وتعد التربية الاجتماعية وثقافة العيب، من أبرز الأسباب التي تقود المرأة الى الصمت عن الكثير من المشكلات، إضافة الى ضعف ثقافة الكشف المبكر، التي تجنب المرأة الاصابة ببعض الامراض الخطرة. وكشفت احدى الدراسات التي أجريت أخيراً في الامارات عن أن نسبة النساء اللواتي يخجلن من البوح بمشكلاتهن النسائية وصلت الى 40٪، الامر الذي يؤكد ضرورة التوعية في هذا المجال.
وقالت الاستشارية في الأمراض النسائية والتوليد، الدكتورة عفاف الغنيمي، إن أبرز المشكلات النسائية التي نضعها ضمن خانة الأمراض التي تخجل النساء من طرحها، هي مرض السلس البولي، إضافة الى التغييرات والاضطرابات الهرمونية المرتبطة بسن اليأس. وأضافت «نواجه مشكلة مع الفتيات الصغار اللواتي لا يبحن بأمراضهن في فترة المراهقة ومع بداية البلوغ، ومنها المشكلات التي تتعلق بالتغير في الهرمونات أو مشكلات انقطاع الدورة، إذ يعتبر من المخجل أو المعيب زيارة الطبيبة النسائية قبل الزواج. واعتبرت أن الامراض الجنسية، تعد أيضاً واحدة من الأمراض التي تتردد النساء في البوح بها.
«يوغا» للأمراض النسائية تفيد بعض الدراسات بأن تمارين اليوغا تساعد النساء على علاج بعض الامراض النسائية، وأبرزها مرض السلس البولي. وتبين الدراسات أن مرض السلس البولي ينتج عن عدم القدرة على التحكم في جدار المثانة ومنطقة الحوض، وبالتالي فإن تمارين اليوغا الخاصة، التي تعمل على شد العضلات تسهم في التخفيف من المشكلة. ومن أفضل تمارين اليوغا الخاصة بهذه المشكلة «اسانس يوغا»، ويعمل هذا التمرين على زيادة الوعي بالجسم، وكذلك يمكّن المرأة من التحكم في جدار الحوض، الذي يعد البداية للسيطرة على مشكلة السلس البولي. |
وأوضحت أن تبسيط التعاطي مع هذه الأمراض يؤدي الى تطور الحالات، فأحيانا الأعراض البسيطة تخفي خلفها الكثير من الأمراض الخطرة، ومنها سرطان عنق الرحم او ما شابه».
علاج
وأشارت الغنيمي الى أن التأخر في عرض أي مرض على الطبيب، خصوصاً الاضطرابات الهرمونية والأورام، يؤدي الى عدم فاعلية العلاج، فيصبح الأمل في نجاح العلاج بسيطاً، مضيفة أن مرض السلس البولي يعد من الأمراض التي تزداد صعوبة مع الوقت. وشددت على أن أبرز مشكلة في العالم العربي هي أن المرأة لا تقصد العيادة الطبية بهدف الوقاية، علماً بأن هناك بعض الفحوص الدورية النسائية التي يجب القيام بها بشكل دوري، لتجنب الإصابة بالسرطانات، ومنها الكشف عن سرطان الثدي، وكذلك فحص مسحة عنق الرحم. وأكدت أن سرطان عنق الرحم يعد من الأمراض التي ترتبط بالالتهاب الفيروسي، والتطعيمات التي تعطى قبل الزواج يمكن ان تجنب المرأة هذه الأمراض، كما يمكن اكتشاف الاستعداد لحدوثه قبل ان تبدأ الخلايا بالتكون، وذلك من خلال تغير شكل الخلايا.
وفصّلت الغنيمي كيفية حدوث مرض السلس البولي، كونه من أكثر الأمراض التي تخجل النساء من البوح بها. وقالت «هناك نوعان من عدم القدرة على التحكم في البول»، منوهة الى ان اسباب النوع الأول هي كثرة الولادات، او الولادات العسيرة، أو الامراض المزمنة، أو تغير افراز الاستروجين في مرحلة سن اليأس. فيما في النوع الثاني يعد النشاط الزائد في المثانة أبرز أسباب حدوثه. وأشارت الى ان علاجه بات سهلا مع تطور التقنيات، والتدخل الطبي مضمون النجاح بنسبة 90٪.
ثقافة
من جهتها قالت الاخصائية النفسية رنا صدقي، ان العادات والتقاليد في المجتمعات الشرقية تجعل الكثير من النساء يخجلن من البوح بالمشكلات النسائية. ولفتت الى ان كثيراً من السيدات يشعر بالخجل من الذهاب الى الطبيب النسائي، وبالتالي بدا ملاحظا ذهاب معظم الحالات متأخرة. واعتبرت صدقي ان هناك كثيراً من المشكلات التي لا تستدعي الخجل، كمشكلة السلس البولي على سبيل المثال، الذي يصاب به معظم النساء، ولكنهن يرفضن الحديث عن المشكلة، أو حتى طرحها، لأنهن يخجلن من الموضوع. ونوهت الى ان احدى الدراسات بينت ان 40٪ من السيدات يخجلن من الحديث عن أمراضهن النسائية.
وأشارت صدقي إلى أن التربية الاجتماعية في العالم العربي، تغرس في النفوس ان الطبيبة النسائية، هي للمرأة، ولا يمكن لغير المتزوجة زيارتها، فالفتاة في المجتمع الشرقي لا تتحدث عن مشكلاتها أو تزور الطبيبة النسائية، كون ذلك الامور المعيبة، أو غير المقبولة، ونسبة اللواتي يذهبن قليلة جدا.
لهذا شددت على وجوب التوعية، والمزيد من الارشاد الاجتماعي، منوهة الى أن الحملات الطبية تسهم في زيادة الوعي بضرورة إجراء بعض الفحوص، وهذا بدأ نسبياً يتحسن. وأوضحت صدقي، أن دور الاعلام يجب ان يكون مساندة الحملات لزيادة الوعي، كونه دوراً اساسياً في نشر الثقافة عند النساء وتوعيتهن. وأضافت «لا يوجد اختلاف في تعاطي الجنسيات العربية مع هذا الموضوع، بحكم تشابه العادات بين البلدان». وحول مقارنة خجل المرأة من البوح بالأمراض النسائية، وبوح الرجل، أكدت صدقي، أن النسب ستكون متشابهة في حال قدمت الدراسات، وذلك كون الرجل ايضاً يخجل من مشكلات الانجاب.
وأشارت الى وجوب الفحوص المبكرة، لتجنب الأثر النفسي الذي ينجم عن بعض الأمراض التي تكون صعبة، ومنها الأمراض السرطانية، كسرطان عنق الرحم أو الثدي والتي تستدعي الاستئصال، أو العلاجات الكيميائية، فهي شديدة التأثير في الصحة النفسية. ونوهت إلى أنها تؤدي إلى إصابة المرأة بالعزلة، والضجر، وتبتعد عن حياتها وزوجها.
ونصحت بضرورة اتباع علاجات نفسية الى جانب العلاجات الطبية في الحالات الصعبة، لأن الدعم النفسي هو الذي يوفر القوة والدافعية للاستمرار في الحياة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news