«دبي للموضة».. أفكـــار كثـيرة وأزياء قليلة
تنوعت مشارَكات اليوم الثاني من أسبوع دبي للموضة، الذي اختتم فعالياته أمس، في المركز التجاري العالمي في دبي، لتمثل قارات العالم، مقدمةً مجموعة متميزة من العروض التي تفاوتت بين الآسيوية، والإفريقية، والخليجية، والأميركية، وشملت ابتكارات نسائية وأخرى رجالية تفاوتت بين اليومية والسهرة، وبين المحترفة، وتلك التي تحتاج شوطاً كبيراً للوصول إلى تلك المرحلة.
شهد اليوم الثاني ستة عروض بدأت بعرض الساعة 12 ظهراً للمصمم ريدي سيدي من الهند، إضافة إلى مجموعة شابة حملت الكثير من الأفكار التي تستحق التطوير للمصممة المصرية ملك العزاوي، ومجموعة للمصممة الأميركية أوركيد غاندي، وآخر للمصممة الهندية ساي سومان، بمجموعة غير ناضجة لا ترقى لمستوى الحدث، إضافة إلى مجموعة مسائية تحمل الكثير من البصمات الواعدة لدار الأزياء «ملكة الليل» للمصممة الإماراتية وفاء الكثيري، وعرض ختامي للمصمم الهندي رافي باجاج تميزت فيه التصاميم الرجالية بشكل مبهر مقارنة بتلك النسائية، وكانت خلاصة العروض الستة حجماً كبيراً جداً من الأفكار احتشدت في قطع قليلة من الأزياء.
نهار ومساء
بمجموعة نهارية من الملابس الجاهزة بدأ عرض المصمم ريدي سيدي التي تفاوتت بين السراويل والقمصان والتنانير والفساتين، التي كانت مكررة بما يكفي، تبعتها مجموعة للمصرية ملك العزاوي التي تراوحت بين القطع النهارية والمسائية الحريرية، بتركيز مكثف ومغرق على فكرة الدرابيه الذي ظهر على كل المجموعة التي تميزت بعض قطعها بالفكرة المبتكرة، بين لون وتفاصيل، وتحديداً التركيز على فكرة «الشرابات» المتجمعة أو تلك التي حولت خيوط «الشرابات» إلى شكل أقرب إلى الستائر التي زينت من الأمام ظهرت من تحت إحدى طبقات درابيه القماش، وأخرى من الخلف، ومعتمدة أيضاً على فكرة القصة اللف التي ميزت التصاميم.
تفاوتت أطوال المجموعة بين الطويلة الواصلة إلى الأرض، أو تلك القصيرة الواصلة إلى الركبة، أو شديدة القصر، منها ما تزين بأذيال منسدلة اتصلت أحيانا بأجزاء من جذع الفستان، كما تفاوتت القصات بين تلك الضيقة الواسعة المنسدلة، أو ذات الجذع الضيق والتنانير المتموجة فوق طبقة داخلية نافخة للتنانير، إضافة إلى الطويلة المنتفخة أيضا، دون أن تخرج عن فكرة الصدر أو الجذع متجمع القماش «درابيه»، بين قصات عارية دون أكتاف، أو أخرى دون أكمام تدلت منها أوشحة منسدلة، أو ذات الكتف الوحيد.
وغلب على المجموعة اعتماد قماش الشيفون الخفيف والشفاف، مع التنويع في الألوان المعتمدة دون الخروج عن باليتة الألوان الفاتحة، والصارخة أيضاً، بين التركواز، والفيروزي، والفستقي، والبيج، والفوشي، والأحمر، مع مزج مبتكر بين الفيروزي والفوشي، وبين الأخير والبيج الأقرب إلى البطيخي، كما قدمت المصممة فساتين من اللون الأصفر الفاقع، والأخضر، إضافة إلى الأحمر، والمزج المميز بين البيج والفيروزي، إضافة إلى اعتماد مجموعة من الخامات المطبعة الجامعة بين الألوان الهادئة، أو تلك الصارخة.
