تجميع السيارات.. هواية الأثرياء
لطالما كانت «السيارات المجمعة» هواية شائعة لعاشقي السيارات، الذين يشترون المكونات المختلفة لسيارة ما من الشركة المصنعة ثم يقومون بتجميع السيارة بأنفسهم. هذه الهواية تمثل خطوة أكبر من الأعمال المعتادة التي يثق أصحاب السيارات بقدرتهم على القيام بها في سياراتهم، مثل إصلاح ثقب في الإطار أو تغيير الزيت. يقول مصمم السيارات الألماني بريند ميشالاك، الذي لايزال يتذكر أيام مجد السيارات المجمعة: «هذا المفهوم يرجع تاريخه إلى نحو قرن، فقد نشأت هذه الفكرة في بريطانيا نتيجة لثغرة ضريبية»، وينظر الكثيرون إلى أنها صارت هواية الأثرياء فقط.
فالسيارات المجمعة حديثاً كانت تخضع لـ«ضريبة شراء» عالية، بينما كان من الممكن لأي شخص شراء مكونات السيارة بنفسه دون دفع أي ضرائب تقريباً، ومن ثم بدأ الكثير من سائقي السيارات في تجميع مركباتهم بأنفسهم، في ظل وجود أكثر من 300 شركة توفر مكونات السيارات، كما أوضح ميشالاك.
وسرعان ما شاعت فكرة تجميع المرء سيارته بنفسه خارج حدود إنجلترا، لاسيما بين عاشقي السيارات الرياضية الذين صنعوا - على سبيل المثال - على مدار الأعوام أعداداً لا حصر لها من السيارة «لوتس سيفن» على مر السنين في ورش مختلفة حول العالم. رغم ذلك، فإن بعض المشكلات قد تظهر في تسجيل السيارات المجمعة، فعلى سبيل المثال، يمكن أن تصل تكلفة عملية التسجيل في ألمانيا أحيانا إلى 10 آلاف يورو (14500 دولار)، رغم أن قانونا صدر قبل عامين، ينص على أن المنتجين يمكنهم تسليم مكونات نالت الموافقة مسبقاً، قد يحسن من الوضع قليلاً. وكان رد فعل العديد من الشركات والتجار إزاء ارتفاع تكلفة تسجيل السيارات المجمعة أن تركوا المجال برمته.
ويقول روبرت بورخاردت، من شركة «آر.سي.بي-فارتسيوج» المحدودة الذي طورت شركته سيارة من طراز «لوتس سوبر سيفن»: «بدأنا لتونا بيع سيارات مجمعة». ويشير بورخاردت إلى أنه في حال دفع العميل 39900 يورو مقابل مكونات السيارة على الموقع الإلكتروني، فإنه يتم إضافة نسبة 10٪ للسعر النهائي للسيارة بعد اكتمال تجميعها. حتى شركة «كاتيرهام» البريطانية الشهيرة لصناعة السيارات تبيع الآن سيارات مجمعة بصورة حصرية تقريباً في السوق الألمانية، بسعر يتراوح بين 30 و60 ألف يورو، ولاتزال شركة «كيرت هوفمان» لاستيراد قطع غيار السيارات تقدم سيارات مجمعة لعملائها بسعر يقل عادة بنحو ثلاثة آلاف يورو عن سعر السيارات الجاهزة، ومع ذلك يقول هوفمان، إن تجميع سيارة يستغرق نحو 100 ساعة، ويتطلب مهارة عالية.
ولا تكون السيارات المجمعة دائما قائمة على تصميم «لوتس سوبر سيفن» أو «ايه سي كوبرا» أو «فورد جي.تي 40» على سبيل المثال، فهناك السيارة «سي7» التي صممها ميشالاك، فالسيارة المكشوفة الحديثة ذات المقعدين التي صممها ميشالاك تقوم من الناحية الفنية على تصميم السيارة الذكية.
وقد دشن المصمم الألماني هذا الطراز لأنه شعر بأن الوقت قد حان لإطلاق سيارة جديدة يمكن للمرء تجميعها بنفسه، في عصر تتنامى فيه طريقة «اصنعها بنفسك».
وقد باع ميشالاك ما يقرب من 30 سيارة مكشوفة حتى الآن، بتكلفة نحو 15 ألف يورو تقريباً لكل سيارة.
ويمكن استكمال عملية التجميع في غضون أسبوعين، ولا تتطلب معدات لحام أو منصات رفع.
ويقول ميشالاك إن «أي شخص يمكنه العمل بالمسامير ومفاتيح الربط لن يجد مشكلة في (تجميع) «سي7»، بيد أن كبرى شركات تصنيع السيارات في العالم تنأى بنفسها في الغالب عن سوق السيارات المجمعة، باستثناء شركة «شيفروليه» الأميركية التي توفر لعملائها ما تطلق عليه اسم «تجربة تصنيع المحركات» للسيارة «كورفيت».
وتقول كارل بيكلمان، من مركز تجميع المحرك التابع لشركة «جنرال موتورز» في مدينة ويكسوم بولاية ميتشيغان الأميركية بالقرب من ديترويت: «أي واحد منا يشتري سيارة (كورفيت جراند سبورت) أو (زد 06) أو (زد.آر1)، يمكنه تجميع المحرك بنفسه».
ويتكون المحرك ذو الأسطوانات الثمانية من 100 جزء و250 مسماراً، ويستغرق تجميعه خمس ساعات إذا تمت عملية التجميع تحت إشراف خبير محترف مثل رايك ماكبرايد، الذي يستمتع بدوره التعليمي الجديد.
يقول ماكبرايد مازحاً «عندما تجمع نحو 4000 محرك ذي ثمانية أسطوانات مثلما فعلت، فإن هذه ستكون تسلية ممتعة».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news