تمرّد شبابي ولمسات خاصة في التصاميم

عبير السويدي.. عباءات مسائية بنظــرة مستقبلية

صورة

تكثر الأسماء الإماراتية والمحلية الأخرى المتخصصة في عالم تصميم العباءة، إلا أن التميّز والابتكار والجدية في مجال التصميم، هي تحديداً، ما يفرق مصممة عن أخرى، وما يميز المصممة الإماراتية عبير السويدي، المصممـة الشابة القادرة وبقوة، على تقديم بصمـة مختلفـة وخاصة جداً في مجالها، التي استطاعت وعلى مدى مواسم عدة أن تحوّل العباءة إلى شكل خاص جداً للأناقة والاختلاف، مقولبة وصاقلة ذلك التمرد الشبابي، الذي يميز شخصيتها المرحة، بطريقة أعانتها على تطوير ورسم شكل خاص للعباءة الإماراتية.

كانت النظرة المستقبلية، والتوجه المتمرد، هما ما أعان عبير على التميز والنجاح منذ انطلاقتها الأولى، وكانت تلك الرغبة في تقديم نظرة ثورية للعباءة، تحمل من العصرية والمرونة والأناقة ما يكفي لأن تتناسب مع فئة كبيرة من السيدات، وتحديداً الجيل الجديد منهن، بطريقة تتماشى مع الإيقاع السريع لليوم، من دون تهاون أو انتقاص من جودة الخامات، أو التنفيذ المحترف.

أناقة راقية

في مجموعتها الأخيرة، قدمت عبير تصميمات راقية وشديدة الأناقة للعباءات المسائية، التي على الرغم من ترفها وغنى قصاتها، فإنها تميزت في الوقت ذاته بالراحة والمرونة، مستعينة بمهاراتها الواضحة في تطوير قصات وأفكار جديدة دائماً، وذات قدرة خاصة في التقولب على مختلف فئات الأجسام وأشكالها، مفضلة الاستعانة بمجموعة واسعة من الخامات المسائية الراقية، التي تختلف تماماً عن تلك النهارية.

زينة

حرصت المصممة عبير السويدي، على أن تزيّن تلك العباءات البسيطة والهادئة في شكلها العام، بلمسات غنية من الزينة والديكورات، التي أضافت لمسة مسائية على العباءات، سواء من خلال زينة الرقبة العالية والمزيّنة بقصاصات «الدانتيل» و«الجيبور» المزهر، أو ذات الكشكشات الكثيفة على الرقبة والكتف، إضافة إلى الحواشي ونهايات التنانير التي تزيّنت أيضاً بـ«الدانتيل» والتعريقات النباتية الرقيقة.

تحرص عبير على أن تعطي للعباءة القدرة والمواصفات المرنة والمعينة لصاحبتها، فتختار لتلك العباءات النهارية خامات مريحة وقادرة على مواجهة مناخ الدولة القاسي، بحرارته العالية، مستعينة بخامات الـ«فلانيل» والمعروفة أيضاً بقطن الـ«فانيلة» المطاط، ما يعطي للعباءة صفة الراحة الشديدة والبرودة لمواجهة حر النهار، بينما تفضل لعباءاتها المسائية أن تستعين بخامات أكثر ترفاً وفخامة، من دون الخروج عن الخفة والمرونة التي تحتاج إليها العباءة، إذ تعتمد الخامات الناعمة، من «الشيفون»، والحرير الطبيعي، و«الكريب» الحريري، و«الدانتيل» الفرنسي، و«الجيبور» المشغول، بينما تفضل في معظم الأحيان المزج المبتكر بين الخامات، التي تحرص غالباً على أن تستغل ميزة كل خامة بالطريقة المثالية والمناسبة تماماً.

«شيفون»

استعانت المصممة في مجموعتها الأخيرة، بقماش «الشيفون»، ليكون المحرك والمحور الرئيس لتصاميمها، مستغلة تلك المرونة الفائقة لـ«الشيفون» وقدرته على التشكل بالطريقة المطلوبة، فكانت هذه الخامة الشفافة لوحتها الخاصة التي فضلت أن ترسم فيها خطوطاً وكسرات متوازية أعطت للعباءة ذلك الغنى، لما تلك الخطوط الراسمة للعباءة تموّجات، وتتشكل مع تحرك صاحبته، ما يعطي مزيداً من الديناميكية لشكل العباءة المنسدل، بينما تضيف شفافية هذه الخامة ميزة أخرى للكسرات الطولية، التي تبدو كما لو كانت متناظرة مع حركة العباءة، ورؤية كسرات الظهر من خلالها، فكانت قادرة عبر هذه الفكرة أن تعطي غنى لـ«الشيفون» المنسدل بطبيعته، وشكلاً أكثر ثباتاً على الرغم من انسيابه، إضافة إلى نسبة أكثر من السماكة المخفية لما تحتها، خصوصاً أن المصممة استخدمت «الشيفون» في منطقة الجذع، بينما استخدمت الفكرة ذاتها وبألوان هادئة في أذيال العباءات، التي حرصت على أن تضيق عند الركبة وأسفلها بعد اتساع واضح في معظمها.

قصات

تحمل عباءات العيد والمناسبات غالباً صفات أقرب إلى الفساتين منها إلى العباءات بقصاتها الأنثوية المغوية، وذلك لما يحمله طابع العادات الإماراتية خلال العيد من الزيارات المنزلية والنسائية غالباً، وطابع المناسبات والحفلات، التي عادة ما تكون نسائية بحتة وغير مختلطة، ما يعطي لمصممات العباءات القدرة على توسيع دائرة الحرية في تصميم عباءات المناسبات، وإضافة الجانب المغوي والجذاب إليها من دونال تركيز الشديد على إضافة صفة الاحتشام الشديد عليها، لكون المناسبات خاصة بالنساء، على عكس العباءات اليومية والعملية الخاصة بالعمل، إلا أن عبير في مجموعتها الأخيرة للسهرة استطاعت أن توازن بين الفكرتين، إذ قدمت عباءات تحمل قصات واسعة جداً، قد لا تميل إليها السيدات في المناسبات الخاصة، إلا أنها ومع اختيار قماش «الشيفون» بكسراته المتوازية، استطاعت أن تكسر من حدة الاتساع، في منطقة الجذع تحديداً، مفضلة أن تستعين أيضاً بـ«الكريب» الفرنسي الحريري لبقية العباءة، التي كانت أقرب في شكلها إلى التنورة الواسعة.

كما فضلت أيضاً أن تركز على تلك القصات المنسابة، التي تميل إلى التموج، وهو ما أعانها عليه الحرير الطبيعي، من خلال فكرة العباءات التي ترتفع متجمعة في منطقة الجذع، بينما يتزيّن الأخير بفكرة أقرب إلى القمصان أو السترات الضيقة عند الصدر فقط بخاماتها القطنية السميكة الذكية جداً، والمشغولة بلمسات لماعة ناعمة، ما أعطاها تلك القدرة بين الكلاسيكية في القصات، والابتكار في اختيار الخامات المساعدة.

تويتر