الأميرة تشارلين ترتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــدي عقد «دار طباع» وبجوارها الأمير ألبرت الثاني. من المصدر

مجوهرات لبنانية تـــُــزيّن عروس موناكو

حضرت البصمة اللبنانية في حفل زفاف الأميرة تشارلين ويتستوك إلى أمير موناكو ألبرت الثاني، الذي جرى أخيراً في الإمارة الصغيرة، إذ ارتدت الأميرة ووصيفتها وأمها، مجوهرات من إبداع دار طباع اللبنانية، ولفت عقد تشارلين الذي استوحته دار طباع من طبيعة إمارة موناكو الجميلة أنظار مختصين في الأناقة، ووسائل إعلام عالمية.

وقال مصمم المجوهرات اللبناني نجيب طباع، الذي قام بتصميم عقد الأميرة، إن «تصميم العقد المصنوع من الذهب الوردي عيار 18 قيراطاً مع الألماس واللؤلؤ، استغرق ثلاثة أشهر، مرت خلالها عملية التنفيذ بمراحل عدة، بدأت فور موافقة تشارلين على التصميم، تلاها لقاء في قصر موناكو لأخذ مقاسها للشروع في عملية التصميم، وبعد شهر ونصف كان اللقاء الثاني في جنيف لإجراء التجربة الأولى للعقد، الذي استحوذ على إعجابها منذ الوهلة الأولى».

تاريخ

ذاع صيت «دار طباع»، التي توفر تشكيلة واسعة من مجوهراتها في «مول دبي»، حول العالم بفضل مجوهراتها المميّزة المصنوعة بحسب الطلب، مع تصاميم خارجة عن المألوف ترسمها معادن ثمينة وأحجار كريمة. وانتقلت هذه الحرفة العريقة في عائلة طبّاع من الأب إلى الابن والحفيد على مدى قرن ونصف القرن، إذ ستحتفل الدار بعيدها الـ150 العام المقبل. ومازالت الدار شركة عائلية يديرها نبيل ونجيب طبّاع، وهما من الجيل الرابع والخامس على التوالي.

وتتمحور فلسفة «دار طباع» حول إنتاج أعمال فنية فريدة وملهمة تجمع ما بين اللمسات الأوروبية والشرقية، تضم أثمن الأحجار الكريمة في العالم وأندرها.

وتعتبر الدار التي تتخذ من جنيف وبيروت مقراً لها، من المؤسّسات القليلة في هذا القطاع، التي تتكفّل بكامل عملية إنتاج المجوهرات داخل منشآتها من البداية إلى النهاية، وبدلاً من أن تلجأ الدار إلى خدمات أطراف خارجية، فإنّها تعمد إلى تدريب وتوظيف حرفيين يتشاركون رؤية قائمة على اعتبار كلّ قطعة يعملون عليها كأنّها تحفة فنية.

وأضاف مدير «دار طباع» اللبنانية للمجوهرات لـ«الإمارات اليوم» أن «فكرة تصميم العقد تعود إلى تشارلين، فقد كنا نجهل ما ترنو إليه، لذا عرضنا صوراً مختلفة لأطقم جاهزة، إلى جانب تصاميم متنوعة قيد التنفيذ، ولم ينل إعجابها غير تصميم (إنفينيت كاسكيد)، وبناءً على ذلك قمنا بمناقشتها وإعطاء رأينا، بعد أن تعرفنا إلى رغبتها في تصميم يجمع ما بين الذهب والألماس واللؤلؤ».

انسياب

استوحت «دار طباع» تصميم عقد الأميرة تشارلين، الذي يزهو ببنية سلسلة مع تموجات تحيط العنق لتنساب أسفله، إذ تتربع حبات اللؤلؤ الأضخم حجماً مضيفةً بهيكليتها الفريدة، ومضة حساسة وبريقاً دافئاً يخطف الأضواء من حولها، استوحته الدار من طبيعة إمارة موناكو التي ما ان تسمع عنها حتى يتراءى إلى ذهنك منظر البحر الأزرق وأمواجه التي تزين الشاطئ بالأصداف ذات الأشكال المختلفة والألوان المتنوعة، وأطلقت الدار عليه اسم «إنفينيت كاسكيد» الذي يعني الانسياب اللامتناهي، وفق نجيب طباع الذي أوضح أن العقد يتكون من الذهب الوردي عيار 18 قيراطاً مع 1237 حبة ألماس بيضاء مستديرة، وبشكلٍ مستطيل، إجمالي وزنها بالقيراط يبلغ 56.67 قيراطاً، وست ألماسات بيضاء على شكل إجاصة، ويبلغ وزن اللآلئ المستخدمة فيه 143.76 قيراطاً. وتابع طباع «ليس باستطاعتنا تحديد أي قيمة فعلية أو تقريبية للعقد، ولا يمكننا الدخول في هذه التفاصيل، فإن مبدأ الدار، يقوم على عدم الإفشاء بأي معلومات تخص زبائننا، فنحن نحترم خصوصياتهم في هذا الموضوع، الأمر الذي يعد أحد الأسباب الأساسية لاستمرار نجاحنا في مجال تصميم المجوهرات على مستوى عالمي»، مستكملاً «نحن حقاً سعداء بهذا الانجاز الذي نضمه الى أسلافه، ونهديه إلى جميع اللبنانيين، فبكل صراحة أرى أن هذا الحدث مدعاة فخر للبنان أولاً وللدار ثانياً، إذ وصلتنا أصداء عالية الصوت من مختلف أنحاء العالم، الكل يهنئنا على هذا الانجاز لما فيه من روعة تصميم ودقة في التنفيذ ممزوجين بإحساس مرهف وأنيق، كما أصبحنا خبراً مهماً تتناقله وسائل اعلام مختلفة».

تصاميم ملكية

لم تقتصر بصمة «دار طباع» اللبنانية، في الزفاف الملكي، إذ لم تقتصر على تصميم عقد الأميرة تشارلين، بل تعدتها لتشمل تصميم المجوهرات التي ارتدتها وصيفة العروس، ووالدة العروس لينيت ويتستوك. وقال نجيب طباع «ارتدت وصيفة العروس وتدعى دوناتيللا كنيش دو ماسي عقداً وأقراطاً ملائمة من أحجار الزمرد والماس الأبيض، والعقد عبارة عن شكل قلب يلف العنق ويزحف نزولاً ليلتحم بوردة ربيعية من الزمرد، أما والدة العروس، فارتدت عقداً كلاسيكياً مؤلفاً من ثلاثة أدوار من الماس مع أقراط متدلية من ألماس بشكل إجاصة».

وبين طباع أن تصميمي وصيفة العروس ووالدتها، لا يشبهان تصميم عقد العروس، ولا يمكن تشبيه أي واحد منها بالآخر، فلكل تصميم سحره ورونقه الخاص، واختارت وصيفة العروس ووالدتها ما يناسب شخصيتها ويتلاءم وذوقها، وكانتا في غاية الأناقة ولكلتيهما إطلالتها المميزة وسحرها الخاص.

ولا تعتبر تجربة تصميم مجوهرات حفل زفاف الأميرة تشارلين على أمير موناكو ألبرت الثاني، الأولى بالنسبة لطباع «إذ سبق أن قمنا بتصمم مجوهرات خاصة لعائلات مالكة ومشاهير، ولنا تاريخ حافل يشهد على ذلك، وهناك مشروعات مستقبلية تتعلق بذلك، ولا تكتمل الأناقة إلا باختيار الحلي الملائمة، وهذا ما يصبو اليه عادة الملوك والمشاهير عندما يتوجهون إلى الدار».

الأكثر مشاركة