الشحي: الاكتشاف المبكر يسهم بشكل كبير في شفاء المصابين
تأخر التشخيص يفاقم أزمات مـرضى المفاصل
اعتبر استشاري أمراض المفاصل والروماتيزم، رئيس جمعية أطباء المفاصل، الدكتور وليد يوسف الشحي، غياب التثقيف الصحي، وتأخر التشخيص والعلاج، من أبرز الإشكاليات التي تواجه مرضى التهاب المفاصل، وتنتج عنهما مجموعة كبيرة من المخاطر، مشيرا إلى أن معظم أفراد المجتمع يعتقدون أن أمراض التهاب المفاصل، كالروماتيزم، تصيب المسنين فقط «في حين أنها تصيب الفئات العمرية من 18-48 عاماً، وكذلك الأطفال، هذا إلى جانب تأخر اكتشاف المرض، لمدة تصل إلى 18 شهرا، يكون قد وصل فيها المريض إلى مراحل متأخرة، في حين أن الاكتشاف المبكر للمرض في شهوره الاولى، يسهم بشكل كبير في شفاء المريض، ومزاولة نشاطاته اليومية».
وقال الشحي لـ«الإمارات اليوم»، على هامش مشاركته في لقاء «القدرة على التحرك - خطوات لمرضى التهاب المفاصل»، الذي نظمته صباح أمس، مؤسسة الإمارات لالتهاب المفاصل، في فندق بارك ريجيسز بدبي، تزامناً مع اليوم العالمي لالتهاب المفاصل الذي يصادف 12 أكتوبر من كل عام، قال إنه «رغم زيادة عدد الأطباء المختصين في التهاب المفاصل، من خمسة إلى 30 أخصائيا، إلا أن هذا العدد يعد قليلاً، مقارنةً بأعداد المصابين، إذ يعاني نحو 40-80 ألف مريض في الدولة، من الروماتويد، وهو أحد أنواع التهاب المفاصل، باستثناء الأنواع الأخرى من المرض».
وأوضح أن «توزيع هذا العدد القليل من الأخصائيين على إمارات الدولة، يعاني خللا كبيرا، إذ يمارس 27 منهم عمله في إمارتي دبي وأبوظبي، في حين ثلاثة منهم فقط في الإمارات الشمالية، الأمر الذي تنجم عنه قائمة انتظار طويلة تصل إلى نحو أربعة أشهر، ما ينعكس سلباً على حالتهم الصحية، فضلاً عن أن تدخل طبيب العظام في علاج مرضى التهاب المفاصل، يسهم في الحيلولة دون اكتشافه وتأخر علاجه»، لافتا إلى أن من بين أبرز الإشكاليات التي تواجه مرضى التهاب المفاصل تكلفة العلاج الباهظة التي تصل إلى آلاف الدراهم شهرياً، والتي يعجز عن توفيرها مجموعة كبيرة من المرضى.
«روماتويد»قال استشاري أمراض المفاصل والروماتيزم، رئيس جمعية أطباء المفاصل، الدكتور وليد يوسف الشحي، إن «مرض الروماتويد، أحد أهم أمراض التهاب المفاصل، ينتشر بشكلٍ كبير في المجتمع الإماراتي، بين فئات عمرية من 18 وحتى 45 عاماً، تشكل فيها النساء النسبة الأكبر مقارنةً بالرجال، وينجم هذا المرض الذي لم يتم التوصل إلى السبب الرئيس للإصابة به، عن خللٍ في جهاز المناعة الذي يقاتل الفيروسات والبكتيريا، ما يؤدي إلى مهاجمته لأعضاء الجسم المختلفة، أهمها المفاصل، كما قد يهاجم الرئة، وشرايين القلب، والكلى، والدم مسبباً تكسراً فيه، وعلى الرغم من أن السبب الرئيس للإصابة به، مجهولاً حتى الآن، إلا أن الدراسات العلمية أثبتت أن العامل الوراثي يشكل نسبة 4-6٪ من الإصابة به». وتتمثل أعراض مرض «الروماتويد»، في آلام حادة في المفاصل، وتيبس فيها وتورم، تمتد لنحو ستة أسابيع، يعجز على إثرها المريض من النهوض من على السرير، لممارسة حياته الطبيعية، إذ يستغرق منه الأمر فترة طويلة، ما يترك آثاراً وخيمة تتعدى الجانب الصحي، لتشمل الجانب النفسي، والاجتماعي، إذ يعجز المريض عن ممارسة حياته بشكلٍ طبيعي، وفقاً للشحي. |
ميزانية
طالب رئيس جمعية أطباء المفاصل بتخصيص ميزانية للبحث العلمي في الدولة، أسوةً بالدول المتقدمة، مشيرا إلى أن «غياب تلك الميزانية يؤثر بدوره في إجراء البحوث التي تتطلب ميزانية طائلة يعجز عن توفيرها الاختصاصيون أنفسهم، إذ تكلف دراسة 1000 مريض نحو مليوني درهم».
