الرقص.. سبيل للرشاقة والراحة النفسية
على إيقاع «الرومبا» الصادر من مكبرات صوت، يدخل أزواج إلى حلبة الرقص، في مدرسة برلين للرقص «تانتس تسفيت»، ويبدأون بخطوة بطيئة، ثم خطوتين سريعتين. وبتحريك قليل للسيقان جانباً، ثم يتصبب العرق من جبين العديد من الأزواج بالفعل، مع الدخول في رقصة «السالسا».
وأدارت مدربة الرقص سابين كاركو اسطوانة «تانغو»، وربتت على أكتاف زوجين، وأعطتهما بعض المعلومات. وبدا أن جميع المشاركين يستمتعون بأمسيتهم بوضوح في المدرسة.
وتقول كارين، وهي امرأة في منتصف عقدها الخامس: «ما الأمر إلا متعة». وتضيف أنها «قبل عامين أعطت زوجها هولغر حصص رقص هدية في عيد ميلاده. وأصبح الاثنان راقصين منتظمين ومتحمسين».
ويقول الزوجان إن «الرقص أخرجهما عن رتابة العمل المكتبي ومنحهما فرصة جيدة لممارسة رياضة معاً».
وقالت سابين كاركو: «الرقص رياضة. كل الأزواج يتصببون خلاله عرقاً»، مضيفة أنه «أفضل طريقة لتحريك الجسد بكامله. وسألت «في أي وقت في حياتنا اليومية ندور حول محورنا، أو ننحني إلى الوراء؟». وهذه الحركات بوصفها من مكونات الرقص الثنائي، تحافظ على لياقة الجسم ومن ثم تساعد على منع الانزلاق الغضروفي، على سبيل المثال. كما يحسّن الرقص من هيئة الجسم وتناسقه.
وقالت إلفي داتسر، معلمة في معهد ثقافة الرقص والحركة في كولونيا والتابع لجامعة الرياضة الألمانية: «يتعلم المرء من ممارسة الرقص أن يتحرك بخطوات سليمة. وقلما يرى الإنسان شخصا (يمارس رياضة الرقص) يرقص بشكل أخرق بخلاف ما يكون مع الركض».
ولاحظت داتسر أنه إضافة إلى ذلك، يعزز الرقص التوازن والثبات الرأسي وأيضا أسلوب دوران منطقة الكعب وأصابع القدمين وحركات شد الجسم، حسبما قالت. وحركات الشد ضرورية لتحريك مفاصل القدم والفخذين بطريقة منضبطة. كما يرفع الرقص نسبة التركيز. وقالت داتسر: «يجب ان يتفاعل جسدك بحساسية مع حركات شريكك».
وأوضحت نائب رئيس الرابطة الألمانية لرياضة الرقص، هايده استلر: «الرقص يتطلب المزج بين الكثير من القدرات. انك لا تعدو مسافة 100 متر بشكل عشوائي. يجب ان تجهـد نفسك اكـثر قليلاً». وقالت إن «هذا أيضا يساعد الفرد على ان يظل سليما عقليا، نظرا لأن متطلبات حركات وإيقاعات الرقص تشكل تدريبا لعقول الراقصين، صغاراً كانوا أو كباراً».
وتابعت استلر قائلة إن «هناك أيضا فائدة نفسية، فأنت تشعر انك بحالة جيدة عندما تتمرن». واتفقت الخبيرات الثلاث ـ كاركو وداتسر واستلر ـ على ان أي شخص يمكنه تعلم الرقص. وقالت داتسر: «كل شخص راقص.. الكثير من الأشخاص يرون أن لديهم قدمين يسريين، ولكن هذا غير صحيح». وأضافت أن «الجميع لن يصبحوا أبطال رقص عالميين، ولكن من يبدأ في تحريك ساقيه على إيقاع الموسيقى سيدرك أن الرقص ليس صعباً.
وأضافت كاركو أن «ادعاء الافتقار إلى الإحساس بالإيقاع، هو أمر نادر ما يكون صحيحاً».
وتابعت: «إننا فقط لا نستمع إلى الموسيقى كما ينبغي معظم الوقت».
وبحسب داتسر، فإن الرقص «تدريب رائع حقا خلال فترة الراحة»، لاسيما للأفراد غير اللائقين بدنيا للغاية. ومع ذلك، قليلون يرقصون باستمرار طوال المساء. وبالأحرى يأخذون فترات استراحة متكررة. وتابعت: «يمكنك الرقص بطريقة غير مرهقة». فبينما قد يجتاز ثنائي الغرفة سريعا بخطوات طويلة، يكون هناك من يرقصون بطريقة يحافظون بها على قوتهم مع الاستمرار في الحركة رغم ذلك.
وقالت سابين كاركو إن «الرقص أيضا يزيد الوعي بالجسم وهي سمة مفيدة. وضربت مثالاً على هذا بالقوام الممشوق الذي يتعين ان يجتهد من أجله كل راقص. فالشخص الذي يجلس مشدود الظهر أو يدخل غرفة ورأسه مرفوع يترك انطباعا مختلفا عن شخص متحدب الكتفين ومقوس الظهر».
وأضافت أنه «يتعين على الشريك القائد في رقصة ما توضيح الحركات الصحيحة عن طريق لغة الجسد. وهذه المهارة يمكن استغلالها في أماكن العمل: إذ يكون على الشخص الذي يشغل منصبا إعطاء توجيهات واضحة».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news