استراحة الغداء.. للطعام وأشياء أخرى

يمكن استغلال الاستراحة في ممارسة التمارين الرياضية. أرشيفية

تتكرر الأعمال الروتينية كل يوم في مكان العمل، لا سيما المقصف الذي يقصده الموظفون عادة في فترة ما بعد الظهيرة لتناول الطعام، إذ غالباً ما يوفر لهم قائمة متنوعة من الأطباق. ربما يكون هذا الخيار ملائماً ويسمح لك بالاستمتاع بتناول الطعام اللذيذ المذاق، غير أن هناك طرقاً عدة أخرى لقضاء فترة استراحة الغداء. فالعاملون الذين يأخذون فترات استراحة طويلة يمكنهم استغلال هذا الوقت لممارسة التمارين الرياضية.

وتقول الخبيرة في إدارة الصحة بالاتحاد الألماني للرياضات الأولمبية، مايكه هينينج، إن «هذه التمرينات تمثل ثقلاً موازناً لسلبيات الوظائف التي تتطلب الجلوس لفترات كبيرة»، وأضافت أنه «ببساطة شديدة يعادل القيام بتمشية قصيرة قدراً كبيراً من التمرينات الرياضية، فالأنشطة البدنية الخلوية تحسن الدورة الدموية وتخفف التوتر العصبي»، وعلى الرغم من ذلك، لايزال معظم الموظفين غير راغبين في الامتناع عن تناول الطعام أثناء استراحة الغداء.

لذا توصي المتحدثة باسم الجمعية الألمانية للتغذية، انتيه جال، العاملين الإداريين الذين يتناولون وجبة الغداء ،بتجنب الطعام المقلي أو المخبوزات إلى حد كبير. وتنصح أيضاً بتناول طبق صغير من السلطة في الغداء، مضافة إليه خلطة منخفضة الدسم من الخل والزيت أو الزبادي.

وأوضحت «عند تناول شيء بجانب الطبق الرئيس، من الأفضل أن يكون بطاطس مسلوقة أو أرزاً غير مقشور أو معكرونة مسلوقة، بدلاً من رقاقات البطاطس المقلية أو البطاطس الكروكيت». وتقول جال إنه من المناسب للصحة تماماً تناول اللحم مرة أو مرتين أسبوعيا، غير أنها أوصت بتناول طبق كبير من السلطة بدلاً من الوجبة الرئيسة الساخنة مرة واحدة أسبوعياً، وكذلك بإضافة السمك إلى الوجبات الغذائية، وأشارت إلى أن العاملين في الشركات التي تضم مقاصف يتناولون الطعام هناك من دون أن تؤنبهم ضمائرهم ، إذ إنه «بجانب تنوع أطباق الطعام المتوافرة ، فمن الطبيعي أنها تتميز بأسعار منخفضة».

من الممكن أيضا أن يأخذ الموظف قسطاً قصيراً من النوم أثناء استراحته. ولطالما أقرت العديد من الشركات بأن «القيلولة» يمكن أن تحسن من أداء الموظفين.

ويقول الباحث في شؤون النوم وأستاذ علم النفس البيولوجي بجامعة ريجنسبورغ الألمانية، يورجين تسولي، إنه لا حاجة إلى السرير من أجل القيلولة ، إذ إن «مقاعد المكاتب تفي بالغرض». ويشير تسولي إلى أن الفترة المثالية للقيلولة تراوح بين 10 و15 دقيقة، إذ ترتفع بعدها مستويات التركيز والقدرة على الإبداع، لافتاً إلى أن الأشخاص الذين يأخذون قسطاً من النوم بعد الظهر يقل لديهم خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

وعلى رغم ذلك، فإن الاستغراق في النوم العميق يأتي بنتائج عكسية، فيقول تسولي «يجب ألا تزيد مدة القيلولة على 30 دقيقة»، وإلا صار من الصعب استعادة الانتباه واليقظة.

تويتر