المصمّمة الألمانية تعرض مجموعة من مقتنياتها النادرة في الشارقة

كريستيان ويبر: الطوابــع البريدية تذكارات تاريخية

كريستيان ويبر تتفاوض مع اتحاد الكرة في الإمارات لتصميم طوابع توثق هذه الرياضة الجماهيرية. تصوير: مصطفى قاسمي

ترى مصممة الطوابع البريدية الألمانية كريستيان ويبر أن الطوابع ترصد تاريخا، وتخلد كثيرا من الأحداث والمناسبات الكبرى، معتبرة أن عملية التصميم تحتاج إلى ذهن مبدع. وتسعى المصممة التي تعرض طوابعها النادرة حالياً في منتجع كورال بيتش في الشارقة، لابتكار سلسلة طوابع تذكارية حول لعبة كرة القدم الإماراتية، بعد أن زارت عدداً من الأندية المحلية. وقالت كريستيان عن بداياتها في مجال تصميم الطوابع البريدية: «إيماني الكبير باستمرارية قدرة الطوابع البريدية على تسجيل التاريخ، وتجسيد الأحداث، وعكس الواقع المعاش، رغم مرور ثلاثة عقود على ظهورها، دفعني إلى اقتحام مجال تصميمها، الذي بدأت أولى خطواته في عام ،2002 فعشقته أسوةً بعملية جمعها التي جعلتني أمتلك اليوم مجموعات لا يمكنني حصرها». وأضافت المصممة لـ«الإمارات اليوم» «بدأت تجربتي الفعلية في تصميم الطوابع البريدية مع عملي محققة صحافية مع شركة في روما تنتج أفلاماً وثائقية وروائية، وكنت أنتج فيلماً وثائقيا عن زيارة البابا لكوبا، وحينها قمت بابتكار طوابع وعملات كذلك خاصة بهذه المناسبة».

أخطاء

 تؤكد مصممة الطوابع البريدية كريستيان ويبر، التي تعرض مجموعة طوابعها النادرة حالياً في الشارقة، لغاية السبت المقبل، أن الطوابع التي تحتوي على أخطاء، تزيد أسعارها، وتصبح مطلوبةً من قبل هواة الطوابع البريدية، وتباع بأسعارٍ عالية للغاية في المزادات، مثل طابع جرونشي روزا في مجموعتها. وبينت أن هناك بالطبع أخطاء متعمدة أو طوابع مزورة تبتكر من أجل الباحثين عن تحقيق ربح، كتلك التي تستخدم صورة لأحد نجوم هوليوود على طابع لدولة إفريقية، لا علاقة لها بالنجم ولم يسمح لهم بذلك من الجهة المختصة، مشيرة إلى أن اتحاد البريد العالمي، ومقره الرئيس في برن، سويسرا، هو الهيئة الرقابية المختصة بالكشف عن مثل هذا التزييف.

شغف

ما إن بدأ شغف كريستيان بفن تصميم الطوابع البريدية يزداد حتى حرصت على تعلّم أساسياته وكل ما يتعلق به، وفق المصممة التي صممت حتى الآن ما يزيد على 150 طابعا بريديا بالتعاون مع فنانين آخرين. وتابعت «كان علي أن أتعلم كل شيء يتعلق بإنتاج الطوابع البريدية، حتى انني عملت على بعض الماكينات لكي أفهم كل الخطوات المختلفة الخاصة به، فمن المهم أن تسير عملية إنتاج تصميم الطوابع بالشكل الصحيح ابتداءً من الرسم، والألوان، والتثقيب وغيرها، وأي خطأ في المجموعة يعني تدميرها كاملة». وقالت كريستيان التي درست تاريخ الفن، التسويق والتصميم في إيطاليا، إن «إصراري على مواصلة التدريب ساعدني على الوصول إلى مرحلة الاتقان، التي أهلتني لاحقاً إلى افتتاح شركتي الخاصة، واختياري العمل لحساب منظمات وحكومات، لكنني أصر على جعل عقودي وسيلة لمتابعة هدفي في دعم ومساعدة قضايا إنسانية خيرية في الدول النامية»، مشيرة إلى أن عملية تصميم الطوابع البريدية، تحتاج إلى عقلٍ خلاق وذهنٍ مبدع قادر على تحويل المناسبات والأحداث المختلفة إلى صور ورسوم للذكرى، في فترة قد تكون قياسية، لاسيما في أحداث النجاحات الرياضية، أو في حالات الأفراح والأتراح المتصلة بالشخصيات المرموقة، كما هي حال جمعها، تحتاج إلى عملية بحث دقيقة حول الموضوع الذي يمثله، الأمر الذي يتطلب في بعض الأحيان السفر إلى المكان المعني من أجل إعطاء صورة واقعية عنه لتمثيلها.

كرة إماراتية

أفادت كريستيان بأنها تتفاوض حالياً مع اتحاد كرة القدم الإماراتي، حول ابتكار سلسلة طوابع تذكارية تتعلق بالرياضة الأكثر شعبية في الدولة، والتي تمثل عشقاً كبيراً لمختلف فئاته العمرية، وزارت بالفعل، أخيرا عددا من النوادي الكبرى في الإمارات، للتعرف إلى طبيعتها عن كثب، مضيفة «لدي رؤية واضحة ومحددة للغاية حول كيفية الترويج لكرة القدم الإماراتية وتاريخ نوادي كرة القدم المختلفة، عن طريق تجسيدها على الطوابع البريدية، ما إن أحصل على موافقة اتحاد كرة القدم الإماراتي والنوادي إلى جانب هيئة بريد الإمارات». وحول جمعها ما بين عملية تصميم الطوابع البريدية والعمل الخيري، ترى كريستيان أن «العمل الخيري يعد حجر الزاوية لكل أعمالي، التي أقوم في تصميم بعضها بالمزج ما بين فكرة التصميم والمشروع الخيري الذي أحرص على دعمه، وقمت بابتكار مجموعة من الطوابع البريدية التذكارية الخاصة، لمصلحة مشروع يشمل صناديق تمويل لعدد من المشروعات الإنسانية، خصوصا المتعلقة بالصحة والتعليم».

ومن مشروعات كريستيان الخيرية، طابع من أجل أفغانستان، ضمن مشروع لجمع الأموال بالنيابة عن منظمة الصحة العالمية بأفغانستان، واستخدمت الأموال لبناء مأوى للمرضى المصابين بالسل، ومعظمهم من النساء في إقليم باداكشان الأفغانية، هذا إلى جانب مشروع بمناسبة يوم الصحة العالمي 2005 خاص بالأم والطفل، لا يسعى الى الربح، نيابة عن منظمة الصحة العالمية بأوغندا، لتعليم وزيادة وعي الناس حول مرض السل، والجذام ونقص المناعة المكتسبة (الإيدز)، واستخدم ريع المشروع في تدريب العاملين في مجال الرعاية الصحية في المناطق الريفية.

وقالت كريستيان: «أعتبر طابع أوغندا، أقرب الطوابع التي قمت بتصميمها إلى قلبي، إذ ذهبت إلى هناك لألتقي الأشخاص الذين جسدتهم على الطوابع، التي ظلت شاهدةً عليهم رغم وفاتهم لاحقاً. هذا بالإضافة إلى مشروع أعمال تنقية المياه في كالكتا في الهند، لعمليات إزالة الزرنيخ في البنغال الغربية، بالتعاون مع مؤسسة تقنيات مياه سويسرية، وأطباء من ألمانيا وبنغال الغربية والهند».

تويتر