المطبخ المكسيكي.. أطباق بنكهات طازجة

للمطبخ المكسيكي تاريخه العريق، الذي يعود إلى ما قبل الحقبة الإسبانية، ولطالما استطاعت الأطباق المكسيكية الغنية دائما بالمقادير المتنوعة والمذاقات المختلفة، أن تجذب إليها محبي الأطعمة من مختلف دول العالم، وتحول المطبخ المكسيكي إلى واحد من أشهر المطابخ العالمية.

ويشتهر المطبخ المكسيكي بالأطباق النباتية العديدة، والمزج الذكي بين المقادير لتكوّن مجموعة من الأطباق التقليدية الشهيرة. وتتفاوت المقادير التقليدية التي يعتمدها هذا المطبخ، بين الذرة، وأنواع الفاصولياء والفول، إضافة إلى الفلفل الحلو والحار، والطماطم المحلية، والأفوكادو، والكوكو.

ويعتمد المطبخ المكسيكي إضافة إلى ذلك على العديد من المقادير الطازجة، والخلطات والصلصات المعدة بشكل طازج والتي تباع حتى يومنا هذا في أسواق تقليدية، في جنوب البلاد تحديدا، إذ يمكن التمتع بالأطباق المكسيكية التقليدية الأصيلة، إضافة إلى ذلك المزج الذكي بين الأطعمة الحارة، أو المالحة ولمسات من الأطعمة الحلوة، مع اعتماد على مقادير من الفواكه الطازجة المغلفة بالكراميل، التي تتوافر أيضا في الأسواق، ما يجعل كثيرين من المكسيكيين والطهاة المشهورين منهم، يأملون بحصول مطبخهم على تقدير منظمة اليونسكو، في شهر نوفمبر المقبل.

ورفع الوعي بالتقاليد المطبخية وطرق وتقنيات الطهي التقليدية المهددة بالانحسار في المكسيك، مهمة تحرص مدرسة «فن حسن الأكل المكسيكي» في العاصمة مكسيكو سيتي تحقيقها، وهي المدرسة التي يديرها يوري ديكورتاري، وتهدف إلى تعليم الطلاب، على طرق وأنواع الأطعمة وتقنيات الإعداد التقليدية القديمة، وتاريخ المطبخ المكسيكي.

ويعتمد التعليم في المدرسة المكسيكية لفن حسن الأكل، على الطرق التقليدية في طهي الأطباق المكسيكية، إذ يعتمد الطلبة، على العجن والطحن بالمواد والمعدات التقليدية القديمة، مثل آلة الطحن المعدنية الثقيلة «ميتات» والتي يتم من خلالها طحن نواة الذرة لصنع عجينة الذرة اللزجة المعروفة باسم «نيكواتول»، أو طاجن العجن الطيني الكبير لإعداد الحساء السميك، أو من خلال إعداد طبق الـ«بانوتشو أكابولكوينو» المعتمدة على طبقتين من خبز التورتيا المحشوة بالتونا المتبلة.

ويرى صاحب مطعم بوخول، الشيف إنريكي أوليفيرا، الذي نجح في أن يصل إلى قائمة «إس.بيليغرينو» لأفضل 50 مطعما حول العالم في إبريل الماضي، أن وصول المطبخ المكسيكي إلى قائمة أفضل 50 مطعما حول العالم، أمر رائع جدا، ويثبت أن العالم في تغير، وأن الذائقة أيضا تتغير.

ويعتبر أوليفيرا، أحد الطهاة الرواد في تغيير النظرة المقولبة حول المطبخ المكسيكي واقتصار تفضيلها على المكسيكيين فقط، ويكفي إلقاء نظرة واحدة على المقادير الطازجة من فواكه استوائية مسكرة، وخضراوات منقوعة في صلصات وتتبيلات متعددة، والأنواع المختلفة من المخللات المحلية، والثمار وزهورها التي تضفي على الأطعمة طعمها الخاص جدا، والمرصوصة على أرفف المتاجر المحلية في الأسواق التقليدية في المكسيك، ليستشعر المرء غنى مطبخها، وتميز أطباقه بمقاديرها التي لا تنتهي.

الأكثر مشاركة