خلال أسبوع باريس لموضة السهرة الراقـــية 2011

غولتيير.. « بحيرة البجع » بلمسات المصمم الشقي

صورة

قد يستحضر المرء مشاهد رومانسية وشديدة الكلاسيكية في مخيلته عند الحديث عن باليه «بحيرة البجع»، أحد أشهر روائع الموسيقار تشايكوفسكي، التي ألفها عام ،1887 إلا أن الأمر لم يكن كذلك على منصة عرض أكثر مصممي الأزياء الفرنسية تمرداً وشغباً، جان بول غولتيير، الذي يوصف بـ«الفتى الشقي للموضة الفرنسية»، مستوحياً منها مجموعته الأخيرة لخريف وشتاء 2011 ـ 2012 لملابس السهرة الراقية «هوت كوتور»، خلال أسبوع باريس للموضة، الذي اختتم، أخيراً، ولكن بطريقته الخاصة المتمردة جداً.

من الباليه الأشهر في تراث الموسيقى العالمية، كحال «الجمال النائم»، و«كسارة البندق»، رسم غولتيير لوحته الخاصة، شديدة الفخامة، الغنية في تفاصيلها المترفة، وعلى الرغم من ذلك الكم من الفانتازية المتكلفة التي عززها المصمم في إكسسوارات الشعر وتسريحاته، وتلك اللمسة الفرنسية الفنية للماكياج المغوي، فإن ذلك لم ينتقص من المجموعة تميزها الشديد وأناقتها الأوروبية، التي حملت لمسات غنى شرقي، من عباءات مخملية تزيّنت بالكريستال والأحجار، وأخرى بدت أقرب إلى العباءة الخليجية السوداء، مزيّنة بقلنسوة غطت الرأس، كل ذلك، مع مجموعة كبيرة من الفساتين الناعمة، والتنانير المتموجة الراقصة بانتفاخها الاستعراضي، وأطقم التاييرات من سترات وتنانير، وقمصان وسراويل، ومعاطف، في تنوع شديد ربما، لكن لم يخرج عن خط واضح وبصمة متطرفة جمعت تصاميم المجموعة المكوّنة من 60 قطعة.

يومي وسهرة

تفاوتت التصاميم بين تلك اليومية العملية، وتلك الراقية من أطقم فخمة قد تصلح للاجتماعات المهمة، إضافة إلى فساتين السهرة، من دون أن يخفي لمسته المجنونة، مزيناً التصاميم بلمسات متطايرة من ريش، وأذيال وكشكشات متراقصة، إضافة إلى الكثير من التجريدية في عدد من التصاميم المناسبة للسهرة التي رسمت بالخامات المقصقصة والمكسرة والملتفة في دوامات أنماطاً ومزاجات فنية دراماتيكية، أعطت لـ«بحيرة البجع» ذلك السحر والغموض والسوداوية التي غالباً ما تلفه، من دون أن يتناسى بطلة الباليه، تلك البجعة السوداء الخارقة، معتمداً الكثير من الأسود، والكثير من الأذيال، والكثير من الفتنة الغامضة.

معاطف سحرية

أعاد غولتيير في هذه المجموعة، ذلك السحر المسائي للمعاطف التي تنوعت وتفاوتت في تصاميمها وأطوالها والخامات المستخدمة فيها، مركزاً تحديداً على قصة معطف المطر التقليدي المعروف باسم «ترنش كوت» بياقته وأزراره الكبيرة وأحزمته القماشية المشابهة للمعطف، إلا أنه أضاف لمسة تطوير على تلك المعاطف من خلال التنويع في الخامات التي بدت أقرب لخامات السهرة.

كما أنه فضل في أحد التصاميم أن يحوّل المعطف إلى فستان طويل للسهرة من قماش «الشيفون»، وإضافة تعديلات على قصاته التي بدت أكثر ضيقاً ونحولاً عند الخصر، وركز المصمم الفرنسي طاقاته على تقديم مجموعة من السترات شديدة الابتكار، ارتدتها العارضات مع سراويل ضيقة، وأخرى واسعة.

على الرغم من أن أسبوع باريس للموضة لهذا الموسم كان مخصصاً لفساتين السهرة الراقية «هوت كوتور»، فإن المصمم قدم مجموعة كبيرة من القطع التي غالباً ما يشهدها الملاحظ في أسابيع الموضة الخاصة بالملابس العملية، «ريدي تو وير»، فلم يكتفِ بمعاطف المطر في مجموعته الأخيرة، بل أضاف إليها أيضاً مجموعة كبيرة من السترات الجلدية اللمّاعة، التي بدت أيضاً مناسبة للمطر، من دون أن يتناسى لمساته الفانتازية التي أضاف من خلالها ديكورات من الريش والفرو الناعم.

سهرة

على الرغم من إضافة غولتيير لكثير من القطع العملية في مجموعة خاصة بالسهرة الراقية، فإنه استطاع أن يتلاعب بذكاء في اختيار الخامات، التي كسرت عملية وبساطة القطع اليومية، التي بدت أقرب إلى المسائية المناسبـة للسهرة بسبب الخامات المسائية الراقية التي تعامل معها المصمم، معتمداً خامات ثقيلة فخمة مثل المخمل، والجلد، والفرو، والريش، إضافة إلى تلك الحريرية الناعمة مثل «الشيفون»، و«الأورغانزا» الحريرية اللماعة، و«الساتان»، و«الموسلين»، و«الجرسيه»، و«التول»، و«الدانتيل»، و«الحرير»، ولمسات من جلد «الشمواه» و«الكشمير» الطبيعي.

طبيعة

كان من الطبيعي أن يسود المجموعة الكثير من الغموض، وذلك السحر المغوي للبجعة السوداء المتشحة بلونها المميز، إضافة إلى باليتة أخذت من ألوان الباليه تدرجاته، بين البني، ودرجات الأخضر الداكنة، ولمسات من الأحمر الجريء، والرمادي، والبيج الرملي، والذهبي، والأبيض، ومجموعة من الخامات المقلمة التي، وتلك المطبعة بضربات من ألوان زاهية زينت أحد الفساتين.

إكسسوارات

احتاج غولتيير في هذه المجموعة إلى كثير من الإكسسوارات التي زيّنت الشعر بالريش النافر، الذي أُضيف على تسريحات الشعر المسحوبة إلى أعلى، إضافة إلى مجموعة من الأحزمة الرفيعة والعريضة الجلدية، وحقائب سهرة يدوية، من دون أن ينسى المصمم أن يضيف لمسـة الباليـه الرومانسية على أحذيته، التي بدت أقرب في فكرتها إلى أحذية الباليه الحريرية شديدة الارتفاع، والتي بدت خـلالها العارضات كما لو كـن يتراقصن على أطـراف أصابعهن، إضافـة إلى الأحذية الجلدية الشتوية مرتفعة العنق (أبوات)، علاوة على المجوهـرات التي تزيّنت بها العارضات، معتمداً فيها الجلود، والريش، والسلاسل، والفرو، والأحجار الكريستاليـة، وأمشاط الشعر.

تويتر