نظمها «مجتمع دبي للإعلام» احتفـــاءً بـ«الكبار»
«رحلة المسنيـــن».. 7 ساعات من الذكريات الجــميلة
شلات إماراتية، مستوحاة من البيئة البحرية يشدو بها البحارة في موسم الغوص، وأغانٍ تراثية تؤرخ لدبي وخورها والمناطق القديمة فيها، تغنى بها مسنون ومشاركون لهم خلال رحلة بحرية على متن يخت انطلق من خور دبي، متجهاً إلى جزيرة النخلة، ومواصلاً الى الحوض الجاف بدبي، محتضناً بين جنباته أكثر من 80 شخصاً من المسنين وشعراء وفنانين وإعلاميين واجتماعيين وأطباء وممرضين، في رحلة استغرقت سبع ساعات، لتكريم المسنين والاحتفاء بهم بمناسبة يوم المسن العالمي.
الرحلة التي أقيمت برعاية حرم سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي وزير المالية، الشيخة روضة بنت أحمد آل مكتوم، وبتنظيم من قبل قسم المجتمع في مؤسسة دبي للإعلام، أكد المشاركون فيها ان «المسنين هم الرمز الأصيل الذي يعتزون به».
وجمع اليخت (الفهيدي) المسنين الذين قدموا من ثلاث جهات، هي دار رعاية المسنين بعجمان، ومركز المسنين بالشارقة، واستراحة الشواب بدبي، ورافقهم عدد من جماعة أصدقاء المسنين في لقاء احتفالي أعرب فيه المبحرون عن فرحتهم بهذا الاجتماع، وسط أجواء مميزة في رحلة العمر ـ كما وصفوها ـ محملين بكنوز من التراث الإماراتي القديم، بما فيه من شعر وأهازيج وأمثال وتاريخ مضيء بإنجازات الامارات وكانوا شهوداً عيان، ومواكبين لهذا التقدم خطوة خطوة، عملوا على نهضته وتقدمه بكل عزم وإخلاص ومحبة لهذا الوطن الغالي.
شعراء
ألقى الشعراء الذين جمعتهم هذه التظاهرة الإنسانية الشعرية، وهم سلطان بن غافان وسيف المنصوري وراشد العصري وسيف بن سليمان وسالم عبيد، قصائد وطنية واجتماعية وغزلية من اشعارهم ومن قصائد شعراء الإمارات السابقين، وأخرى في الشعر العربي القديم.
كما شارك في الرحلة كل من الفنانة الإماراتية موزة المزروعي والفنان جاسم راكان وغيرهما، وكان لوجودهم الاثر الكبير في رفع الروح المعنوية وإدخال البهجة والسعادة إلى المسنين، الذين قضوا في هذه الرحلة وقتاً مملوءاً بالمشاعر الفياضة، ودارت بينهم وبين المشاركين احاديث حميمية، وحوارات طريفة، ودعابات مسلية، فارتسمت الابتسامات على وجوههم، وعلت الضحكات قسماتهم.
وألقى بعضهم أبياتاً شعرية من كنوز الشعر النبطي الإماراتي الذي يحتفظون به في ذاكرتهم، وتباروا مع المجتمعين في طرح الأمثال الشعبية والطرائف والألغاز والغناء والإنشاد، وطوال السبع ساعات التي استغرقتها الرحلة كانت الشلات التراثية يتردد صداها في فضاء خور دبي، ترانيم تخرج صادقة من قلوب المسنين.
كبار
من جانبها، رحبت مديرة قسم المجتمع في مؤسسة دبي للإعلام، مريم المر حريز، بالضيوف، وقالت لهم «أنتم كبار في المنزلة والمكانة»، متمنية لهم أوقاتاً سعيدة، ودعتهم إلى الاستمتاع بكل لحظات اليوم. وأكدت ان «الهدف من هذه الرحلة هو الإحساس بالمسؤولية الاجتماعية نحو هذه الفئة من الناس التي قدمت الكثير للوطن، ورسمت الأيام بصمتها الواضحة على وجوههم، فتقديرا لهذه الجهود وردا لجميلهم يقوم قسم المجتمع في مؤسسة دبي للإعلام بتنظيم مثل هذه الرحلات، سواء كانت بحرية أو برية إلى المزارع، إذ اننا نعرف من واقع تجربتنا مع كبار السن ما يدخل البهجة والفرح الى قلوبهم، وهو قضاء أوقات في البحر أو في أحضان الطبيعة البرية، فهي تعيد لهم أيامهم المنسية، وتذكرهم بها، وفي هذا سعادتهم وانبساطهم، وهي أيام جميلة مملوءة بعبق التاريخ الإماراتي الجميل الذي يستهوي الجميع للتعرف عليه من اهله من المسنين».
وتابعت «نجمع باقة مختارة من الشعراء والفنانين والإعلاميين والاجتماعيين، ممن يعرفهم المسنون ويحنون للالتقاء بهم، كما ان هذه المجموعة لديها قدرات وكفاءة وموهبة كفيلة بسبر قلوب المسنين، وإشاعة روح المرح والدعابة والانطلاق بهم الى أجواء مفعمة بالسعادة والانبساط، وهذا ينطبق على كل رحلاتنا التي ننظمها كذلك سواء للأيتام أو للمعاقين».
تكريم واجب
بدورها أكدت مديرة دار رعاية المسنين بعجمان، ليلى الزرعوني، أن احتفالية يوم المسن لهذا العام كانت مميزة وفاعلة مع المجتمع المحيط بهم، إذ شاركت مؤسسات رسمية وحكومية ومجتمعية بهذه المناسبة، ما أضفى عليها طابعاً تكاتفياً شعر المسنون خلاله بوجودهم وتواصلهم مع المجتمع وأنهم جزء مهم فيه.
من جهته، قال المدرب في النادي الثقافي العربي بالشارقة، جاسم راكان، ان «وجوده مع المسنين والاحتفال معهم بهذه المناسبة هو نوع من التكريم الواجب على كل فرد في المجتمع، فهؤلاء يستحقون الكثير الكثير لنقدمه لهم ولنزرع الابتسامة الحلوة على محياهمو فهم منا بمثابة آبائنا وأجدادنا، وعلينا التواصل معهم باستمرار وجذبهم الى الحياة الاجتماعية العامة».
أما الشاعر سلطان بن غافان فأشار إلى ان تجمع المسنين من مختلف امارات الدولة هو احتفال بحد ذاته، إذ «إنهم قلما يجتمعون إلا من خلال المناسبات التي تقيمها المؤسسات والدوائر الرسمية والمحلية، أما هذه الاحتفالية فهي مختلفة ومميزة بطقوسها وناسها، لأنها تجمع رجالاً هم فعلا أهل البحر والبر والشعر والفن، مارسوا فنونه، ونهلوا من فيضه، لديهم ذاكرة قوية مشبعة بفنون وكنوز من التراث الإماراتي القديم، وعلى الجهات المعنية أن تستفيد من هذا الإرث العظيم الذي نقله هؤلاء من أجدادهم، وحافظوا عليه، وان تنقله بالتالي إلى الجيل الجديد».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news