تفاوت في مستوى عروض الأسبوع
«لنــــدن للموضة».. أفكار متطرفــة وتصاميم لا تقبل الخــــــطأ
جمع اليوم الثاني من عروض «أي لامود» خلال أسبوع لندن للموضة، مجموعة كبيرة من المصممين من بريطانيا وأوروبا وآسيا، في تفاوت واضح بين مجموعة وأخرى في الابتكار، أو جودة التنفيذ، أو الأفكار التي بدا بعضها شديد التطرف والجنون، بتنفيذ متقن لا يقبل الخطأ، وأخرى لم ترق إلى مستوى الأسبوع، بينما استطاعت مصممة الأزياء المصرية دينا سيد، أن تقدم مجموعة متكاملة من تصاميم الملابس اليومية، التي حملت الكثير من اللمسات والبصمات الخاصة والمبتكرة، التي لاقت استحسان الحضور.
انطلقت عروض اليوم الثاني بمجموعة شديدة الرومانسية من الفساتين البيضاء من تصميم البريطانية لونا سكاي، إضافة إلى مجموعة مبتكرة من القطع المتنوعة من فساتين وسراويل وسترات للمصممة المصرية دينا سيد، بينما لم تتمكن المجموعة الكورية لدار الأزياء «يو: آي آند مي» من النجاح في تنفيذ تلك الأفكار الغريبة لقصات القطع التي لم تخرج عن اللون الأبيض، وكان لمجموعة المصممة الرومانية كرستينا سيريني قدرة على تحويل القاعة إلى ربيع مزهر من خلال مجموعتها شديدة الرومانسية من الفساتين المناسبة للسهرة، التي تزينت جميعها بالزهور التي تسلقت الفساتين بخاماتها الشفافة.
تلا عرض سيريني عرض للمصممة البولندية مالغورزاتا دوديك، التي حولت المنصة إلى أعمال فنية تجريدية بحتة، وتحولت فيه العارضات إلى تماثيل نحتت عليها تصاميم شديدة التطرف والابتكار، اعتمدت فيها القوالب النافرة وقطعا معدنية للتثبيت التي أعطت للفساتين أشكالا خارجة عن المألوف، نفذت بإتقان شديد، وكانت الأفكار الغريبة أيضاً محور أفكار المصمم الهندي عاظم خان، والمستوحاة من الطيور بأجنحتها النافرة والخامات المقصقصة والمكسرة بأشكال أشبه بالريش، إلا أنها لم ترق إلى مستوى بقية المصممين أو الأسبوع، بل كانت أقرب إلى مجموعة تجريبية مبتدئة تداخلت فيها القصات والقياسات بشكل ملحوظ، بتنفيذ شديد الرداءة، لينتهي اليوم الثاني بعروض للحقائب الجلدية النسائية والرجالية لـ«مونسورا بوتيك»، التي تفاوتت بأحجامها وأشكالها وخاماتها والحاجة إليها.
ورد وثلج
لم تخرج تصاميم البريطانية سكاي عن تلك اللمسات الربيعية المتكررة فوق الخامات البيضاء الثلجية، التي أبرزتها سواء من خلال الخامات المخرمة بأشكال الزهور أو تلك التي زينت الفساتين بخاماتها البارزة من قماش الأورغانزا الشفاف، الذي زين أماكن مختلفة من الفساتين، التي كانت في بعضها أقرب إلى فساتين الزفاف الأوروبية الناعمة بقصتها الكلاسيكية العارية وانتفاخ التنورة الهادئ، بينما انسدل بعضها الآخر من شيفونات ناعمة تزينت بالزهور على الحمالات والصدر أحياناً، كما قدمت مجموعة من الفساتين القصيرة الضيقة من الخامات المخرمة نفسها.
