تتبدل علاجاتهم في شهر رمضان.. وتخصص لهم أنظــمة غذائية

مرضى السكري.. استـشارة الطبيب ضمانة لصيام آمن

50 مليون شخص ممن يصومون رمضان مصابون بداء السكري. غيتي

أظهرت بحوث ودراسات طبية أن ما يزيد على 50 مليون شخص ممن يصومون شهر رمضان مصابون بداء السكّري، مشددة على أن على هؤلاء الأشخاص اتباع أنظمة غذائية معينة، والالتزام بنصائح الأطباء بعناية، والاطلاع بشكل دائم ومستمر على نصائح خبراء الرعاية الصحية.

وقال الاستشاري في الغدد الصماء ومرض السكري في مدينة الشيخ خليفة الطبية، الدكتور سالم العريفي «يجب على مرضى السكري الذين ينوون الصيام استشارة طبيبهم، لمناقشة أي تعديلات ضرورية في نمط الحياة أو تغييرات في طرق العلاج».

وأضاف في نشرة تتضمن «حقائق حول صيام رمضان»، ومجموعة من النصائح للمصابين بالنوع الثاني من داء السكري، تساعدهم على تجنب أي مخاطر صحية محتملة خلال الصيام، أضاف «ينبغي لمرضى السكري حال الصيام متابعة مستويات السكر بالدم بصورة متكررة أثناء نهار رمضان، إضافة إلى اتباع نظام حمية متوازنة في السحور والإفطار، وممارسة تمارين رياضية خفيفة إلى متوسطة، للمحافظة على النشاط البدني المعتاد».

حلوى

ذكرت رئيسة قسم التغذية في مستشفى القاسمي لطيفة راشد، انه يمكن لمريض السكري تناول السكر بحسب توصيات الجمعية البريطانية والأميركية للتغذية بنسبة معينة، معتبرة أنه يفضل التركيز على الأطعمة الصحية «وإن اراد المريض تناول قطعة حلوى، عليه أن يعرف عدد غرامات الكربوهيدرات التي تحتويها الحلوى، وبالمقابل يحذف صنفاً من أصناف الطعام التي تحتوي على عدد الغرامات نفسها من الكربوهيدرات، شريطة ألا يتكرر ذلك بصورة دورية، لان معظم الحلويات تتميز بارتفاع محتواها من الكولسترول والدهون والسعرات الحرارية».

يذكر أن النشرة التي أصدرتها شركة ميرك، المتخصصة في مجال الرعاية الصحية، استندت إلى توصيات الجمعية الأميركية لداء السكري، ونصائح لمجموعة من الأطباء وخبراء الرعاية الصحية في المنطقة، إضافة إلى إجراءات وسبل التعامل بفاعلية مع داء السكري أثناء الصيام.

ويحتاج المصابون بداء السكري، حسب النشرة، إلى تناول العقاقير والأدوية بجرعات مختلفة، حسب إرشادات الطبيب المختص، إلا أن صيام شهر رمضان الكريم والامتناع عن الطعام والشراب يتطلب من الصائمين تأخير تناول العقاقير إلى ما بعد الإفطار، وبالتالي تغيير طريقة العلاج بما يتناسب مع طقوس الشهر الكريم.

أنواع

بينما من جهتها، قالت رئيسة قسم التغذية في مستشفى القاسمي، لطيفة راشد، إنه «ينبغي البدء بسؤال ما إذا كان يمكن لمريض السكري الصيام أم لا. ويجب معرفة نوع مرض السكري المصاب به المرء، فإذا كان المرض من النوع الأول الذي يعتمد في علاجه على الأنسولين، فقد يتعذر على المريض الصيام لأنه معرض للإصابة بهبوط السكر في الدم، ما يؤدي بدوره الى تكوين الأحماض الكيتونية في الدم».

وأشارت إلى أن من الممكن أن يسمح الطبيب لمرضى النوع الأول بالصيام، إن كانوا يأخذون جرعة أو جرعتين من الأنسولين، وينبغي مراقبة نسبة السكر في الدم في اليوم التالي باستخدام جهاز قياس مستوى السكر قبل السحور وقبل الفطور وبعده، وفي وقت العصر تجنباً لحدوث أي انخفاض أو ارتفاع في مستوى السكر». واعتبرت أن الاشخاص الذين يعانون من عدم انتظام مستوى سكر الدم (الأطفال، الحوامل)، إذ من غير الممكن تغير نمط علاجهم، يتعذر عليهم الصوم.

جرعات

بالنسبة للأشخاص المصابين بمرض السكري من النوع الثاني، الذي يكون غير معتمد على الأنسولين، أو سكر البالغين، فالأفضل لهم، حسب لطيفة راشد، الصيام، خصوصاً إن كانوا مصابين بالسمنة، لكن عليهم اخذ الدواء الموصوف من قبل الطبيب المعالج. ولفتت لطيفة الى أن الجرعات التي تعطى من الممكن ان تكون جرعة واحدة تؤخذ مع الإفطار، أو جرعتين تؤخذان في الإفطار والسحور، مع اخذ الجرعة الأكبر في الإفطار، وتخفيفها في السحور، تجنباً لحدوث أي انخفاض أو ارتفاع لمستوى السكر في الدم. وذكرت أنه يوجد مرضى يتعذر عليهم الصيام، وهم الذين يعانون الفشل الكلوي وارتفاع مستوى الكرياتينين في الدم واعتلال شبكية العين واعتلال الأعصاب وأمراض الجهاز الوعائي.

أما في حال الإصابة بانخفاض مستوى السكر في الدم، فأشارت لطيفة الى مجموعة من الأعراض تظهر عند المريض، منها التعرق والرعشة والدوار، وعدم التركيز، والشعور بالنعاس، والعصبية، وزيادة ضربات القلب، والشعور بالجوع الشديد، مشددة على انه عند حدوث هذه الأعراض يجب على المريض قياس نسبة السكر في الدم، فإذا كانت أقل من 70 يجب تناول 15 غراماً من الكربوهيدرات بتناول السكاكر أو قطع من السكر أو نصف كوب من العصير، وبعد 15 دقيقة ينبغي قياس مستوى السكر، فإذا كان لايزال منخفضاً فعلى المريض أخذ 15 غراماً من الكربوهيدرات، وإذا كان المستوى طبيعياً يجب تناول وجبة خفيفة محتوية على الكربوهيدرات والبروتين، كسندوتش جبن مع كوب حليب قليل الدسم، وقياس مستوى السكر مرة أخرى.

أما الأعراض التي تصاحب ارتفاع مستوى السكر فتتمثل في الشعور بالعطش، وزيادة عدد مرات التبول، والغثيان والتقيؤ، إضافة إلى الجفاف، وصعوبة في التنفس.

تويتر