وضع ساق على أخرى.. بادرة على التعافي من السكتة
أظهرت دراسة ألمانية جديدة أن الأشخاص الذين يستطيعون وضع ساق على أخرى، بعد فترة قصيرة من إصابتهم بسكتة دماغية خطرة، يتمتعون بفرصة أكبر في التعافي من المرض، مقارنة بغيرهم ممن لا يقدرون على ذلك.
وقال معد الدراسة الدكتور بيريند فيدرسن، من جامعة ميونيخ الألمانية: «رغم إصابتهم بسكتات دماغية خطرة أفقدتهم القدرة على الحركة بنسبة طفيفة، بل قللت من مستوى الوعي والإدراك لديهم، لاحظنا أن بعض الأشخاص لايزالون قادرين على وضع ساق على أخرى، وهو أمر ليس هينا كما يبدو.. وفي حال التأكد من هذه النتيجة، فإن وضع الساق على الأخرى قد يكون طريقة سهلة لمساعدة الأطباء على تحديد الحالة التي قد تتمتع بفرصة أفضل في التعافي».
وذكر موقع «ساينس ديلي» الإلكتروني المتخصص في مجال العلوم والصحة أن الأشخاص الذين يستطيعون وضع ساق على أخرى، خلال الأيام الـ15 الأولى بعد الإصابة بسكتة دماغية خطرة يتمتعون بفرصة أكبر في الاستقلال، والاعتماد على أنفسهم بشكل أفضل في حياتهم اليومية، ومواجهة عدد أقل من المشكلات العصبية، فضلا عن انخفاض نسبة احتمال الوفاة جراء الإصابة بالسكتة.
وشارك في الدراسة 68 شخصاً عانوا من سكتة دماغية خطرة وبحاجة إلى العناية المركزة، وتم تقسيمهم على مجموعتين تضم كل واحدة 34 شخصا،
إحداهما للقادرين على وضع ساق على أخرى، والثانية لمن لم يستطيعوا ذلك. وخضع المشاركون في الدراسة للمتابعة على مدار عام، كما خضعوا للفحص باستخدام معايير عدة لقياس نسبة العجز لديهم وقدرتهم على الاستقلال والاعتماد على أنفسهم.
وبعد مرور عام، أظهرت الدراسة أن شخصا واحدا، بما يمثل 9٪ من المشاركين، توفي من بين أولئك الذين استطاعوا وضع ساق على ساق بعد الإصابة بالسكتة الدماغية، مقابل 18 شخصا، أو ما يعادل 53٪، توفوا من بين مجموعة المرضى الذين لم يستطيعوا وضع ساق على أخرى.
علاوة على ذلك، جرى تقييم حالة المرضى بمقياس السكتة الدماغية الذي طوره المعهد الوطني للاضطرابات العصبية والسكتة الدماغية، التابع لمعاهد الصحة الوطنية الأميركية، والذي يتنبأ بآثار السكتة ويحدد مدى خطورتها. وتبين أن المجموعة التي استطاعت وضع ساق على أخرى واجهت عددا أقل من المشكلات العصبية لدى خروجهم من المستشفى، وسجلت 6.5 درجات في المتوسط على مقياس السكتة الدماغية، مقابل المجموعة الأخرى التي سجل أعضاؤها 10.6 درجات في المتوسط.
وبعد عام من خروجهم من المستشفى، سجلت المجموعة الأولى 2.9 درجة في المتوسط على مقياس «رانكين»، ما يشير إلى أن أعضاءها أصيبوا بنسبة عجز متوسطة ويستطيعون السير دون مساعدة من أحد، بينما سجل أعضاء المجموعة الثانية خمس درجات في المتوسط على مقياس «رانكين»، ما يشير إلى إصابتهم بالعجز الشديد وتتطلب حالتهم العناية المستمرة. أما عن القدرة على الاستقلال والاعتماد على أنفسهم في حياتهم اليومية، فكانت الفئة القادرة على وضع الساق على الساق أفضل حالاً من الفئة الأخرى.
يذكر أن الدراسة نشرت في مجلة «نيورولوجي» الطبية الصادرة عن الأكاديمية الأميركية لطب الأعصاب.