مشغولات بأنامـل محــترفة
تحظى منتجات الورش المهنية الخاصة بالفتيات المنتسبات إلى مؤسسة الشارقة للتمكين الاجتماعي، التي تعرض بشكلٍ دوري في معارض مختلفة، بإقبال جماهيري كثيف، لما تتمتع به من جودة عالية، ولمسات احترافية، إذ استطاعت المؤسسة أن ترتقي بمهارات المنتسبات عبر مشروع الورش المهنية الإنتاجية الخاصة بفتيات التمكين، الذي يعد أحد أهم مشروعات المؤسسة.
وقالت مديرة إدارة البحث الاجتماعي في المؤسسة، نوال ياسر، إن «المعارض الذي تنظمها المؤسسة تذهب عائداتها مباشرة إلى مشروع الورش المهنية الإنتاجية الخاصة بفتيات التمكين ومنتسباته»، مشيرة إلى مشاركة المؤسسة في معرض «الغاليريا» في وسط مدينة جبل علي بدبي، بلغت عائداته ما يقارب 11 ألف درهم، عادت للمشروع، الأمر الذي توقعته نوال مع ختام معرض المنطقة الحرة في دبي اليوم.
وأضافت نوال لـ«الإمارات اليوم» إن «المعرض الذي استمر ثلاثة أيام، أسوة بغيره من معارض (تمكين)، ضم منتجات شملت مشغولات الأقمشة اليدوية، التي تصممها فتيات المؤسسة، كالمفارش، وأطقم سجادات الصلاة، واكسسوارات المجالس العربية، والإكسسوارت النسائية، هذا إلى جانب باقة منوعة من المشغولات اليدوية»، لافتة إلى أن المشغولات التي تدرج ضمن مشروعات «تمكين» تعد أحد أهم منتجات مشروعات المؤسسة المهنية المقدمة لفتياتها، اللواتي يشاركن في إعدادها بورشة إنتاجية، تشمل تعلم فنون الخياطة والتصميم، وإنتاج العديد من المشغولات الحرفية الراقية.
خدمات تقدم مؤسسة الشارقة للتمكين الاجتماعي خدمات للمنتسبين من الأيتام وأوصيائهم، منها خدمات اجتماعية، نفسية، بيئية، مهنية وصحية، إضافة إلى التمكين الأكاديمي الذي يعد من أهم برامج المؤسسة، ويعنى بشؤونهم التعليمية، عبر توفير فرص دراسية جديدة للأيتام، ومنح لمتابعة الدراسة الجامعية، فضلاً عن توفير مستلزمات الدراسة، وتعليم وتأهيل المعاقين من الأيتام، ورعاية الموهوبين والمتفوقين. وتنظم المؤسسة مشروعات متنوعة لخدمة الأيتام، منها مشروع كفالة الأيتام، والحقيبة المدرسية، وبرنامج المتأخرين دراسياً، وبرنامج التأهيل المهني، إضافة إلى المساعدات الموسمية. |
مساعدة
ذكرت مدير إدارة البحث الاجتماعي، أن إدارة المؤسسة «أطلقت هذا المشروع قبل خمس سنوات، بهدف مساعدة الفتيات المنتسبات على استغلال وقت فراغهن، وإيجاد مصدر دخل لهن، لاسيما أنهن متوقفات عن الدراسة، وعاطلات عن العمل، وذلك من خلال إنتاج منسوجات ومشغولات يدوية تتمتع بجودة عالية وحرفية في الصنع، تنافس المعروض في الأسواق المحلية، وتسهم في إيجاد مصدر دخل لهن، إذ تعود أرباح المعارض التي تشارك فيهن الفتيات بمنتجاتهن إليهن». وأسهمت الورشة الإنتاجية تدريجياً في إجادة المنتسبات حياكة ونسج مشغولات ومنتجات منزلية، منها مفارش الطاولات وأطقم الصلاة النسائية، وبالتدريب المتواصل احترفت المنتسبات مهنة الحياكة، وتمكنّ من إتقان حياكة أطقم غرف النوم، وتطريز أغطية الوسائد ،وتفصيل إكسسوارات المجالس العربية، وفق نوال، التي أردفت «وبهدف تشجيع الفتيات المنتسبات للمشروع على الاستمرار فيه، لاسيما بعد أن وصلن إلى مرحلة الاتقان والاحتراف، قمنا بإنشاء مشغل دائم به، ينتج المنتسبات من خلاله أصنافاً متنوعة من المشغولات المنزلية التي تنافس المعروض المحلي في أسواق الشارقة، مع مراعاة جودة الحياكة وتنسيق الألوان، ومواكبة الموضة والأشكال العصرية، كما قمنا بتخصيص مكافآت شهرية لهن، ما أسهم في تطوير المشغولات والارتقاء بها، والعمل على استحداث منتج جديد في كل عام، وذلك بعد تنظيم جولات ميدانية مستمرة للاطلاع على منتجات السوق الملحية.
نجاح
أكدت نوال أن المشروع نجح في نقل منتسباته من مرحلة تقليد المنتجات إلى ابتكارها، من خلال التدريب المتواصل، الذي أهلهن إلى تصميم منتجات خاصة بالمناسبات كاليوم الوطني ورمضان، ما أسهم في زيادة الإقبال عليها بشكلٍ ملحوظ، وظهر جلياً في المعارض المختلفة التي يشارك فيها المشروع، لافتة إلى أن الفتيات يخضعن لدورات تدريبية وورش عمل دائمة، لتطوير مهاراتهن الحرفية وتحفيزهن على الإبداع والابتكار في التصاميم المنتجة.
وبعد النجاح الذي حققه المشروع، ابتكرت إدارة المؤسسة والمنتسبات، علامة تجارية مخصصة لمنتجات ومشغولات المشغل، أطلق عليها علامة «تمكين»، بهدف إعطاء هوية للمنسوجات وتثبيت الفتيات في السوق المحلية.
وشارك المشروع في مجموعة كبيرة من المعارض، التي أسهم التعاون الكبير للمؤسسات الحكومية والخاصة في نجاحها، ومنها معرض في مطار دبي، جمارك دبي، اتصالات الشارقة، وهيئة كهرباء ومياه في إمارتي دبي والشارقة، ودائرة التنمية الاقتصادية في دبي، ودائرة التخطيط والمساحة في الشارقة، وفق نوال، التي أضافت أن «التعاون الكبير الذي يحظى به المشروع من مختلف الجهات والمؤسسات الحكومية والخاصة، وتحديداً في دبي، لم يسهم في دعمه فحسب، بل عمل على تذليل الصعوبات كافة، التي كنا نتوقع مواجهتها».