وحول مخاطر أمراض التهاب المفاصل التي تصل إلى نحو 200 نوع، ذكر الشحي أن تأخر علاج المرض تنتج عنه مجموعة كبيرة من المخاطر، ومنها ضرر المفاصل التي قد تصل إلى الإصابة بالإعاقة التي تحول دون ممارسة المريض لحياته الخاصة والعملية بالشكل الصحيح، وأمراض نفسية متنوعة كالاكتئاب، تصل في بعض الأحيان إلى الانتحار نتيجة لعدم تفهم أفراد المجتمع لهذا المرض، الأمر الذي يتضح جلياً في فقدان الكثير من مرضى التهاب المفاصل لأعمالهم، ولجوئهم إلى الطلاق نهاية لحياتهم الزوجية.
كما يؤدي المرض في حال تأخر علاجه، إلى تليف في الرئة وتضخم في الطحال، وفشل كلوي، ويصل تأثيره إلى الأعصاب، وقد تم التوصل إلى أن تأثير مرض الروماتويد يساوي تأثير السجائر على مريض التهاب المفاصل، حسب الشحي، الذي تابع «أثبتت الدراسة التي أجريتها أثناء تحضيري لرسالة الدكتوراه، أن هناك علاقة بين مرض الروماتويد وأمراض القلب وتصلب الشرايين، كما يؤدي تأخر اكتشاف المرض عند أطفال التهاب المفاصل بالإصابة بالعمى»، مشددا على أن الاكتشاف المبكر للمرض في شهوره الأولى، يسهم بشكل كبير في شفاء المريض، ومزاولة نشاطاته اليومية.
تشخيص وعلاج
قال الشحي إن «سوء التشخيص وإهمال المريض يلعبان دوراً رئيساً في تأخر التشخيص والحصول على العلاج، كما يعد تأخر مرضى (الروماتويد) في اللجوء إلى الطبيب المختص، مشكلة تعانيها معظم الدول العربية، بما فيها الإمارات، فضلاً عن استخدام مضادات ومسكنات دون استشارة طبية، الأمر الذي يضاعف بدوره من انتشار المرض ويؤخر فرص العلاج»، مؤكدا أن التشخيص المبكر للمرض يسهم في استجابة المريض للعلاج وتفادي آثاره السلبية، التي قد تصل في حالات متأخرة في التشخيص، إلى دخول المريض لمرحلة اليأس وعدم التجاوب مع العلاج، وتلف المفاصل كاملاً في بعض الحالات، في حين أثبتت الدراسات والأبحاث أن العلاج في الأشهر الستة الأولى من اكتشاف المرض بإمكانها إيقافه والتحكم بتأثيراته الجانبية.
ونصح الشحي المريض الذي يشعر بآلام حادة في المفاصل، يرافقها تيبس وتورم، يستمر لستة أسابيع، بضرورة اللجوء إلى الطبيب المختص، الذي بدوره يقوم بإجراء فحوص دم خاصة، إلى جانب الأشعة لتشخيص المرض، وفي حال كان المريض مصاباً (بالروماتويد)، يتم علاجه عن طريق الأدوية التي تأخذ عن طريق الفم، أو عن طريق حقن تحت الجلد، إذ زرعت هذه الأدوية الأمل في العلاج بعد أن كان مفقوداً قبل ما يزيد على 10 سنوات.
لقاء مفتوح
ضم لقاء «القدرة على التحرك ـ خطوات لمرضى التهاب المفاصل»، ندوات منوعة للمصابين بمرض التهاب المفاصل من الجنسين، تم تقديمهما باللغتين العربية والانجليزية، ومنها ندوة إدراك الأعراض وطرق سريعة وطبيعية لتخفيف الألم والتوتر، وندوة قدمت نصائح لمريض ومريضة التهاب المفاصل تضمن ممارستها نجاح حياتهم الزوجية، ومعالجة مرض التهاب المفاصل الروماتيزمي، وأخرى ضمت نقاشات كبيرة من المتحدثين حول العلاجات التكميلية - تقويم العظام، العلاج الطبيعي، علم وظائف الأعضاء والعلاج بالماء والإبر الصينية.
ونظم اللقاء ورش عمل منوعة لمرضى التهاب المفاصل، شملت كيفية القيام بتمارين عملية على الدراجة الكهربائية وأخرى بالكراسي، وورشة بعنوان «الطبخ من أجل الصحة».
وسبق الافتتاح الرسمي للقاء عرض حي لفنون الدفاع عن النفس، وعرض أزياء لتصاميم جديدة من الدولة، هذا إلى جانب عرض كوميدي قدمه عدد من الفنانين، وغداء استضافت نساء مميزات من المجتمع الإماراتي، خصص ريعها لمرضى المفاصل.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news