كثير من المسلسلات والسهرات.. وقليل من التواصل العائلي

تسالي رمضان تجور على حق الأسرة أحياناً

البعض يلجأ إلى التسوّق نوعاً من التسلية وتمضية الوقت في رمضان. أرشيفية

تتباين النشاطات غير الاعتيادية التي تدخل ضمن نطاق ما يسمى بـ«تسالي رمضان»، إذ يعمد كثيرون إلى تمضية الوقت في نشاطات تختلف ما بين التواصل العائلي، والمشي، والقراءة، ومتابعة البرامج التلفزيونية والدراما الرمضانية، أو حتى التسوق.

ويختلف تأثير النشاط الذي يختاره المرء من شخص لآخر، في طبيعة حياته اليومية، وكذلك طبيعة التواصل مع الآخرين والمحيطين به. وبينما ترى بعض الزوجات ان هذه النشاطات تخفف من التواصل مع الزوج، يرى معظم الذين استطلعت «الإمارات اليوم» آراءهم أن هذه النشاطات من شأنها تعزيز التواصل الاجتماعي والترابط الأسري.

وتقول المصرية صباح جميل: «أعتقد أن التسالي التي يلجأ إليها البعض مفيدة في جعل النهار أقصر، فهم يجدون أنفسهم قادرين على تمضية الوقت بأسلوب ممتع». وترى ان النشاطات تتنوع من شخص لآخر، فبينما يلجأ البعض الى مشاهدة التلفزيون، يعمد آخرون الى الاستمتاع مع العائلة أو حتى المشي، وكل هذا من شأنه تعزيز العلاقات الأسرية، وتعزيز التواصل.

من جهته، يشير الأردني أحمد مرعي، إلى أن حياته تبقى عادية في هذا الشهر، فهو لا يزيد أي نشاطات على برنامجه، باستثناء القيادة التي تزداد قليلاً، اذ يسلك الطرق الأبعد والأطول ليسلي نفسه بالقيادة، مفترضاً ان «الحياة يجب أن تبقى على حالها في هذا الشهر، وليس هناك من مبرر للتغيير أو التعديل في مجراها اليومي».

عادات

يقول مدير مركز الاستشارات النفسية في دبي، الدكتور محمد النحاس، إن «كل المفاهيم التي تنتشر بين كثير من الأسر غالباً ما تكون خاطئة أو فيها شيء من عدم الصحة، فمثلاً يقوم البعض بتسلية الصيام بنشاطات تباعد بين أفراد البيت، علماً بأنه يفترض أن تقربهم من بعضهم بعضاً»، مشيراً إلى ان شهر رمضان يعد أكثر الشهور المميزة بالتواصل الذي يوجد بين افراد العائلة، وكذلك في نشر الرحمة والود والحنان في المنزل، من خلال العطف على الزوجة والأولاد والأم.

ويلفت إلى ان بعض الزوجات يعانين الصمت الزوجي في شهر رمضان، وهذا يكون سببه ابتعاد الأزواج عن التواصل من خلال الأحاديث اليومية والكلام، والاكتفاء بتمضية الوقت بالتسالي لقطع النهار، رغم انه يفترض أن تزيد علاقتهم، لاسيما بسبب التجمع على الإفطار، مشدداً على ان «من مهام الرجل الأساسية ان يقدم لزوجته العطف والحنان، وأن يكون مصدر الألفة والسعادة في الأسرة».

تسوّق

الجزائرية أمينة سوسي، تميل أكثر إلى التسوق في هذا الشهر، وزيارة المراكز، إذ تشعر بالرغبة بشراء الفاكهة الطازجة، والخضراوات، وتقصد السوق بشكل يومي، وهذا ما لا تفعله في الأيام العادية، مضيفة «رغم ذلك لا أنصح السيدات بكثرة التسوق أو اعتماده للتسلية، لأنه يزيد من مصروفهن، وأرى ان النشاطات اليومية لا تبعد الأزواج عن بعضهم بعضاً، بل على العكس يجتمعون في الكثير من الأوقات ويتسلون معاً. وتعتبر أمينة دوامات العمل القصيرة مشجعة اكثر على اجتماع العائلة والاهتمام بقضاء وقت نوعي بين أفراد الأسرة، وهذا من شأنه أن يقوي العلاقات ما بين الأفراد، مشددة على أن شهر رمضان يعد فرصة للأزواج ليستمتعوا بتجهيز الطعام معاً، لاسيما انهم يكونون في الوقت نفسه في المنزل، وهذا لا يكون سهلاً في غير رمضان.

أما الأردني عمر عبدربه، فأكد أنه شخصياً يدخل العبادة في الجدول اليومي بشكل أكبر، فيزيد من قراءة القرآن، ويكون أقرب إلى الله، مشيراً إلى أنه لا يعتقد أن مثل هذه العادات تؤثر سلباً في التواصل بين أفراد الأسرة أو الأصدقاء بسبب قيام الجميع بهذه الواجبات.

نشاطات

بينما ترى اللبنانية منى الحسيني، أن من بين النشاطات التي تزيد في شهر رمضان بالمنزل بعض الألعاب التي يجتمع عليها أفرد الأسرة، ويتشاركون في تمضية الوقت، مشيرة إلى أن هذه الأوقات الممتعة بالنسبة للعائلة ليست متوافرة طوال العام، وهي جيدة للأطفال، فهم قلما يجتمعون مع والدهم طوال النهار. وتجد ان «بعض الأحاديث تخف في رمضان، ويقل التواصل مع الزوج». فيما يشير المصري أحمد محمود، إلى أنه غالباً ما يقوم بتمضية الوقت بالسير داخل مراكز التسوق بسبب الطقس الحار، منوهاً بأنه يحرص على عدم التبضع، ولكن فقط يمشي ليشعر بأن الوقت يمضي بسرعة، معترفاً بأنه يشعر بأنه يبتعد قليلاً عن الأسرة في هذا الشهر، لكن في فترة ما قبل الإفطار فقط، إذ غالباً ما تكون ساعات ما بعد الإفطار مخصصة للاجتماعات العائلية والزيارات والتواصل مع الأقارب.

أما العراقية لميس مزهر، فتقول إن «النوم يعد من أكثر الأمور التي تدخل حياتي بشكل غير اعتيادي في شهر رمضان، إذ أحرص على الاسترخاء كثيراً في فترة ما بعد الظهر، لأنها الفترة التي تسبق الإفطار وأشعر فيـــها بالتعب»، مشيرة إلى أن زوجها يقوم بالشيء نفسه، إذ «يعود من عمله وينام لساعات بعد الظهر، وهذا يؤثر في طبيعة السهرات التي تمتد بيننا إلى ما بعد منتصف الليل، وهذا يعزز التواصل بيننا كأسرة، إذ في الحياة العادية يأخذنا العمل وتغيب سهراتنا العامرة».

تويتر