الشوكولاتة.. «عادلة» بين الفوائد والأضرار
تعد الشوكولاتة من أكثر أنواع الحلويات التي تجذب كثيرين، خصوصاً الأطفال، فيرغبون فيها ونجدهم يطلبونها في معظم الاوقات. ويقدم الاهالي الشوكولاتة للأطفال بكميات كبيرة، وقد تكون غير مدروسة، وقد تدخل الشوكولاتة في نظام تربية الأطفال، فتصبح نوعاً من أنواع المكافآت التي تمنح لهم، أو يحرمون منها عقاباً على عدم انتهاجهم السلوك الجيد. وعلى الرغم من أن الشوكولاتة معروفة بمدى فوائدها وبكونها مادة تسبب السعادة، إلا أن خبراء يؤكدون ان «فوائدها تعادل أضرارها»، وأن ادمان الطفل عليها يعود الى طعمها اللذيذ فقط، لذا لابد من الحرص على تحديد الكميات المتناولة.
وقالت الصيدلانية وخبيرة المكملات الغذائية، سمر بدوي، إن «اعداداً قليلة من الأطعمة تؤدي الى الشعور نفسه الذي يصله المرء بعد تناوله الشوكولاتة، لكن هذا الشعور غالباً ما ينتشر عند النساء وليس الاطفال». ولفتت الى ان احد الانماط الخاطئة التي يتبعها الاهالي، هي مكافأة الطفل بالشوكولاتة، وبالتالي يصبح لدى الطفل إدمان على هذه المادة، موضحة ان الشوكولاتة مصدرها الاساسي الكاكاو، وقد كانت قبائل تقايض وزن حبوب الكاكاو بالذهب، وهذا كان يشجع الناس على البحث عنها وزراعتها، وكان يتم تناولها من قبل الاغنياء فقط، لانهم كانوا يعتبرونها مشروب الطاقة، خصوصاً الطاقة الجنسية، لانهم كانوا يتزوجون كثيراً.
إدمان الأطفال على الشوكولاتة وجّه خبراء نفسيون واختصاصيو تغذية الى بعض الخطوات التي من شأنها التخفيف من إدمان الطفل للشوكولاتة، ومنها: تحسين العادات الغذائية عند الاطفال، وتقليل اعتماد الوجبات السريعة، والاكثار من الحبوب والخضار. التعرف الى الاحتياجات الغذائية للطفل حسب عمره وجنسه من خلال الكتب واختصاصيي التغذية. عدم حرمان الاطفال من المأكولات التي يرغبون فها، لكن شرط تقديمها بعد الوجبات وبكميات قليلة. الابتعاد عن استخدام الطعام وسيلة عقاب وثواب في تربية الطفل، فهذا يرسخ في ذهنه ان هذه الاطعمة وتحديداً الشوكولاتة أهم من غيرها من المأكولات. |
مضادة للأكسدة
قالت بدوي إن الشوكولاتة تحتوي على عناصر مضادة للأكسدة، ومن ضمنها المغذيات والكالسيوم، والبوتاسيوم والفيتامينات، ومنها فيتامين اي، لأنها تحتوي على زبدة الكاكاو. وشددت على انها تعد من الاكلات التي تسبب الفرح عند الاطفال، لأنها غنية بالمغنيزيوم، وهو معروف بتأثيره في استرخاء الاعصاب، وتفرز بالتالي مواد تساعد على تحضير الاندروفين وتساعد على منح المرء بالشعور بالسعادة. ونوهت بدوي الى انها تحتوي على سعرات حرارية مرتفعة، لاسيما التي لا تكون داكنة، منوهة الى أنه كلما زاد لون الشوكولاتة غمقاً، وكلما زاد طعمها مرارة كانت مفيدة أكثر للجسم.
ولفتت الى وجود انواع متباينة من الشوكولاتة، ومنها التي تم فيها تحديد نسبة السكر، فقد خفضت نسبة السكر فيها، كما أن هناك بعض الانواع التي تم اعتماد بدائل السكر فيها. وأشارت الى ضرورة الحذر من تقديم الشوكولاتة المصنعة ببدائل السكر للأطفال، لأنه لا يمكن أن يعود الجسم على هذه المادة، إذ يجب تعويد الأطفال على المواد الطبيعية أكثر. ولفتت إلى أن المقدار الامثل للشوكولاتة التي يجب أن تقدم للأطفال، ان كانوا يتناولونها بشكل يومي، هي نصف اصبع من الشوكولاتة، مع الحرص على تقديم أغذية له طوال النهار، ثم الابتهاد عن تقديم الشوكولاتة مساء، لأنها تسبب الارق للطفل، وبالتالي لابد من الحرص على تقديمها في وقت يكون بمقدور الطفل حرق سعراتها الحرارية عبر الحركة.
