أنشطة سياحية وأسرية بالجملة.. وتفاصيل حياة يومية متغيرة
العطلة السنوية تتطلب أحياناً إجـــــــازة من الإجازة
مع اقتراب الصيف وموسم العطلات، يعيش كثيرون حالة من الاشتياق والترقب الى الإجازة السنوية التي قد تمتد شهراً أو أكثر. وتعد الإجازة السنوية، فترة نقاهة واستراحة من الجهد اليومي المبذول في العمل، وكذلك فترة استرخاء بعيداً عن متطلبات الحياة اليومية، ويتغير ـ بحكم الهدف من الإجازة ـ نمط الحياة الخاص بالمرء، سواء كان متجهاً إلى بلده لقضاء العطلة مع الأهل والأصحاب، أو سواء كان سفره سياحياً. وقد يعمد البعض الى تغيير تفاصيل حياتهم كافة في هذا الشهر، حتى ان بعضهم يشعر انه يحتاج الى إجازة من بعد الإجازة، حسب مقيمين في دبي استطلعت «الإمارات اليوم» آراءهم حول الإجازة السنوية، وخططهم وتطلعاتهم فيها.
اللبنانية رنا علم الدين قالت، إنني «غالباً ما أقضي إجازتي في لبنان وبين اهلي، وبحكم الغربة طبعاً يتغير اسلوب الحياة بشكل كامل»، مشيرة الى انها تدخل الى برنامجها اليومي بعض الأنشطة التي لا تقوم بها في الإمارات، وهي التسوق في الأسواق الشعبية، إذ تمشي كثيراً، وهذا ما يصعب القيام به في صيف الإمارات بسبب الحر. واعتبرت رنا أن الإجازة غالباً ما تكون فرصة للسهر مع الأهل والأصحاب، وبالتالي يصعب على المرء الاستيقاظ باكراً، فبدلاً من أن يبدأ النهار مع ساعات الصباح الأولى، غالباً ما يبدأ عند الظهر، ويمتد السهر حتى صباح اليوم التالي، مع برنامج مكتظ.
أكلات
أما السورية بيسان محمود، فذكرت أنها في فترة الإجازة تحرص على تغيير كل تفاصيل حياتها كي تستمتع بها الى أقصى حد، لافتة إلى أنها تبدأ بالتحضير للإجازة نفسياً وجسدياً، وتحاول أن تخفف من وزنها قبل الذهاب الى بلدها، لأنها تدرك أنها ستكسب المزيد من الوزن مع الأكلات التي تحضرها لها والدتها. ونوهت بيسان بأنها تعمل في أول ثلاثة أيام على المكوث في المنزل، من دون أن يكون لديها أي نشاطات خارجية، وذلك كي ترتاح من العمل، وتتمكن من وضع برنامج خاص للسهر والخروج، وكذلك قضاء الواجبات العائلية والزيارات للأقارب، التي غالباً ما تتركها الى نهاية الإجازة.
بينما رأى العراقي لؤي توماس، أن الإجازة السنوية ضرورية كي تبعدنا عن رتابة العمل لتجديد النشاط، ولكنه لا يغير كثيراً من نظام الحياة. ولفت الى أن التخفيف من ضغوط العمل، والسفر والسياحة، والتعرف إلى الحضارات، هي أبرز ما يمكن أن يقوم به في الإجازة. وأضاف لؤي أنه لا يرهق نفسه في الإجازة، كي يتمكن من الاستمتاع بها.
أما أهم ما يحرص عليه فهو أن يكون في الإمارات قبل بدء العمل بأربعة ايام على الأقل، كي يعيد ترتيب نظام حياته، ويعتاد النظام الجديد، من دون أن يربك نفسه بالعودة الى العمل مباشرة.
العراقية (أم علي) اعتبرت الإجازة مرهقة بالنسبة إليها أكثر من أيام السنة العادية، بسبب الاهتمام بالأطفال الذين يكونون في المدرسة قبل العطلة، بينما في الإجازة يتطلبون منها الكثير من الاهتمام، ويحتاجون الى الخروج، وتلبية متطلبات كثيرة لهم، ما يسبب لها إرهاقاً.
