خبراء: ينبغي أن تكون قصيرة كي لا تسبب الأرق ليلاً
قيلولة الأطفال.. إعادة شحن للطــاقة بشروط

اضطرابات النوم تؤثر في النشــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاط الذهني للأطفال. غيتي
تعد اضطرابات النوم من أبرز المشكلات التي تواجه الأهالي مع الأطفال، خصوصاً في بداية العام الدراسي. اذ يتبدل النظام العام للصغار، بين الاستيقاظ في ساعات الصباح الباكر، والحاجة الى قيلولة في فترة ما بعد الظهر، التي بدورها قد تعيد شحن طاقة الطلبة بعد يوم دراسي طويل، شريطة أن تكون قصيرة، كي لا تسبب للطفل الأرق ليلاً، او التأخر في ساعة النوم.
وبينما يحرص أهالٍ على الزام الطفل بنظام محدد، قد يصعب على آخرين القيام بذلك بسبب الخلل في نظام النوم في ايام الاجازة، وكذلك القيلولة التي قد تكون صعبة بعد الغداء.
وأكدت الاختصاصية في الطب العام الدكتورة رانية النونو، أن «من ابرز المشكلات التي تواجه الأطفال في المدارس اضطرابات النوم، مشيرة إلى أن المختصين يلاحظون التعب والاجهاد على الطفل الذي لا يأخذ قسطاً كافياً من الراحة، من خلال تصرفاته ونشاطه في المدرسة»، مضيفة لـ«الإمارات اليوم» أن الطفل يحتاج يوميا الى فترة لا تقل عن 10 ساعات من النوم، لابد أن يحصل عليها بشكل متواصل، فيما لابد للذين لا يحصلون على هذا الكم من الساعات تعويض ما يفوتهم من ساعات نوم من خلال القيلولة.
تأثير سلبي
شددت رانية على ضرورة عدم اعتماد الأهالي على القيلولة الطويلة لأنها تسبب ارقاً عند الاطفال، وتجعلهم ينامون في وقت متأخر ليلاً، الأمر الذي يؤثر سلبا في صحتهم الجسدية والفكرية، لافتة إلى ضرورة حصول الطفل على 10 او 12 ساعة من النوم، لأن قلة النوم، أو عدم الحصول على تلك الحصة من النوم المريح يؤثر سلبا في نشاط الأطفال الذهني. وذكرت أن «مشكلة اضطرابات النوم غالبا ما تبرز مع الاطفال الذين يزيد عمرهم على ثماني سنوات، فهم يعتبرون انفسهم قد كبروا ومن حقهم السهر ومشاهدة التلفزيون مع الأهل. ومن خلال خبراتي في العمل مع الأطفال في المدارس، ألاحظ أنه غالباً ما يكون الأطفال المتفوقون هم من الذين ينتظمون في النوم، لأن النوم هو مفتاح الصحة السليمة، التي بدورها تؤثر في النشاط والقدرات الذهنية وفعالية الطفل في المدرسة».
حاجة ملحة
تعد القيلولة الحاجة الملحة التي قد تنظم عمل الجسم، او على العكس تسبب الخلل في نظام النوم عند الطفل، وتزيد من اضطرابات النوم لديه، وغالباً ما يعود الطفل من المدرسة جائعا ومتعبا، لذا تكون القيلولة في فترة ما بعد الغداء ضرورية.
عدائية مع النوم تشير دراسات الى أن اكثر المشكلات التي تواجه الأهالي مع الأطفال في فترة المدارس هي مشكلة النوم في ساعة منتظمة يومياً، اذ تصف الدراسات العلاقة بين الأطفال والنوم بالعلاقة العدائية. وبحسب الدراسات لا تقتصر اضطرابات النوم في اثناء العام الدراسي على الأطفال، بل تتعداه لطلبة الثانوية والكليات ايضاً. ويؤثر النعاس في النشاط البدني، إذ انه يخفف من تركيز الطفل، ولاسيما ان لم يكن قد حصل على القسط الكافي منه للراحة. بينما تختصر فوائد القيلولة على تنشيط الجسم وإعادة شحن الطاقة، وبالتالي قد تضمن للطلاب القدرة على متابعة دروسهم في المنزل بشكل جيد. |
وفي هذا الصدد قالت خبيرة المكملات الغذائية سمر بدوي، ان «القيلولة تعد ضرورية للجسم لما لها من فوائد صحية تفيد الصغار والكبار على حد سواء، وينبغي الا تكون القيلولة لفترة طويلة، اي ان تمتد من 20 الى 45 دقيقة، وبالتالي فإطالة مدتها قد تسبب للشخص مشكلات في النوم والتعب والكسل»، مشيرة إلى ارتباط القيلولة بفترة ما بعد الاكل، إذ يعمد كثيرون الى اخذ قسط من الراحة بعد تناول الغداء الذي يعد الوجبة الرئيسة، ما يسبب للفرد الكثير من المشكلات في عسر الهضم وتراكم الشحوم، وقد تشعره القيلولة بالانزعاج حين يستيقظ.
وجبة خفيفة
أضافت سمر لـ«الإمارات اليوم» أن «الجسم بعد تناول الوجبات يعمل على هضم الأطعمة، ويكون جهد اعضاء الجسم مكرساً لهذا الهدف، وبالتالي عندما ينام المرء بعد تناول وجبة الطعام تكون الأعضاء في كسل، ومنها الدماغ وعملية دوران الدم في الجسم، ولذا لا يهضم الجسم المواد بالشكل الصحيح، لذا أنصح بوجوب تناول وجبة خفيفة قبل الذهاب الى القيلولة، ولاسيما ان احتوت الوجبة على كربوهيدرات ونشويات وسكريات، وينبغي عدم اعطاء الاطفال الحلوى بعد وجبة الغداء مباشرة في حال كانوا يريدون الحصول على قيلولة، اذ يمكن ترك قطعة الحلوى لتكون الوجبة الخفيفة بعد الاستيقاظ من النوم».
ولفتت خبيرة المكملات الغذائية الى ان الازعاج الذي ينتج عن القيلولة بعد الطعام مباشرة لا ينحصر في عسر الهضم، بل ايضا يطال الأحلام المزعجة التي قد يراها المرء وكذلك عدم الشعور بالراحة، كما ان البنكرياس لا يعمل بالشكل الصحيح، وبالتالي لا يمكنه القيام بعملية الايض أي عملية الاستقلاب في الجسم. وذكرت ان على الأمهات ان يجعلن اطفالهن يتحركون قبل الذهاب الى القليولة، علماً بأنه يكون احياناً من الصعب على الأم التحكم في الأمر بسبب عودة الطفل من المدرسة جائعاً، وكذلك متعباً. ونصحت سمر بدوي الأمهات بأهمية تعويد الأطفال على مشاهدة برنامج تلفزيوني بعد الغداء، او حتى تسليتهم بالألعاب الإلكترونية التي تجذبهم، لمنع تكدس الدهون في اثناء نومهم بعد الغذاء مباشرة، كما ينبغي اعطاء الطفل القليل من الماء قبل وجبة الطعام لتعويض السوائل التي نقصت من جسمه اثناء النهار.
وختمت بوجوب التعامل الجيد مع القيلولة للأطفال، كي لا تسبب أرقهم ليلاً، لأنها ان طبقت بالطريقة السليمة تعتبر حالة صحية جيدة، تضمن اعادة شحن الطاقة والقدرة على اكمال اليوم بنشاط.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news