كاكاو
اعتبرت بدوي أن ليس من الخطأ أن يعتاد الاطفال على تناول مشروب الكاكاو، فيكون أفضل من تناول الشوكولاتة، لاسيما انه يضاف إليه الحليب، وكذلك لديه الكثير من الفوائد، ومنها تنشيط الذاكرة والتركيز، فالكاكاو يحسن عمل الدماغ.
وأكدت أن معدل الغذاء اليومي للأطفال يجب أن يقسم بحسب الهرم الغذائي، لتناول الاطعمة والحلويات والنشويات، وبالتالي لابد من وجود وعي صحي، لأنه في النشويات هناك نسبة من السكريات، وبالتالي قد تقدم الام قطعة من الكيك، ونصف رغيف خبز، ومعكرونة، وأرز في اليوم نفسه. وهذا خطأ لأنها جميعها تتحول الى سكر في الجسم، وعلى الام ان تنتبه الى كميات السكر التي تدخل جسم الطفل، كي لا يتعرض للامراض أو السمنة.
وأشارت بدوي الى وجوب الحرص على نوعية الاطعمة التي تقدم للطفل كونه في مرحلة بناء الجسم، وبالتالي على الأم ان تكون حريصة في ما تقدم للأطفال، فلا تمنحهم الكثير من السعرات الحرارية على حساب الفائدة. ولفتت الى انه على الرغم من كون الشوكولاتة مادة مفيدة للذاكرة، وكذلك للتحفيز على السعادة، إلا انها تعد من المواد المضرة كونها مشبعة بالدهون، لهذا تحمل عدداً أكبر من السعرات الحرارية، وبالتالي فإن تناول مكعب او اثنين يحقق الشعور بالسعادة. وأوصت في الختام بوجوب قراءة المغلفات قبل تناول أي نوع من الطعام، لمعرفة مدى مناسبته لسن الاطفال.
تأثير
قال الاستشاري في الطب النفسي، الدكتور علي الحرجان إن «الشوكولاتة السوداء والمرة، لها تأثير واضح وايجابي في النفسية، فهي تشعر المرء بالارتياح، لكنها ليست معالجاً لحالات مرضية كالاكتئاب وان اخذت بكميات كبيرة». ولفت الى ان الكميات القليلة تكون كالأعشاب لها فوائد، لكنها لا تعالج.
وشبه الحرجان الشوكولاتة بالشاي بعد الاكل، أو الاعشاب التي تساعد على ازالة بعض الآلام، التي يجب تناولها بكميات متواضعة، وليس أن تكون هناك حالة من الادمان عليها. وشدد على وجوب عدم فهم المادة بشكل خاطئ، موضحاً أن الشوكولاتة تحتوي على بعض المكونات التي تحفز الخلايا في الدماغ، وبالتالي تشعر المرء بالنشاط، لذا لابد من تناولها باعتدال.
أما في ما يخص تعلق الاطفال بهذه المادة، فقال انه غير ناتج عن ادمان الشكولاتة كمادة، وإنما نتيجة تعلق الأطفال بهذا الطعم اللذيذ، ونتيجة التربية الخاطئة التي تعود الطفل على المكافآت بالحلوى. ولفت الى أن تأثير الشوكولاتة على الاطفال حالها حال تأثير أي غذاء لذيذ، ولكن الاثر النفسي العميق يكون لديهم، لانهم يشعرون بأنها مكسب كبير، لهذا يشعرون بفرح عارم بعد تناولها.
ولفت الى انه في السويد يتم تعويد الاطفال على تناول الشوكولاتة مرة في الاسبوع، وبالتالي لا يتناولونها بقية الاسبوع، وهذا الاصح كونهم يمنعون ادمانهم هذه المادة التي تعد من المواد الضارة أيضاً، لاسيما أن الطفل في مرحلة تكوين للجسم ومن الممكن ان يتعرض للسمنة.