أما المصرية رشا محمد، فذكرت أنه ليس هناك كثير من الاختلاف في النشاطات الحياتية، فتقريباً الخطط نفسها تكون موجودة، كالمشي على شاطئ البحر، أو التسوق، مشيرة الى أن الإجازة تحتوي على نشاطات اجتماعية اضافية، ومنها زيارة الأصدقاء والأهل، وكذلك السهر حتى ساعات الصباح الأولى. واعتبرت رشا أنه يفترض العودة الى الإمارات قبل نهاية الإجازة بيومين على الأقل، وذلك كي يعيد المرء ترتيب أمور حياته، ولكنها لا تقوم بذلك، إذ تستغل كل ايام الاجازة في بلدها.
بينما أكد المصري أحمد إمام، ان نمط الحياة في الإجازة بالنسبة إليه يتغير بشكل كامل «لأن الفكرة أساساً هي اننا في فترة نقاهة، ويعتبر التخلص من القيادة بشكل يومي من الأمور التي تريحني كثيرا في الإجازة». واعتبر ان العطلة فرصة لقضاء وقت ممتع في بلده، وبالتالي يحرص على قضائها حتى آخر يوم مع الأصحاب، لأن العلاقات في الغربة أغلبها علاقات عملية، بينما في بلده أصدقاؤه الحقيقيون.
سهرات
المصرية نسرين الزيات، لفتت إلى أن الحياة في الغربة تكون غالباً مكتظة بالعمل و«تصبح الإجازة فرصة للراحة من العمل بشكل أساسي، ولهذا قد لا تكون مكتظة بالنشاطات اليومية، بقدر اكتظاظها بفكرة الاجتماعات العائلية، والاستمتاع بوجودنا في بلدنا». واعتبرت ان الحياة العملية تبعد المرء عن العلاقات الاجتماعية والإنسانية و«هذا اهم ما يتغير علي في الإجازة، واحرص على الاستمتاع بها لأقصى حد، ومعظم تفاصيل الحياة اليومية تبقى متشابهة ولكن بنكهات مختلفة، فالأكل الذي تحضره لي والدتي، مختلف تماماً عما أحضره بنفسي، وهذا ينطبق على كل التفاصيل الصغيرة». وأشارت إلى ان الإجازة الطويلة تغرقها في الحنين الى الوطن بعد العودة الى الإمارات، و«هذا يجعلني احتاج الى فترة طويلة كي اعتاد الحياة هنا من جديد».
بينما أكد السوري زياد الإبراهيم أنه حين يسافر للسياحة، يختلف توقيت البلد عليه، وبالتالي يحتاج الى أيام كي يعتاد التوقيت الجديد، منوهاً بأنه حين يمضي الإجازة في بلده لا يحتاج الى كل هذا الوقت، وأنه غالباً ما يخفف في فترة الإجازة من القيادة، فيعتمد على السير أكثر، ولا سيما في الأسواق. ومن الأمور الأخرى التي يتخلص منها الإبراهيم في فترة الإجازة الأكلات الجاهزة المعدة في المطاعم، إذ انه يستمتع بالأكل البيتي خلال هذه الفترة.
أما الأردني احمد مرعي، فقال ان «الإجازة تكسر الروتين اليومي، وبالتالي يختلف توقيت النوم والسهر، وكذلك أماكن الخروج واللقاءات مع الأصدقاء بشكل كبير، وحتى اني ارى الأماكن التي اعرفها وكأنها جديدة، كوني لا أزورها يومياً». ولفت الى ان «الغياب عن البلد سنة، يجعل المرء يشعر بأنه سائح، فيزور الأماكن الأثرية، كما انني أمشي كثيرا وأسهر مع الأصدقاء، وأجد وقتاً للعزف على العود، وهذا ما لا اجده في الغربة بسبب كثرة الانشغال في العمل».
اللبناني ابراهيم مغربل، يحرص على الاستمتاع بالإجازة كونها فترة راحة، معتبراً ان هذا الوقت خاص به، وأضاف انه يسعى الى الاستمتاع بالطبيعة، ولهذا يقصد الجبال ليرتاح من التعب اليومي. أما النشاطات اليومية التي يمارسها فتتمحور حول هواياته، ومنها مثلاً السباحة، واهم ما يسعى اليه مغربل هو التخلص من روتين الحياة اليومية، مشيراً الى أنه احيانا يبتعد عن القيادة ليرتاح منها، لاسيما ان القوانين تختلف وهذا يربكه ويزعجه.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news