استؤنفت العروض مع مجموعة للمصممة الأميركية أوركيد غاندي عبر دار أزيائها «أوركاليا» مقدمة مجموعة مسائية بين طويل وقصير وفساتين زفاف، معتمدة المزج بين اللون الأخضر الزمردي والأسود والبيج والبرتقالي الهادئ، وتزيين تلك الألوان التي قدمتها بشكلها السادة أو مازجة بين لونين منها أحياناً بمجموعة من الكريستال الذي استقر على الصدر والأكتاف والتنانير، إضافة إلى اعتمادها على الترتر الذهبي والأسود، وتزيين بعض التصاميم بتفاصيل يدوية من الورود البارزة المكونة من الساتان.
افتقار إلى النضج
افتقرت مجموعة المصممة الهندية ساي سومان إلى النضج الكافي، دون وجود فكرة ثابتة أو اختيار جيد للخامات المستخدمة، أو مزج مميز للألوان المعتمدة، ما جعلها تبدو مجموعة متهاوية لا ترقى إلى مستوى بقية المشاركات، أو إلى مستوى الحدث، فبين أكتاف وأرداف نافرة، وسترات طويلة ذات خامات لماعة فوق سراويل واسعة متهدلة، أو ومزج غير ذكي للخامات أوالألوان، إضافة إلى تنفيذ كمية من الأفكار المحتشدة في القطعة الواحدة، ما جعلها أكثر قرباً لأن تكون قطع ملابس عرائس منزلية لا يمكن ارتداؤها.
جلابيات
قدمت المصممة الإماراتية وفاء الكثيري مجموعة من جلابيات السهرة التي تميز عدد منها بشكل لافت، بينما احتاج بعضها الآخر إلى المزيد من التطوير والتقليل من الأفكار المحتشدة، معتمدة مجموعة من الخامات الحريرية الراقية التي تفاوتت بين السادة والمطبعة، وبين الخاضعة لقصات الدرابيه العديدة، أو تلك المزينة بالقلائد والورود، وتجمعات الكروشيه الدقيقة والكثيفة، ما أعطى الجلابيات لمسة من المبالغة التي احتاجت للتخفيف نوعاً ما، بينما تميزت جلابيات أخرى بنعومتها ولمستها الراقية للحرائر الناعمة المنسدلة المزينة بلمسات وتطريزات شرقية هادئة، أو تلك التي مزجت بين طبعات خطوط الحمار الوحشي العرضية بالأبيض والأسود مع لمسات بسيطة من اللون الفوشي، وخامات سوداء معرقة مزجت بين فكرة الفستان والجلابية أو القميص والتنورة مع ذيل متسع، بينما تنوعت «باليتة» ألوان المجموعة بين الفاتحة والداكنة، وبين المطبعة والسادة، مع المزج الذكي بين عدد منها.
رجالي
قدم المصمم الهندي رافي باجاج لدار الأزياء «ليبل 24» مجموعة شديدة التميز من التصاميم التي لم تخرج عن تلك البصمة المحترفة للمشغولات الهندية والقطع التي غرقت بها في بعض الأحيان، وعلى الرغم من تميز المجموعة بشكلها الغالب، إلا أن المجموعة الرجالية من التصاميم غلبت في ابتكاراتها وفخامتها وقطعها المطورة من سترات وسراويل وقمصان تلك النسائية، معتمداً فكرة السترات الضيقة عالية الرقبة، التي تزينت بالتطريزات اليدوية الغنية تارة، وتزينت بالقلائد المستقرة على الكتف والرقبة تارة أخرى، ما جعلها أقرب إلى مجوهرات المهراجا التقليدية الفخمة على أطقم ذات قصات متطورة، إضافة إلى اعتماده قصة سراويل ركوب الخيل الواسعة عند الفخذ والضيقة أسفل الركبة، ومجموعة من القمصان الطويلة ذات الفتحات الجانبية، والسترات المطرزة، إضافة إلى السراويل شديدة الضيق بالكامل، تحت سترات طويلة ذات قصات رسمية عالية الرقبة من خامات راقية ذات لمعات مطفأة.