استعانت المصممة أيضاً باللون الأسود في تنفيذ فساتين مشابهة في فكرتها، بين طويلة وضيقة، تزينت جميعها بالورود البارزة من الأورغانزا البيج، وبين تلك التي اعتمدت على الخامات المزينة بالترتر، كما كان للمسات اللون البيج حضورها البسيط، مستعينة بفكرة قصات التنانير الواسعة المتموجة، أو تلك الواسعة الثابتة، أو التنانير المتفاوتة الأطوال، أو التي اعتمدت فكرة السروال القصير جداً، تعلوها طبقات شيفون شفاف متسعة وذات فتحات.
خزانة نانا
بمجموعة كان لها خطها الواضح، قدمت المصرية دينا سيد عبر علامتها «ناناز كلوزيت» أو «خزانة نانا»، تصاميم تفاوتت في قطعها، إلا أنها التزمت الفكرة الواحدة والبصمات الواضحة التي أعطت المجموعة تسلسلا ذكيا سواء في الألوان، أو تغير القطع، وتطور قصاتها، فبين السراويل القصيرة جداً، والسترات المزينة بشرابات سميكة وكثيفة زينت أذيال السترات، وأخرى ضيقة ترسم الخصر، وقمصان ناعمة متدلية، كان لتلك الأحجار الشفافة المحاكة على شكل شبكة لماعة بدت كما لو كانت زجاجية، لمسة خاصة تزينت بها ظهور السترات أو الفساتين، أو اعتمدتها كجزء جانبي من جيليهات ناعمة، فوق فساتين شيفونية طويلة بتنانير واسعة متموجة، وسراويل واسعة أيضا، بينما غلبت على المجموعة، ألوان مثل الفستقي الناعم، والآخر المتدرج إلى البني، إضافة إلى البني، والبيج، والأحمر، والأبيض السكري، والليلكي الذي تدرج إلى الرمادي، إضافة إلى الأسود والأحمر، وتلك الخامة المطبعة من دوائر كبيرة، التي تميزت جميعها بالقدرة على التنفيذ العالي والجودة العالية في ذلك، بينما تميزت المجموعة أيضاً بقدرة المصممة على إدخال مجموعة متنوعة من الخامات في تنفيذ قطعة واحدة، التي غالبا ما كانت من السترات.
ربيع وتطرف
قدمت المصممة الرومانية سيريني، مجموعة شديدة الرومانسية من الفساتين التي تزينت جميعها بالورود المتسلقة والملونة على خامات شفافة من الشيفون والتول، إضافة إلى الفاي المكسر اللماع، كما عكست تصاميمها ذلك الإحساس بالجمال الطبيعي الخام، والمريح، بعيداً عن التطرف والقصات الغريبة، أو الضيقة، معتمدة الهدوء الطبيعي والناعم للقصات.
في المقابل، كانت مجموعة البولندية دوديك أقرب إلى الأعمال الفنية التجريدية بخطوط وقصات وأفكار شديدة الغرابة، لا يمكن ارتداؤها، فكانت بذلك أقرب إلى لوحة رغبت المصممة في أن تبرز من خلالها جنون أفكارها، التي نفذت بإتقان شديد الدقة والذكاء.
مالت تصاميم دوديك إلى الغواية الشديدة، سواء بشفافيتها، أو قصاتها شديدة الضيق، أو شديدة القصر، إضافة إلى اعتمادها قصات حادة وقوية للسترات الواصلة حتى الأرداف أحيانا والراسمة بخطوطها القوية الجذع، دون أن تتجاهل إضافة لمساتها المجنونة من ياقات نافرة ضخمة بطبقات عديدة، أو فساتين تنتفخ بشدة من جهة واحدة دون الأخرى، أو كشكشات مبالغ فيها وكثيفة تزين التنورة بانتفاخ قوي يرفع أذيال السترة لتتدرج الكشكشات وتصغر في حجمها وصولا إلى الركبة، أو تلك التي بدت أقرب إلى السمكة، والتي تميزت بالضيق الشديد، ليتموج الظهر ابتداء من الرقبة ونزولا إلى الأذيال بتموجات نافرة اقرب إلى الزعانف، لتختتم العرض بسروال ضخم من الجلد، بدا أقرب إلى شكل الكرة الضخمة في انتفاخه.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news