لمياء عابدين تمزج بين الألوان والأقمشة الغريبة في مجموعتها الجديدة
أزياء مستوحاة من لوحات روّاد الــفن التشكيلي
بأفكار مستوحاة من عالم الفن التشكيلي وألوانه، قدمت مصممة الأزياء الإماراتية لمياء عابدين مجموعتها العاشرة، أخيراً، في دبي. وطغت على المجموعة التي تميزت بتصاميمها الكثيرة، إذ بلغت نحو 75 قطعة، طغت الألوان والأقمشة المتباينة، كما انها تنوعت بين العباءة والفساتين. وتعد هذه المجموعة من أبرز المجموعات التي قدمتها لمياء، إذ عملت فيها على الألوان من خلال أعمال فنية لرواد الفن التشكيلي، ومن أبرزهم بيكاسو وليوناردو دافنشي وفان غوغ وسلفادور دالي وفيرمير، وغيرهم من أعلام الفن التشكيلي.
وقالت لمياء عن تفاصيل مجموعتها الجديدة: «استوحيت التصاميم من لوحات الفنانين الذين نزور المتاحف لرؤية أعمالهم، وعملت على الأخذ من ألوان اعمالهم، فقد تخيلت الموناليزا بملابس، وكذلك تخيلت تصاميم اخرى للفتاة التي في لوحة الفنان جوهانس فيرمير (الفتاة والقرط اللؤلؤ)»، مشيرة الى انها حاولت أن تطرح فكرة الفن في المجموعة، عبر العصور المختلفة، وصولا إلى الوقت الحالي، إذ استوحت من الالوان الطينية القديمة، وكذلك الرمادية، وصولاً الى الالوان الزاهية في الفن المعاصر.
سيارات وتحف أشارت المصممة الإماراتية لمياء عابدين إلى انها المرة الأولى التي تقوم فيها مصممة بالاشتراك مع عدد كبير من العلامات التجارية، إذ شاركت سيارات كاديلاك في عرضها، مضيفة «عملت على دمج الموضة والفن والسيارة، وقمت بالعمل على تصميم الهيكل الخارجي بالفن، فكانت ألوان السيارات مستوحاة من أعمال فان غوغ وسلفادور دالي ولوحة الموناليزا». والى جانب السيارات لفتت الى مشاركة أيام غاليري، الذي عرض مجموعة من القطع الفنية لفنانين عرب، وكذلك بعض القطع التي كانت شاركت بمزادات، فأعطت العرض ايحاءً فنياً مميزاً، فيشعر المرء كأنه يدخل معرضاً او متحفاً. |
وأوضحت في حوارها مع «الإمارات اليوم» انها استوحت الألوان من بعض الأعمال وعبر تطورها مع العصور، فيما استلهمت من اللوحات السريالية المزج بين الأشياء المتناقضة، فمزجت الأقمشة الغريبة بعضها مع بعض، معتبرة ان تصميم الأزياء فن بحد ذاته، ويتطلب القدرة على الابتكار والابداع في تركيب الأقمشة والألوان، تماما كما يعمل أي تشكيلي على بناء عمله، لأن التصميم عمل يتطلب الكثير من الاختبارات والوقت قبل الوصول الى القطعة في شكلها النهائي.
75 قطعة
قدمت لمياء عابدين 75 قطعة، تنوعت بين الفساتين والعباءات، ولم تستغرق المجموعة وقتا طويلا في العرض، لان التصاميم قدمت بطريقة مميزة على اكبر منصة عرض بلغ طولها 45 متراً، حسب المصممة، التي قالت انها بدأت بتنفيذ المجموعة منذ شهر مارس، ولم تنتهِ من التعديل على التصاميم الا قبل العرض بيوم.
ورأت أن الدقة في التنفيذ، والكمالية هي من صفات المصمم الذي يبحث عن التميز، ولهذا غالبا ما تخضع التصاميم معها الى الكثير من التعديلات، وهي مصممة، تحب اللعب على أقمشة العباءة، لأن المرأة بشكل عام تمل من الروتين، وغالبا ما تكون بعض العباءات مملة، كونها سوداء، ولهذا تحرص على استخدام أقمشة جديدة وغريبة لتصميم العباءات.
وأردفت لمياء «استخدمت بعض الاقمشة الغريبة، ومنها جلد السمكة، وجلد السلمون، وصوف الجمل الأبيض الذي يوجد في بلدان محدودة، ومنها كازاخستان»، مشيرة إلى انها تحرص على الحفاظ على أصالة العباءة، وعلى ملامحها التراثية، رغم كل الاضافات التي تدخلها عليها، لأنها لابد ان تبقى محتشمة وفضفاضة.
وميزت الياقات الكبيرة المجموعة، وجعلتها موائمة للسفر الى الخارج، إذ توحي بالدفء، ويمكن ارتداء العباءة كبالطو، لأن الياقة ترتفع وتصبح كالقبعة في البرد القارس. أما المصممة الاماراتية، بالنسبة للمياء عابدين، فقد حققت موقعاً مهماً، لان الدولة اعطت الاماراتيات الفرصة للانطلاق في عالم الموضة وعرض أفكارهن.
فساتين
إلى جانب العباءات قدمت لمياء في المجموعة فساتين، مشيرة إلى أن ذلك الجمع بين التشكيلتين في المجموعة، أتى نتيجة تقديمها مجموعة الامهات التي قدمت فيها فساتين للفتيات والأمهات في الوقت عينه، والتي حازت إعجاب النساء اللواتي طلبن تقديم المزيد من الفساتين، لاسيما التي تناسب كل الأجسام. ونوهت الى ان عرضها الفساتين والعباءات، كان بهدف اظهار الفرق بينهما. فيما كان الجديد انها عملت على تقديم فستان للزفاف، وهي المرة الاولى التي تقدم ذلك، لكنه كان تراثياً، ويدعى ثوب النشل.
وحول التحديات التي تواجهها في عالم العباءات، ذكرت لمياء ان البحث يعتبر احد الامور الاساسية التي ترهقها، فهي تبحث كثيرا عن أقمشة مميزة ومختلفة، وكذلك الأفكار الجديدة، «إلى جانب الانتاج الكبير، فقد بدأ يتزايد الطلب، وهذا يعتبر من التحديات الجديدة التي أواجهها لتلبية حاجات السوق». وحول المجموعة المقبلة قالت: «دائماً في كل مجموعة أقدمها، غالبا ما تكون هناك قطعة من المجموعة تحكي عن جديدي، وبالتالي هذا يجعلني ألعب على التشويق عند الناس».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news